200 مليون دولار شهريا لخدمة المناطق المحررة

  • 12/16/2013
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد رئيس الحكومة السورية المؤقتة الدكتور أحمد طعمة، أن باريس تعهدت بدعم حكومته في المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أن هذه المساعدات ارتكزت على أربع نقاط، مضيفا أن مخرجات مؤتمر جنيف2 كانت في صلب المحادثات مع الفرنسيين. وقال طعمة في حوار لـ «عكاظ» إن تطبيق نص جنيف 1، كفيل بحل الأزمة السورية، إذ يقتضي تطبيقه تشكيل جسم حكم انتقالي كامل الصلاحية بما في ذلك الأمن والجيش وأجهزة الاستخبارات وجميع مفاصل الدولة الحيوية، مؤكدا ألا وجود للأسد في المرحلة الانتقالية. ووصف الدكتور طعمة ما تمر به سورية بالمرحلة الدقيقة والمعقدة، موضحا أن الغرب بات ينظر إلى الحالة السورية على أنها شبيهة بحالة البوسنة والهرسك، لافتا إلى أن التوقيع على جنيف 2، لكن ليس بالضرورة تنفيذ مخرجاته فورا.. فإلى التفاصيل: • كيف تصفون زيارتكم إلى باريس من حيث النتائج؟ - تأتي الزيارة في ظرف مهم للغاية سواء بالنسبة للحكومة السورية المؤقتة أو بالنسبة للثورة السورية، والآثار التي تتركها هذه الزيارة على المستوى الدولي. المحادثات جرت مع جميع الأطراف الرسمية التي التقيناها في باريس، سواء بالنسبة للقاء الذي جمعنا بوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أو اللقاء الذي خصنا به البرلمان ممثلا في لجنة الشؤون الخارجية. تحدثنا من خلال اللقاءات عن الكثير من النقاط التي تهمنا بشكل كبير. فالمحادثات ارتكزت على نقاط أهمها ماذا يمكن أن تقدم فرنسا لحكومة المعارضة وما هو الدعم الذي يمكن لفرنسا أن تمنحه للثورة السورية. تحدثنا أيضا عن مؤتمر جنيف 2 والدور الذي يمكن أن تلعبه فرنسا من أجل أن تكون نتائج هذا المؤتمر لصالح الشعب السوري لا غير. كما عرضنا رؤية حكومتنا وكيف يمكن لهذه الحكومة أن تقدم خدماتها للشعب السوري. وكذلك تم الحديث عن مأسسة الديمقراطية والسعي لترسيخ فكرة الرأي والرأي الآخر وإقناع الناس أن الحل الأمثل في سورية هو سيادة القانون واستقلال القضاء والفصل بين السلطات. • باريس كانت من الدول الداعية لتشكيل حكومة مؤقتة، وأكدت على ضرورة إعطاء الحكومة المؤقتة الأولية للوزارات التي لها علاقة بالشعب. ماذا قدمت فرنسا بهذا الشأن؟ - حصيلة المحادثات في هذا الشأن أننا توصلنا إلى الاتفاق على مساعدتنا في أربع نقاط: الأولى أن فرنسا ستقدم لنا خدمات جيدة لمساعدتنا في إنشاء الحكم من خلال التدريب بمعهد تطوير القدرات بفرنسا وهو من أشهر المعاهد في العالم. والنقطة الثانية تقديم دعم من أجل إنشاء مشاريع من خلال «ترانسفنت» أي صندوق الائتمان الألماني الإماراتي والذي سوف تساهم به فرنسا بمبلغ 10 ملايين يورو لصالح الصندوق في الأيام القادمة. أما النقطة الثالثة هي تقديم دعم مباشر للحكومة ودعم الميزانية التشغيلية لهذه الحكومة. رابعا: تعهدت باريس بتقديم المساعدة من خلال وكالة التنمية الفرنسية المرتبطة بوزارة المالية والخارجية الفرنسية. • هل كان هناك حديث عن جنيف 2 مع الأطراف الفرنسية؟ - نحن متفقون على جنيف 2 وقد أبلغت الفرنسيين وجهة نظر الحكومة المؤقتة وأنها تلتزم برؤية الائتلاف التي تم الاتفاق عليها في الاجتماع الأخير، فضلا عن ذلك نحن موافقون على البيان الذي صدر عن مجموعة أصدقاء الشعب السوري في لندن في 22 نوفمبر، وتلك النقاط تدعم توجهنا. • جنيف2 على الأبواب ونظام بشار الأسد يقول إن من يعتقد أن نظامه سيذهب إلى جنيف 2 لتسليم السلطة واهم.. وأنتم تشترطون الرحيل.. فما هو المخرج؟ - نص جنيف 1، يقول «إنه سيتمخض عن الاتفاق تشكيل جسم حكم انتقالي كامل الصلاحية بما في ذلك الأمن والجيش وأجهزة الاستخبارات وجميع مفاصل الدولة الحيوية. وجسم الحكم الانتقالي هذا يكون بتوافق جميع الأطراف، بمعنى يحق لكل طرف من الأطراف أن يضع فيتو على الطرف الثاني». والسؤال هنا هل يمكن ولو بنسبة فوق الصفر بالمائة أن المعارضة ستقبل بوجود بشار الأسد.. هذا مستحيل. • لكن هل لديكم ضمانات من الغرب بعدم إشراك نظام بشار الأسد في المرحلة الانتقالية؟ - الضمان الأول هو نص جنيف 1 نفسه، الذي لن يسمح بأي شكل من الأشكال ببقاء بشار الأسد. أما النقطة الثانية هي بيان أصدقاء الشعب السوري في مؤتمر لندن. وهذا البيان فيه الكثير من البنود المهمة والتي نوافق عليها وهذه تشكل لنا تعهدا صريحا من قبل أصدقاء الشعب السوري بأنهم سيتبنون هذا الطرح وتعهدوا لنا بالالتزام به في جنيف 2 أثناء حضورهم. وأكد لنا الفرنسيون ذلك، فالمجتمع الدولي تعهد أن يكون رحيل بشار الأسد نهاية الاتفاق ونتيجة له. وأن علينا أن لا نطلب هذا في بداية المفاوضات. وأكدوا لنا أن اتفاق جنيف سيكون مؤتمرا إجرائيا وليس تفاوضيا وهذا هو الفرق. • الغرب سعى لمحادثات مع الجبهة الإسلامية التي يبدو أنها القوة العسكرية الحالية على الأرض.. هل الجبهة الإسلامية هي الورقة الرابحة للمرحلة الانتقالية؟ - الجبهة الاسلامية لها دورها على الأرض. نحن سعينا إلى الحوار مع الجبهة الإسلامية السورية ودخلنا بنقاش ووضعناهم بصورة تقييم المجتمع الدولي للأزمة السورية. ومن بين ما قلته أنا لهم أنه يجب أن نكون واقعيين وعقلانيين وأنه يجب أن ندرس الواقع بعمق، فالمجتمع الدولي يرى أن الأزمة السورية شبيهة بحالة البوسنة والهرسك واتفاق دايتون العام 1994. سيتم التوقيع على جنيف 2 لكن ليس بالضرورة تنفيذ مخرجاته فورا، في البوسنة والهرسك لم يتم تنفيذ اتفاق دايتون إلا بعد سنة ونصف. وبعد أن يتم ترتيب جميع الأوراق الموجودة في سورية مثل مستقبل سورية في المنطقة وقربها من إسرائيل، وكيف تضمن القوى الكبرى مصالحها ومعالجة ظاهرة التطرف. • المعارضة السورية تواجه أزمة تنظيم خاصة في ما يتعلق بالمساعدات والإعانات الموجهة للشعب السوري والمعارضة.. كيف يتم التعامل مع هذا الواقع؟ - عمق الأزمة الشديدة في سورية هي نقص التنظيم، وهذا الأمر نجح النظام بزرعه في الشعب السوري بامتياز. وأفقد الشعب السوري فكرة الروح الجماعية، فنحن ننزع للفردانية أكثر من الروح الجماعية.. وبالتالي كل فرد يعتقد أنه السياسي والإغاثي وأنه المالي وأنه الثائر المسلح، وهذه أزمة عميقة نعاني منها، أنا لا أريد ان أشكك بالعاملين عليها بل حجم المتطلبات الهائلة بسبب سوء الوضع الإنساني بسورية الذي أصبح يتطلب أموالا كبيرة. ومهما كان الدعم، فنحن نحتاج لمزيد من الدعم لأن حجم الخسائر بالمليارات وهو ليس بمسألة هينة. • كم تحتاج حكومتك للنهوض بالمناطق المحررة، أو تقديم خدمات لتلك المناطق؟ - وزارة الاقتصاد والمالية أجرت دراسة تفيد أننا نحتاج بصفة أولية إلى 170 حتى 200 مليون دولار شهريا لكي نخدم على الأقل الشعب السوري في المناطق المحررة. • تنتمي إلى مدرسة «اللا عنف»، هل لا زالت مؤمنا بمنهج المقاومة السلمية؟ - ابن المدرسة لا يخرج عن مدرسته، ولكن في ما يتعلق بالثورة السورية، فإن النظام هو الذي أكره الشعب على الاتجاه نحو «عسكرنة»" الثورة، وبقي موقفي ولازلت أدافع على أنه كان الموقف الأكثر جدوى. عندما شعر النظام بخطورة المظاهرات السلمية، اتخذ قرارين: أصدر أمرا باعتقال كل قادات الحراك الثوري السلمي، فقط لفترة زمنية من أجل أن يقوم المتشددون بالتموقع بأماكنهم وأخذ دورهم في غياب قادة الحراك السلمي. والقرار الثاني الإفراج عن مساجين متشددين ودفعهم نحو العمل العسكري. • هل تعتقد أن منهج الثورة السلمية سيقنع أنصاف المترددين وسيؤسس لدولة مدنية ديمقراطية؟ - أصبح الوضع الآن مختلفا تماما، أنا قلت إن النظام أكره الناس على تبني اتجاه «العسكرة» واستطاع أن يجرهم إلى الملعب الذي يجيد التعامل فيه، بدل أن نجر نحن النظام إلى الملعب الذي نجيد التعامل فيه وهو المقاومة السلمية. كنا قادرين في فترة المقاومة السلمية، أن نصل إلى إقناع حتى أنصاف القريبين من النظام، فضلا عن أنصاف المترددين، بأن الثورة السورية ينبغي أن تدعم، وأن هذا الطريق الذي نسير فيه، سيؤدي إلى تحقيق هدفنا وهو دولة مدنية ديمقراطية تعددية، وهذا مكسب كبير للشعب السوري. بالإضافة إلى اعتقادي الجازم بأن فرصتنا في الوصول إلى دولة مدنية ديمقراطية من خلال العمل السلمي أكبر بكثير من فرصتنا من الوصول إليها من خلال الصراع العسكري المسلح. • لكن لا يكفي إقناع «أنصاف» المترددين والموالين بشرعية وسلمية الثورة. ألا تعتقد أن نظام بشار الأسد نجح دوليا في رسم صورة الثورة على أنها صراع على السلطة؟ - الآن ظهرت الصورة وكأننا نتصارع على السلطة، عكس الحقيقة تماما، نحن لا يهمنا أن نجلس على الكراسي بقدر ما يهمنا أن ينتقل الشعب السوري إلى دولة الحرية والديمقراطية والعدالة، وهذا ما نسعى لتحقيقه والوصول إليه. وأعتقد أن المجتمع الدولي اقتنع بهدفنا. • هل تعتقد أن كل المعارضة تؤمن بأن منهج الثورة السلمية كان أجدى وأنفع؟ - أعتقد أن معظم المعارضة تؤمن بذلك، ليس بالضرورة أن يعبروا عن هذا بنفس الوضوح الذي أعبر به أنا، لكن معظم المعارضة تؤمن بأن النتائج كان يمكن أن تكون أحسن، لكن الواقع الذي حدث والدخول في عسكرة الثورة غير الكثير من الموازين. ولم تتمكن من الاستمرار في سلمية الثورة. حتى الدول المتطورة لو تعرضوا لما تعرض له الشعب السوري، كانوا سينتهجون نفس المنهج، رغم أنه هو الطريق الأنجع والذي يمكن أن نحقق من خلاله النتائج المرجوة. • اختطاف الراهبات في المعلولة، أثار الكثير من الاستياء، خاصة أنه يأتي في ظرف أبدى فيه المجتمع الدولي انحيازا كبيرا باتجاه المعارضة وتأييدا للجيش الحر.. كيف تنظر إلى هذا الأمر؟ - الراهبات أخذتهن جبهة النصرة واختطفن لأسباب فكرية. جبهة النصرة تعاني من مشكلة فكرية عميقة، من الزاوية الاستراتيجية السياسية أنه ما كان ينبغي لبعض المقاتلين أن يتوجهوا نحو معلولة في الوقت الذي كانت فيه المعارك تدور في القلمون. ما فائدة الحصول على معلولة؟ أصلا الخط الذي يصل من دمشق نحو معلولة مغلق. فأن تذهب في اتجاه يتعارض مع المصلحة العسكرية للجيش الحر، فذاك خطأ كبير. لا بل هذا يخدم النظام والملاحظ أن هذا حصل في اليوم الموالي الذي اعترف به مجلس حقوق الإنسان بأن النظام السوري قد ارتكب جرائم ضد الإنسانية. أنا أرى أنه تفكير خاطئ حتى لا أقول شيئا آخر. • وأنت تشكل الحكومة، وبعد مخاض عسير، ماذا تبلور في ذهنك ؟ - المشكلة في سورية معقدة ليست سياسية فحسب وليست فكرية فحسب أيضا. أتذكر أحد المفكرين المصريين كان يؤكد أنه من العبث أن تحاولوا أن تشتغلوا بالسياسة وتنتظروا نتائج طيبة قبل أن يحصل تغيير فكري عميق في العالم العربي. مع إيماني بصحة هذه المقولة نسبيا إلا أنه لا يمكننا أن نغير الأفكار ما لم يحصل تغيير ولو جزئي في السياسة، إذا لم نستطع رفع هامش الحريات إلى 15 بالمائة على الأقل في المجتمع، فلن نستطع تغيير الأفكار. • هل اصطدمت بمثل هذه الأفكار في المعارضة السورية؟ - الخلاف لا يفسد للود قضية. كانت وجهات نظر محمولة ومقبولة، البعض كان رأيهم التريث في إنشاء الحكومة وآخرون قالوا لسنا بحاجة إلى حكومة وطرف ثالث كان مع ضرورة تأسيس الحكومة. ولم أرفض تلك الآراء ولم أر أنه يجب اتخاذ موقف معادي لأصحابها. • وما كانت قناعتك أنت من مسألة إنشاء الحكومة؟ - كنت أراها ضرورية جدا، وأعتقد أنها تأخرت كثيرا. كان ينبغي لو أنها أنشئت عندما طرحت لأول مرة ولو دعمت في ذلك الوقت لاستطاعت الحكومة أن تقدم الخدمات للناس في المناطق المحررة. و لما اضطر الكثير من الناس إلى الانضمام إلى التيارات المتشددة. لأن الذين انضموا إليها بسبب الفقر والعوز. • ماذا بالإمكان أن تقدم الحكومة المؤقتة في مثل هكذا وضع؟ - يمكن أن تقدم الحكومة الكثير، التيارات المتشددة من دولة العراق والشام تعطي رواتب بـ200 دولار ولو تستطيع الحكومة تأمين هذا المبلغ، بالتأكيد ستقدم الكثير للمواطن.

مشاركة :