رأى الدكتور طارق السنوطي نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام المصرية، والخبير في الشؤون الآسيوية، أن المبادرات التي طرحتها الصين في السنوات الأخيرة ومنها مبادرة الحزام والطريق هامة للغاية ومفيدة ليس فقط للاقتصاد الصيني ولكن أيضا للاقتصاد العالمي. وقال السنوطي، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين تسعى إلى تحقيق التنمية المشتركة للدول المشاركة من خلال مشروعات البنية التحتية المشتركة والشراكات المربحة للجميع، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف بين هذه الدول. ولفت نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام إلى “تنفيذ الكثير من مشروعات البنية التحتية في العديد من الدول في إطار مبادرة الحزام والطريق ومنها مصر”، مضيفًا أنه “في إطار مبادرة الحزام والطريق، تشارك العديد من الشركات الصينية في تنفيذ مشروعات قومية ضخمة في مصر مثل بناء العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة ومدينة العلمين الجديدة شمال غرب البلاد”. وواصل الخبير المصري حديثه عن أهمية مبادرة الحزام والطريق وغيرها من المبادرات الصينية مثل بناء “مجتمع المستقبل المشترك للبشرية”، ملمحا إلى أنها ستعزز بشكل فعال التنمية في أرجاء المعمورة، خاصة وسط التحديات العالمية الحالية. وعلى الصعيد الداخلي، سلط السنوطي الضوء على أن الصين تمكنت من تحقيق نجاحات ملموسة، حيث حققت طفرة في تنمية بعض المقاطعات والمدن، والتخفيف من حدة الفقر المدقع في جميع أنحاء البلاد. وأردف قائلا “أزور الصين منذ 20 عاما، وقد زرت منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي في عام 2008، وعندما زرتها مرة أخرى بعد حوالي 10 سنوات وجدت تغييرا مذهلا وتطورا هائلا حوّل المنطقة إلى معلم صيني”، مشيرا إلى أن نينغشيا أصبحت تستضيف معرض الصين والدول العربية الذي يعقد كل عامين. وعزا السنوطي الطفرة التنموية التي شاهدها في الصين إلى “فكر الحزب الشيوعي الصيني الذي يتلاقى مع فكر المواطن الصيني البسيط ويعبر عن تطلعاته، وهذا هو سر نجاح الحزب الشيوعي الصيني”. وبوجه عام، قال السنوطي، وهو أيضا مدير عام المكتب الفني لمؤسسة الأهرام، إن الصين والدول النامية لديها خصائص مشتركة، وجميع المبادرات الصينية دائما تضع في الاعتبار الدول النامية، وتسعى إلى التعاون بين بلدان الجنوب، مؤكدا على أن “هذه المبادرات تصب في مصلحة المواطنين سواء في الصين أو في الدول النامية”. وذكر أن “هناك ارتباطا وثيقا بين الاقتصاد الصيني والاقتصاد العالمي”، مشددا في ختام حديثه على أن “الصين دولة مهمة وثاني أكبر اقتصاد في العالم، لذا فهي تلعب دورا عالميا هاما سياسيا واقتصاديا”.
مشاركة :