وقال الدبلوماسي الايطالي الأربعاء في باريس، حيث استقبله الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الثلاثاء للحديث عن الاستجابات الإنسانية للنزاعات المختلفة التي تسببت في نزوح أشخاص، "لا تنسوا الآخرين!". وأكّد المفوض الأممي أنه شعر باهتمام ماكرون "المدرك" أن الجهود المبذولة لاستقبال المئة ألف أوكراني الذين وصلوا إلى فرنسا منذ آذار/مارس لا يجب أن "يعاقب الاستجابة الانسانية للأزمات الأخرى". وقال غراندي "هذا لا يعني أننا يجب أن نعطي الأوكرانيين أقلّ. الجميع يفهم سبب فرارهم. لكن هناك لاجئين آخرين أيضًا يفرون من القنابل. الخوف الذي يشعرون به والمعاناة التي تسببها الحرب للمدنيين وانتهاكات حقوق الإنسان لها التأثير نفسه في أوكرانيا وسوريا واليمن وأي مكان آخر". وتتجسد هذه الجهود أيضًا في "الموارد التي نخصصها" للأزمات بحسب غراندي. وتابع "أُعطيت الأولوية لهذه الموارد للأزمة الأوكرانية. والآن يتعين علينا تعبئتها" في ساحات الأزمات الأخرى التي تكافح من أجل تأمين ما يلزم من التمويل للاستجابة الانسانية. نزاعات متعددة العوامل واعتبر أن على الاتحاد الأوروبي "تعلم الدروس" من الحماية الموقتة التي منحها للفارين من أوكرانيا وحسن ضيافة الأوروبيين لهم والإجماع حول توافدهم، قائلًا "لقد أظهرنا أن ذلك قابل للتنفيذ، لذلك دعونا نفعل ذلك". ورأى غراندي أن الفرص ستتكرر، متحدثًا عن نزاعات ستزيد "تعقيدًا" و"متعددة العوامل" وتتسبب بنزوح ملايين الأشخاص، من أفغانستان مرورًا باليمن والقرن الافريقي. واورد "في منطقة الساحل مثلًا، لدينا مزيج من العوامل التي تدفع الناس إلى الفرار. النزاعات بالتأكيد، ذات طابع إرهابي أحيانًا. تداعيات حالة الطوارئ المناخية وعدم المساواة. هم لاجئون يفرّون لأسباب متعددة، لكن يجب ألّا يثبط هذا التعقيد عزيمتنا، بل يجب أن نتعامل معها من خلال مزيج من العمل الانساني والتنموي والسياسي والدفاع عن حقوق الانسان". ولفت إلى أن الاحترار العالمي الذي أصبحت تداعياته محسوسة "في أشدّ تجلياته مثل الفيضانات في باكستان" التي تسببت بنزوح عشرات ملايين الأشخاص، "يزيد من تعقيد" الوضع عندما تُزاد آثاره إلى عوامل أخرى. وقال "ما يثير القلق هو العلاقة بين تغير المناخ والنزاعات. هذا المزيج من العوامل سيزيد بالتأكيد من عدد السكان النازحين". "الاسطورة الاوروبية" وحذّر غراندي من أن العالم "يواجه صعوبات في ايجاد الموارد اللازمة قبل نهاية العام" للأزمات التي تهزّ مثلًا أميركا اللاتينية أو أقلية الروهينغا المسلمة في بورما، معربًا عن "قلقه بالنسبة للعام المقبل". ويُضاف إلى التحديات المالية "غياب في الحل السياسي" في أوروبا، بحسب المسؤول الايطالي. وتساءل غراندي "إلى متى يمكننا توفير المآوى والأدوية والأغذية (للاجئين)؟ علينا التفكير إلى أبعد من المدى القصير، لكن الأزمات تستمر وايجاد الحلول صعب إذا لم يكن هناك إطار سياسي ملائم" لاستقبال جميع اللاجئين، معتبرا أن النقاش الأوروبي حول آلية للتضامن "معطل". لكن الأزمة الأوكرانية سمحت بالتخلص من "الأسطورة القائلة إن أوروبا متخمة ولم تعد قادرة على استيعاب أحد، الامر الذي سمعناه كثيرًا في السنوات الأخيرة". وقال غراندي "كون (الشعوب الأوروبية) لم تبدِ رفضًا (...) رغم العدد الهائل من الأشخاص" الذين وصلوا بعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا "يجب أن يجعلنا نفكّر". وأضاف أنه عندما يفهم الرأي العام الغربي "الذي يشار إليه دائمًا بأنه مناهض للاجئين، الصلة بين الحرب والعنف والنفي والهروب، سيكون من السهل جدًا عليه قبول فكرة أن اللاجئين يحتاجون إلى الحماية".
مشاركة :