لشبونة في 6 أكتوبر / وام / أكد المتحدثون في جلسة "دور المعجم التاريخي في التواصل الحضاري" التي شارك بها مجمع اللغة العربية بالشارقة ضمن فعاليات "أيام الشارقة الأدبية" في البرتغال التي تنظمها هيئة الشارقة للكتاب أن المعجم التاريخي للغة العربية سيكون أحد أكبر مراجع تعزيز التواصل الحضاري بين العرب والأمم كافة من خلال منهجه العلمي الرائد في تتبع تاريخ الألفاظ واكتشاف جذورها وارتباطاتها بالثقافات القديمة واللغات الأخرى. تحدث في الجلسة كل من الدكتور امحمد صافي المستغانمي الأمين العام لـ"مجمع اللغة العربية بالشارقة" والدكتور عبد الفتاح الحجمري مسؤول مكتب تنسيق التعريب بالرباط اللذين أكدا الدور الرائد لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في دعم علاقات التواصل الثقافي بين إمارة الشارقة والمراكز الأكاديمية والثقافية العالمية والتي تعد جامعة كويمبرا من أبرزها. وأكد المستغانمي أنّ المعجم التاريخي هو أعظم مشروع للغة العريية على مر التاريخ وأن الفوائد التي يشتمل عليها المعجم في البحث عن العلاقات بين ألفاظ اللغة العربية واللغات الأخرى واكتشاف ما فيها صلات وروابط يجعل منه شاهدًا على إسهام لغة الضاد في التعارف بين الأمم والحضارات إذ يؤرخ للهجات السامية التي استقت أصولها من العربية واستقلت بضروب من التغيير في بعض الجوانب البنيوية والتراكيب عبر الزمن. وأشار المستغانمي إلى واحدة من عناصر إسهام المعجم في التواصل الحضاري بين ثقافات العالم وهي عنايته بالألفاظ الأعجمية التي نطقت بها العرب على مناهجها وقواعدها وأخضعتها لقياس اللغة العربية ونظامها. بدوره أكد الدكتور عبد الفتاح الحجمري أن المعجم التاريخي للغة العربية ليس للعرب فقط وإنما للعالم أجمع وذلك لأن العربية على مر التاريخ لم يستخدمها العرب فقط بل استخدمتها أقوام وحضارات في حياتها ودراساتها وعلومها لافتا إلى أن العربية لغة بذل وعطاء فهي تستقي من الحضارات واللغات الأخرى المعرَّب من الألفاظ . وخلال الجلسات قال الدكتور دلفين لياو نائب مدير جامعة كويمبرا ان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة كان يؤكد على ضرورة التواصل الحضاري بين الجانبين والحوار والتبادل الثقافي والعلمي والأدبي ووقتها قمنا بغرس بذرة لشجرة نخيل في حرم الجامعة تكريماً لزيارة حاكم الشارقة مؤكدا أن الشارقة أرتنا اليوم وخلال السنوات الأربع الماضية غراس ثقافتها وانفتاحها العلمي . وخلال النقاشات مع الحضور دعا البروفيسور خوسيه بيدرو عميد كلية اللغات في جامعة كويمبرا إلى دعم تدريس اللغة العربية في الجامعة وأيضاً في مختلف الجامعات الأوروبية بوصفها لغة عالمية لا يمكن بدونها فهم التاريخ الحقيقي للمنطقة والعالم ولا التعرف على حضارة عريقة لنا معها كبرتغاليين وأوروبيين مشتركات تاريخية كبيرة. وفي إطار برنامجها الثقافي ضمن "أيام الشارقة الأدبية" بالبرتغال نظمت هيئة الشارقة للكتاب سلسلة جلسات حوارية حول "الهوية الإماراتية وحضور التاريخ في الروايات المحلية" تحدث خلالها آنا ماريا ماتشادو والدكتورة مريم الهاشمي و"ترجمة الأدب البرتغالي إلى اللغة العربية" بمشاركة غيث الحوسني وألبرتو سيسمونديني إضافة إلى جلستي: "الهوية في النصوص المسرحية بين المحلية والعالمية" شارك بها سعيد الحناكي وجواو جوفيا مونتيرو و"الموروثات الشعبية السائدة في الإمارات والبرتغال" تحث فيها إبراهيم الهاشمي، وباولو سيلفا بيريرا. و بدورهم أشار المشاركون في جلسة "ترجمة الأدب البرتغالي إلى اللغة العربية" إلى المكانة الرائدة التي احتلها الأدب البرتغالي في الشارع الأدبي والثقافي العربي حيث تحظى نخبة من المفكرين والأدباء البرتغاليين من أمثال خوسيه ساراماغو الحائز على جائزة نوبل للأدب بمنزلة رفيعة وتفضيل كبير بين المثقفين العرب. من ناحيته ناقش إبراهيم الهاشمي في جلسة "الموروثات الشعبية السائدة في الإمارات والبرتغال" طبيعة العادات الموروثة في الثقافة الإماراتية وتنوعها والبيئة التي نشأت فيها مبرزاً من خلال الأمثلة ما تعكسه تلك الموروثات من قيم أخلاقية انتقلت عبر العصور. بتل
مشاركة :