تجارب الماضي ودروس التاريخ تشكل علم المستقبل لأنها تضيء الدروب أمام الأجيال وتغني ثقافتهم، وتؤكد على مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: «من ليس له ماضٍ ليس له حاضر ولا مستقبل». وتشكل الذاكرة الشعبية في الإمارات مرجعاً مهماً لتاريخ المنطقة، وانطلاقاً من أهمية التاريخ، كانت «السيرة الذاتية والغيرية» عنوان الجلسة الحوارية التي نظمها اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات في أبوظبي أول أمس مع تجربة الباحث والمؤرخ د. فالح حنظل، وأدارت الحوار الباحثة في مركز زايد للدراسات والبحوث د. فاطمة المنصوري. وأكد د. حنظل أنه في الإمارات تعلم الفصحى من العامية، مبيناً أن الجذر عربي فصيح وأن أول درس تعلمه كان من العامية، ثم انتقل إلى الفصيح فألف «معجم الألفاظ العامية في الإمارات». ومن المعجم التقط قضايا تاريخية، فبدأ بتأليف كتابه «المفصل في تاريخ الإمارات العربية المتحدة»، وهذا جاء نتيجة بحث شخصي، ولكن الباحث واجه في تلك الفترة صعوبة في الحصول على المصادر، قائلاً: إن أكثر المصادر وجدها في لندن، حيث عمل على البحث عن تاريخ الإمارات. وأكد الباحث أهمية المصادر التي حصل عليها خلال البحث والتدقيق، مشيراً إلى أهمية الذاكرة الشعبية، وأكد أن المهم في كتابة التاريخ إضاءة الدرب لبناء المستقبل. وثمّن الدكتور فالح حنظل جهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قائلاً: صاحب السمو حاكم الشارقة هو شيخ المؤرخين، وهو مسكون بمحبة التاريخ والتراث، وقد أصدر كتباً مهمة في هذا الشأن. وقال الدكتور حنظل إنه بصدد إصدار كتاب يعتمد فيه على ثلاثة جوانب، الأول: تجربة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في بناء الأمة الواحدة، منذ أن كان عمره 18 سنة، والجانب الثاني تجربة القائد المؤسس المُلهِمة في اتحاد الإمارات، والجانب الثالث مرتبط بالمستقبل المشرق، مشيداً بأهمية الاستقرار والأمان والتسامح والمحبة الموجودة في مجتمع الإمارات.
مشاركة :