“مسام” ينزع 360 ألف لغم زرعها الانقلابيون في اليمن

  • 10/7/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن مشروع «مسام» لنزع الألغام أنه تمكن من انتزاع 360.573 من الألغام والعبوات الناسفة والقذائف المتنوعة في الأراضي اليمنية، وذلك في أحدث إحصائية مطلع شهر أكتـوبر الجاري. ويهدف المشروع إلى تطهير الأراضي اليمنية من خطر الألغام، من خلال التـركيز على التصدي للتهديدات المباشرة لحياة الأبرياء جراء التعرض للأخطار الناجمة عن انتشار تلك الألغام، إضافة إلى ما يقدمه من أعمال تستهدف بناء القدرات اليمنية في مجال نزع الألغام. وتسببت الألغام في حصد أرواح آلاف اليمنيين، وإصابة عشرات الآلاف بإصابات خطيرة وبتر للأعضاء، حيث كشف مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن في الرابع من أبريل الماضي عن أن 1800 مدني لقوا حتفهم أو أصيبوا من بينهم 689 امرأة وطفلا بسبب ألغام وذخائر لم تنفجر في عدد من محافظات اليمن خلال أربع سنوات. وتؤكد تقارير منظمات دولية ومحلية أن اليمن شهد أكبر عملية زرع للألغام في الأرض منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ويواصل مشروع «مسام» لنزع الألغام، مهمته النبيلة لتخليص اليمن من الخطر المحدق بالمدنيين بمختلف أجناسهم وأعمارهم، ويهدد حاضر ومستقبل البلاد على كافة الأصعدة. ومع مرور أربع سنوات منذ انطلاق أعمال مشروع «مسام» في يوليو من العام 2018، ساهم المشروع في حقن دماء مئات آلاف اليمنيين من خلال نزع أكثر من 360 ألف لغما وعبوة ناسفة وقذيفة غير متفجرة، في حصيلة تكشف مدى بشاعة الجرم الذي ترتكبه مليشيا الحوثي بحق الأبرياء، وفي المقابل الإصرار السعودي الذي لا يلين على حماية المدنيين من تلك الشرور. وباشر «مسام» مهام عمله الإنساني في اليمن بتدريب وتأهيل 32 فريقاً هندسياً عبر خبراء دوليين وسعوديين. كما تم تزويد الفرق الهندسية بأحدث التقنيات في مجال كشف الألغام، بالإضافة إلى تزويدهم بالآليات والمعدات والدعم المالي واللوجيستي من خلال غرفة عمليات مشتركة. وعلى الرغم من غياب الخرائط لحقول زرع الألغام، وهو ما يعتبر تحدي هائل، تواصل فرق «مسام» إنجازاتها، التي تضعها كل أسبوع أمام الرأي العام العالمي، بين عمليات نزع ألغام وعبوات ناسفة وذخيرة غير منفجرة، إضافة إلى تفجير وإتلاف كل ما يتم نزعه من الأراضي من الألغام والذخائر غير المنفجرة والعبوات الناسفة. ويواصل أكثر من 550 رجل يشكلون الفرق الميدانية أعمالهم اليومية متسلحين بإيـمان عميق برسالة مشروع «مسام» الإنسانية لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام الحوثية، مستذكـرين بكل فخر تضحيات زملائـهم الذي قدموا أرواحهم في سبيل ذلك، وهم 33 عضواً بينهم خمسة خبراء أجانب. وكانت المملكة العربية السعودية قد مددت خلال شهر مايو الماضي أعمال مشروع «مسام» بتكلفة تقدر بـ 33.3 مليون دولار أميركي لأداء واحد أنبل الأدوار في اليمن، ألا وهو تطهير المناطق السكنية والمدارس والطرق من الألغام الحوثية، التي تتربص بضحاياها مهما طال الزمن. ولا يقتصر عمل «مسام» على نزع العبوات الناسفة بشتى أنواعها فقط، بل يعمل على إتلافها لضمان عدم استخدامها مجدداً. وقال أسامة القصيبي مدير عام مشروع «مسام» إن جماعة الحوثي المدعومة من إيران تستهدف بشكل يومي توسيع دائرة القتل والتدمير لتشمل أكبر عدد ممكن من اليمنيين بمن فيهم الأطفال والنساء والشيوخ، وللأسف لا يسلم أحدٌ من تلك الفخاخ. وفي المقابل، يسعى «مسام» العمل بشكل متواصل على تحديث قدراته وتطوير أساليبه في مجال نزع الألغام، رغم إصرار الميليشيا الانقلابية على تطوير أساليبها لاستهداف أكبر قدرٍ ممكن من المدنيين. ومنذ بداية العمل في مشروع “مسام” في 2018، تشهد الأراضي اليمنية تطورات وعقبات جديدة وحيل حوثية في طريقة وأشكال الألغام، إلا أن مشروع «مسام»  لا يدخر جهداً في مواكبة هذه التغيرات والتغلب على كل العقبات. وشهدت مختلف المديريات اليمنية أنواعًا حديثة من المفخخات وتقنيات جديدة وكميات مهولة وأرقام لا يصدقها عقل استخدمتها الميليشيا الانقلابية في مناطق واسعة. وأكد القصيبي أن جماعة الحوثي الإرهابية أدخلت التكنولوجيا في صناعة العبوات والألغام، وظهرت طرق وآليات جديدة في تفجير هذه المفخخات عن بُعد، وهذه حقائق موثقة من أرض الميدان، مشيراً إلى أن ما يحدث في مجال زراعة الألغام فقط يرتقي لمستوى جرائم الحرب. ويثبت التقييم الفني لفرق «مسام» أن المتفجرات والمفخخات يتم تصنيعها وتركيبها داخل اليمن، لكن المواد الداخلة في تصنيعها يتم استيرادها من خارج اليمن، ولا يمكن أن تكون مواداً محلية المنشأ. وأكد وجود تغاضٍ واضح من قبل الإعلام الغربي تجاه ضحايا الألغام في اليمن، يصل إلى حد التجاهل رغم أن الضحايا من المدنيين الأبرياء. كما كشف مدير عام مشروع “مسام” لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، عن اتباع الحوثيين نهجاً وحشياً بوضع المتفجرات والمفخخات في المدارس والمراكز الصحية وخزانات المياه، بكميات كبيرة وباحترافية بالغة. وأضاف أن تطهير اليمن من الألغام يحتاج لسنوات بسبب كثافة الألغام وعدم توفر خرائط زراعتها، مشيرا إلى أن “الحوثيين لايزالون يزرعون الآلاف الألغام في اليمن” حتى هذه اللحظة. وأكد أسامة القصيبي أن تقديرات مشروع «مسام»  تشير إلى أن الانقلابيين زرعوا أكثـر من مليون لغم وعبوة ناسفة في المناطق التي احتلوها.

مشاركة :