بحث محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، مع وفد من أعيان وحكماء برقة (شرق)، الوصول إلى حل ينهي الأزمة الراهنة في البلاد، والمساهمة في تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف المشاركة في العملية السياسية، بينما دافع عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، مجدداً عن الاتفاقية التي أبرمها مؤخراً مع تركيا في مجال الطاقة. ونقل المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي أمس أنه «أبدى دعمه لجهود حكماء وأعيان ونخب برقة، ومساعيهم في رأب الصدع، ولم شمل أبناء الوطن الواحد»، مؤكداً أن «الأعيان والحكماء والنخب هم جزء لا يتجزأ من مشروع المصالحة الوطنية لتحقيق السلام بين كافة الليبيين، وتجاوز الأزمة الحالية». واستعرض الأعيان والحكماء والنخب أمام المنفي رؤيتهم للتواصل مع جميع الأطراف لإنقاذ البلاد من شبح الانقسام، والوصول للاستحقاق الانتخابي، مؤكدين دعمهم الكامل لجهود المجلس الرئاسي في المحافظة على استقرار البلاد للعبور إلى بر الأمان. من جانبه، دافع الدبيبة عن مذكرة التفاهم الخاصة بمجال التنقيب عن النفط والغاز، التي وقعها مع أنقرة، وقال إن زيادة الطلب في العالم على النفط والغاز بعد الحرب على أوكراني، «فرصة ذهبية يجب استغلالها»، مشيرا إلى أن ليبيا «منبع للنفط والغاز، وعليه يجب التعاقد مع الشركات، وإبرام العقود والمشاريع لاكتشاف وإنتاج وبيع الغاز والنفط داخل الأراضي الليبية». ونوه الدبيبة إلى أن مؤسسة النفط ستبرم مع الشركات التركية الاتفاقات اللازمة لتحقيق العمليات البترولية، بما في ذلك الاستكشاف والحصر، والإنتاج في الحقول البرية والبحرية التي يفضل الجانبان العمل فيهما. وكان الدبيبة قد دعا المفوضية العليا للانتخابات، برئاسة عماد السائح، إلى فتح سجل الناخبين لتحديت بياناته، بهدف «تحفيز كل الأطراف الرسمية والشعبية، والدفع للإسراع بإنجاز هذا الحدث الوطني في تاريخ بلادنا، بهدف انتقالها من المرحلة المؤقتة إلى المرحلة الدائمة المبنية على الشرعية الانتخابية». مطالبا بالاستمرار في عملية تدقيق سجل المرشحين للانتخابات البرلمانية والرئاسية، قبل إعلان القوائم الانتخابية، وإعلام الرأي العام المحلي بالتطورات في هذا الشأن، والنظر في مقترح قانون الانتخابات المعد من قبل لجنة عودة الأمانة للشعب، والبدء في الاستعدادات اللوجيستية والتنظيمية، وفقاً لما هو ثابت في القوانين الانتخابية، وتأجيل ما يتوقع تغييره بحسب القانون لوقت لاحقا، واستعداد الحكومة التام لذلك. بدوره، نقل السائح عن كريستيان باك، المبعوث الألماني الخاص إلى ليبيا، الذي التقاه بحضور ميخائيل أونمخت سفير ألمانيا بطرابلس، أمس، تقدير بلاده لجهود المفوضية الساعية لإنجاز الانتخابات، مشيداً بالمساعي الوطنية التي تنشد الوصول إلى صياغة لقاعدة دستورية، تقود البلاد إلى الانتخابات تنهي المراحل الانتقالية. وكان عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، قد أعلن أنه ناقش في مدينة القبة مع الوفد الألماني سبل وضع الترتيبات اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب الآجال. في سياق ذلك، نقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن مصادر بالمجلس الأعلى للدولة تأجيل مناقشة مواد القاعدة الدستورية، بشأن الانتخابات التشريعية والرئاسية، والتصويت عليها إلى جلساته المقبلة، مشيرة إلى أن نقطة الخلاف حول حمل المرشحين لأكثر من جنسية لم تحسم نهائيا بعد. وكانت نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية بحكومة الدبيبة، قد بحثت عن وكيلة وزارة الخارجية البريطانية للشؤون الأفريقية، جيليان كيغان، خلال اتصال هاتفي، مساء أول من أمس، دعم ومساندة المملكة المتحدة لحكومة الوحدة للوصول إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وفق خارطة طريق وقاعدة دستورية صحيحة، مشيرة إلى اعتزامها زيارة ليبيا في أقرب وقت ممكن. من جهة أخرى، قتل أحد عناصر مديرية أمن مدينة ربيانة، وأصيب سبعة آخرون في اشتباكات مسلحة اندلعت في المدينة الواقعة، جنوبي شرق ليبيا، ضد مسلحين هاجموا المديرية لاستعادة أحد عناصرهم.
مشاركة :