قالت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، إن الاقتصاد العالمي قد يخسر 4 تريليونات دولار من الناتج بحلول نهاية عام 2026، محذرة من خطر متزايد جراء الركود. وأضافت أن التوقعات "من المرجح أن تسوء أكثر من أن تتحسن" في وضع قاتم على نحو متزايد بالنسبة للاقتصاد العالمي، وأكدت أن الخسارة المتوقعة ستكون نكسة هائلة للاقتصاد العالمي. وأضافت مديرة صندوق النقد العالمي "بشكل عام، نتوقع خسارة في الإنتاج العالمي تبلغ نحو 4 تريليونات دولار من الآن حتى عام 2026. هذا هو حجم الاقتصاد الألماني". وظل عدم اليقين الناجم عن الحرب الروسية لأوكرانيا ووباء كورونا "مرتفعًا للغاية"، وحذرت أيضًا من أنه لا يمكن استبعاد "مزيد من الصدمات الاقتصادية". وتأتي التوقعات المتشائمة قبل الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي الأسبوع المقبل عندما يجتمع مع البنوك المركزية ووزراء المالية البارزين من حكومات العالم لمناقشة التضخم المستمر والديون التي تواجهها الدول الناشئة. وكما ستدرج على جدول الأعمال التحديات العالمية لتغير المناخ والأمن الغذائي، قالت جورجيفا: "إننا نشهد تحولًا جوهريًّا في الاقتصاد العالمي". وأوضحت أن العالم تحول من عالم يتسم بإمكانية التنبؤ النسبي وأسعار فائدة منخفضة وتضخم منخفض، إلى عالم أكثر هشاشة وحالة عدم يقين أكبر وتقلبات اقتصادية أعلى ومواجهات جيوسياسية وأكثر تواترًا وتدميرًا للكوارث الطبيعية". ويتوقع صندوق النقد الدولي حاليًا نموًا اقتصاديًا عالميًا يبلغ 3.2% فقط في عام 2022 و2.9% في عام 2023. وقالت جورجيفا إن التوقعات الأخيرة للاقتصاد العالمي ستخفض الأسبوع المقبل، مضيفة أننا نشهد تحولًا جوهريًا في الاقتصاد العالمي، ودعت صانعي السياسة إلى "الاستمرار في المسار" لخفض التضخم كوسيلة لتحقيق الاستقرار في الاقتصادات "بقدر ما قد يكون هذا مؤلمًا، فهذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله، وحتى لو تباطأ الاقتصاد نتيجة لذلك"، كما حذرت من أن تكلفة أي خطأ في السياسة ستكون باهظة. وتابعت: "عدم التشديد بما فيه الكفاية من شأنه أن يتسبب في تعميق التضخم وترسيخه- الأمر الذي يتطلب أن تكون أسعار الفائدة المستقبلية أعلى بكثير وأكثر استدامة، مما يتسبب في ضرر جسيم للنمو وضرر جسيم على الناس". وأضافت "من ناحية أخرى، فإن تشديد السياسة النقدية أكثر من اللازم وبسرعة كبيرة -والقيام بذلك بطريقة متزامنة عبر البلدان- يمكن أن يدفع بعديد من الاقتصادات إلى ركود طويل الأمد". في أكتوبر من العام الماضي، كان صندوق النقد الدولي يتوقع انتعاشًا قويًا حيث بدأ كثير من العالم وكأنه يخرج من أعماق جائحة كورونا.
مشاركة :