أشارت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية (الإثنين) الماضي، إلى أن الاعتداءات التي طاولت السيخ تزايدت في الآونة الأخيرة بسبب الاعتقاد بأنهم مسلمون. وكانت حدة الاعتداءات اللفظية والجسدية التي يتعرض لها المسلمون حول العالم قد تزايدت بشكل ملحوظ، خصوصاً بعد أحداث باريس الدموية التي راح ضحيتها 130 قتيلاً، وهجوم سان برنادينو في كاليفورنيا. وأفادت الصحيفة بتعرض رجل ملتحي يرتدي عمامة زرقاء للهجوم، يوم السبت قبل الماضي، أثناء انتظاره ركوب الحافلة للتوجه إلى عمله. وقالت شرطة مدينة فيرنسو بولاية كاليفورنيا إن رجلان في العشرينات من العمر، إعتديا على أمريك سينغ بال (68 عاماً)، من طائفة السيخ الهندية، وتعمدا إهانته وصدمه بمصد سيارتهما الخلفي، وضرباه في وجهه والأجزاء العليا من جسده، بعدما حاول عبور الشارع خوفا على سلامته، مضيفة بأنه أثناء الهجوم، صرخ أحدهما في وجهه قائلاً: «لماذا أنت هنا». ويأتي الحادث ضمن سلسة من الإعتدءات التي استهدفت طائفة السيخ، لإعتقاد المهاجمين أنهم مسلمون بسبب طول لحاهم ولإرتدائهم عمامة فوق الرأس. وفي وقت سابق من الشهر الماضي، تعرض معبد للسيخ في مقاطعة أورنغ بولاية كاليفورنيا للتخريب، وكتبت على جدرانه عبارات مسيئة، وقال «ائتلاف السيخ»: إن حافلة كانت تقف أمام المعبد خربت أيضا، وكتب عليها عبارات مسيئة لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وفي أيلول (سبتمبر) الماضي، تعرض رجل من السيخ، أثناء توجهه إلى أحد المتاجر، إلى هجوم وحشي في شيكاغو بعدما أطلق عليه أحدهم اسم «بن لادن». وقال عضو «ائتلاف السيخ» في وسط كاليفورنيا إقبال جريوال: «ما زال السيخ عرضة للهجمات، للظن خطأ أنهم إرهابيون ومتشددون وما زالوا يعانون بعد هجمات 11 آيلول (سبتمبر) العام 2011، في حين أنهم مواطنون مسالمون ومحبون ويعملون باجتهاد في هذا البلد العظيم وليسوا أعضاء في (القاعدة) أو (داعش) أو أي تنظيم متشدد آخر». وقال «ائتلاف السيخ»: "حدثت نحو 300 حالة عنف وتمييز ضد السيخ في الولايات المتحدة خلال الشهر الذي تلا هجمات 11 أيلول، وأكد المدير القانوني للائتلاف هارسيمران كور أن «العنف تفاقم ضد من ينظر إليه على أنه غير أميركي بعد تصريحات مرشحا الحزب الجمهوري دونالد ترامب وبن كارسون المعادية للمسلمين». ويقدر الائتلاف عدد السيخ في الولايات المتحدة بين نصف مليون و 750 ألف شخص، نصفهم تقريباً في ولاية كاليفورنيا، بينما أكد مركز «بيو» للأبحاث صعوبة احصاء عدد أقلية دينية صغيرة، خصوصاً مع توافد مهاجرون جدد. وتفرض التعاليم الدينية السيخية على الرجال إطالة الشعر وارتداء العمائم والتخلي عن حلاقة الذقن، ويسيء غالبية الأميركيين هذا العرف الديني حيث بيّن تقرير أعده «صندوق السيخ الأميركيين للتعليم والدفاع القانوني» و«جامعة ستانفورد» بأن نصف الأميركيون يعتقدون أن العمامة لها علاقة بالإسلام وأن السيخية مذهب إسلامي.
مشاركة :