شكرا لقرائتكم خبر عن قرقاش: التوجهات المستقبلية للإمارات تركز على تعزيز الشراكات لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة والان نبدء بالتفاصيل الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - خلال الافتتاح الرسمي لأعمال اليوم الثاني لمنتدى الإعلام العربي في دورته الـ20، الذي عُقد تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبحضور سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي للإعلام، وسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة)، ولفيف من المسؤولين والقيادات الإعلامية العربية والعالمية، تحدث المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، الدكتور أنور بن محمد قرقاش، عن التحديات التي تواجهها دول المنطقة في الوقت الراهن، نتيجة للأزمات الإقليمية والعالمية خلال العقد الأخير، ومن بينها أزمة «الربيع العربي»، وجائحة «كورونا»، والأزمة اليمنية، وأخيراً الأزمة الروسية الأوكرانية، وفرص الخروج من تبعاتها. جاء ذلك خلال الجلسة التي عُقدت بعنوان «الشرق الأوسط.. مسرح التغيير الكبير»، واستضافت قرقاش وأدار الحوار فيها الإعلامي بقناة العربية طاهر بركة، حيث بدأت الجلسة بالحديث عن الأزمة الروسية الأوكرانية، وموقف الإمارات ودول المنطقة منها، حيث قال قرقاش إن هذه الحرب نتجت عنها تداعيات شاملة، ليس على المنطقة فقط، بل العالم أجمع، بما فيه أوروبا، مؤكداً أن الإمارات كانت موفقة في تحقيق التوازن المطلوب في التعامل مع تداعيات هذه الأزمة، رغم محاولة كل معسكر كسب مؤيدين لموقفه، حيث دعت دولة الإمارات منذ البداية إلى حل سياسي سريع لهذه الأزمة مع الالتزام بقواعد القانون الدولي، وانطلاقاً من هذا التوجه كان تصويت دولة الإمارات في جلسة مجلس الأمن أخيراً ضد إعلان روسيا، ضم أربع مناطق أوكرانية إليها. وقال الدكتور أنور قرقاش إنه رغم صعوبة الموقف للعديد من الدول، إلا أن موقف الإمارات منذ البداية إلى الآن هو الحفاظ على هذا التوازن، والدعوة إلى الحل السياسي القائم على الالتزام بقواعد القانون الدولي، مؤكداً أننا نعيش في منطقة يجب أن تحكمها العلاقات الدولية، حيث أسفرت تداعيات هذه الأزمة عن تحديات اقتصادية كبيرة تتعلق بالتضخم وإمدادات الطاقة والأمن الغذائي، ولهذا بدأت الدول تفكر في أسعار وبدائل الطاقة، وتوفر الغذاء لعقدين قادمين، وهي الأزمات التي كانت إرهاصاتها مع أزمة جائحة «كورونا». وقال قرقاش إنه إلى الآن لا يبدو أن هناك حلاً سياسياً قريباً، نظراً للصراع السياسي المحتدم بين الولايات المتحدة والغرب من جهة وروسيا من جهة أخرى، مؤكداً أن الإمارات تتمسك برؤيتها وموقفها الإيجابي القائم على الالتزام بقواعد القانون الدولي والحل السياسي المتمثل في البحث عن حل سلمي سريع للأزمة، وتشاركها هذه الرؤية والتوجه أكثر من 100 دولة حول العالم. وحول التأثيرات المستقبلية لهذه الأزمة، قال المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، إننا نتعامل مع أزمة ستؤثر تداعياتها على العالم لسنوات، وإن العالم يتجه لقطبية متعددة في النظام الدولي، سيكون الشق الاقتصادي فيه سابقاً للشق السياسي، مضيفاً أن الأداء على الأرض لأميركا والغرب سيبطئ موضوع القطبية الذي نراه. وفي رده على سؤال يتعلق بإلى أي مدى تستطيع دول الشرق الأوسط أن تكون مهمة للعالم، وتوجه دولة الإمارات في العقود المقبلة، قال قرقاش إن المنطقة مرت بعقد استثنائي من الأزمات العالمية والإقليمية، وتركز دولة الإمارات في توجهها المستقبلي على التنمية والاقتصاد وتعزيز الازدهار كأولوية، ومن هذا التوجه كانت الإمارات من الدول القليلة في العالم التي يصل عدد سكانها لنحو 10 ملايين نسمة وتحقق ناتجاً محلياً إجمالياً قيمته 430 مليار دولار، مضيفاً أن توجهنا في المرحلة المقبلة هو التركيز على الاقتصاد كأولوية، مع الاهتمام بإيجاد روافد متنوعة في الاقتصاد الحديث، إضافة إلى الاقتصاد التقليدي لنحافظ على تنافسيتنا، وتحقيقاً لذلك صدرت العديد من التشريعات والقوانين التي تعزز بيئة العمل والاقتصاد. وأضاف أن التركيز الثاني في توجه الإمارات في المرحلة المقبلة هو إعادة بناء الجسور التي اهتزت نتيجة لأزمات العقد الأخير، ولهذا تم التوصل إلى الاتفاق الإبراهيمي، الذي يشجع على تحقيق السلام في المنطقة، والتعاون مع إيران وتركيا، إضافة إلى تعزيز التعاون مع شركائنا التقليديين كمصر والمملكة العربية السعودية، مؤكداً أن الهدف من هاتين الركيزتين المتمثلتين في أولوية الاقتصاد وبناء وتعزيز جسور الشراكة هو تحقيق الاستقرار والازدهار للمنطقة بصفة عامة، وتعزيز تنافسية الإمارات محلياً وإقليمياً وعالمياً. وقال قرقاش: «نحن ندرك أن لكل دولة في المنطقة أولوياتها الوطنية، إلا أننا نريد للجميع أن يكونوا شركاء في تحقيق ازدهار المنطقة ككل، وهذا يتطلب مزيداً من بذل الجهود للخروج من تداعيات أزمة ما يعرف بـ(الربيع العربي)، وإطفاء الحرائق التي ارتبطت به ونشأت عنه، فمن دون الاهتمام بأجندة الازدهار ستكون المنطقة منسية في النظام الدولي»، مؤكداً أن الازدهار والاقتصاد ضروريان للاستعداد للمستقبل، وهذا ما نراه يتحقق حالياً في المملكة العربية السعودية الشقيقة، كما نجحت مصر في الخروج من تداعيات أزمة «الربيع العربي»، مشدداً على ضرورة تركيز بقية دول المنطقة على إيجاد فرص عمل وتعزيز اقتصاداتها. وأضاف أن هناك بعض الأزمات التي لاتزال مستمرة، منها عدم التوصل إلى حل للأزمة اليمنية. وقال: «عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في اليمن هو أمر كارثي، ولابد من خلق أرضية مناسبة، تتيح المجال للحلول السياسية وتحقيق السلام والاستقرار»، مؤكداً أن المنطقة لن تتبوأ مكانتها عالمياً إلا بتحقيق الازدهار. وعن الفرص القائمة بالمنطقة لتأخذ مكانتها عالمياً، قال الدكتور أنور قرقاش: «من كل المؤشرات أجد أن هناك تقبلاً للشراكات من دول عديدة في المنطقة، منها إيران وتركيا وإسرائيل.. تحقيق الشراكات يروق للجميع، ومن الضروري بذل جهد إقليمي أكبر لتعزيز فرص الازدهار والاستقرار». وعن الموقف من الحديث عن توجيه إسرائيل ضربات عسكرية لمناطق في إيران بسبب برنامجها النووي، أوضح قرقاش أن القاعدة الأساسية هي احترام النظام الدولي، والابتعاد عن الحكم على طبيعة الأنظمة في المنطقة، وأضاف: «صحيح لدينا قضايا عديدة معلقة مع إيران، لكن توجهنا هو الاهتمام بعلاقات حسن الجوار، وبناء الشراكات من أجل تحقيق الاستقرار والازدهار، أما ما يقال عن الحلول العسكرية معها فستدفع المنطقة كلها ثمنها، ويجب تركيز الجهود عالمياً وإقليمياً على الحلول السياسية والاستمرار في الحوار، لأن كلفتها أقل من الصعوبات المتعلقة بالحروب»، وأضاف: «تربطنا علاقات ثنائية جيدة مع إيران ضمن شراكاتنا مع دول المنطقة، ولا نريد للمنطقة أن تمضي 10 سنوات أخرى في حروب، حيث كان العقد الماضي من أقسى العقود لدول المنطقة، ولا يمكن لأي عاقل قبول تكرار ما حصل»، مضيفاً أن هناك محاولات مستمرة لتحسين العلاقات بالمنطقة، فعلاقاتنا مع تركيا تتطور إلى الأفضل، ونتابع الحوار المصري-التركي والعلاقات التركية-السعودية، مضيفاً أن تحديات «كوفيد – 19»، وتبعات أزمات العقد الماضي ماثلة أمامنا، ولا نريد لها أن تستمر. وأكد اهتمام دولة الإمارات بالاقتصاد والعمل التنموي، والبحث عن كل ما يحقق الازدهار، مشيراً في هذا الصدد إلى أن الموضوعات التي تناولها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، مع قادة دول المنطقة والعالم، تتعلق بهذه الأمور الإيجابية، وكانت محور حديث سموه مع صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان، خلال زيارة سموه أخيراً لسلطنة عمان الشقيقة، حيث تم التركيز خلالها على موضوعات تتعلق بتوفير الأمن المائي لدول المنطقة، وتطوير القدرات لضمان توافر الطاقة، وتعزيز الشراكات الاقتصادية، ومضاعفة التبادل التجاري الذي يصل حالياً إلى نحو 50 مليار درهم. واختتم المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة حديثة في منتدى الإعلام العربي بتأكيده على أن «دولة الإمارات تتجه حالياً لتصفير مشكلاتها مع الجميع، ونجحنا في ذلك إلى حد كبير، نحن نحتاج إلى بناء وتعزيز الشراكات، ورهاننا هو التركيز على الأجندة الإيجابية والعمل التنموي». الدكتور أنور قرقاش: «الإمارات كانت موفقة في التعامل مع الأزمة الروسية الأوكرانية، ورؤيتنا للحل تكمن في ضرورة التوصل إلى حل سياسي». «المنطقة في حاجة لمزيد من الجهد للخروج من تداعيات أزمة الربيع العربي، وإطفاء الحرائق التي ارتبطت به». «عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في اليمن أمر كارثي، ولابد من خلق أرضية مناسبة تتيح المجال للحلول السياسية». «تحقيق الشراكات في المنطقة أمر يروق لدول عديدة، منها إيران وتركيا وإسرائيل». تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
مشاركة :