تواصل - فريق التحرير : ألقى الشيخ أحمد بن طالب بن حميد، خطبة الجمعة من المسجد النبوي، مثنيًا على أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم والذي كان أفضل الناس خلقًا، قائلاً إن الله سبحانه وتعالى أشاد بخلق نبيه في القرآن الكريم حين قال "وإنك لعلى خلق عظيم". وخاطب بن حميد المصلين قائلاً: "إن أحداً من الناس مهما علا فضله، واتسع علمه وكمل عقله لا يستطيع أن يحيط بمحاسن رسول الله، ولا أن يستقصي أنواع كماله، وألوان جماله صلى الله عليه وسلم، بل كلهم عاجز عن التعبير عن تلك المعاني المحمدية، والصفات المصطفوية. حب النبي واجبٌ فوق محبة النفس والله أمر العباد بالإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يكون ذلك إلا بمعرفة فضله، وما أسبغ الله عليه من الكمالات النفسية، وأولاه من الآداب الكريمة الرضية، وما وهبه من الخُلق العظيم، والخَلق الحسن الكريم، فجعل جوهره الكريم عالياً على سائر الأفراد والأجناس، بحيث لا يقاس بغيره من الناس،كيف وقد خصه ربه بأنواع الاختصاص، رباه بعنايته، ورعاه برعايته، فآواه وهداه وأغناه، ووهبه التمكين، لتلقي الوحي عن رب العالمين.. فهو صلى الله عليه وسلم بشر لا كالبشر، كما أن الياقوت حجر لا كالحجر.. والله تبارك وتعالى أمر العباد باتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وجعله آية محبتهم لله ورسوله فقال عز وجل (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) وكان حب الصحابة رضوان الله عليهم لنبيهم يحملهم على تتبع عاداته فضلا عن غيرها، لأن عادات السادات هي سادات العادات، فكيف بعادات سيد السادات عليه أفضل الصلوات والتسليمات، وحب النبي صلى الله عليه وسلم واجبٌ فوق محبة النفس والآباء والأبناء والأزواج والعشيرة، والتجارة والأموال، ولا ريب أن أسباب المحبة ترجع إلى أنواع الجمال والكمال والنوال، التي اجتمعت في مجمع صفات الكمال، ومحاسن الخصال، من أبدع الله تعالى صورته العظيمة وهيئته الكريمة، وطوى فيه أنواع الحسن والبهاء والطهر والنقاء. وإن الله خلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أجمل صورة بشرية، وأكمل خلقة آدمية، وأجمعت كلمة واصفيه أنه لم يُر له مثيل سابق ولا نظير لاحق، فقد كان أحسن الناس خَلقا وخُلقا، فلم ير شيئ قط قبله ولا بعده أحسن منه ولا مثله صلى الله عليه وسلم، فهو أجود الناس صدراً، وأصدقهم لهجة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، إذا صمت فعليه الوقار، وإذا تكلم سما وعلاه البهاء، حلو المنطق، كلامه فصل لا نزر ولا هذر،كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن.. أبهى الناس وأجملهم وجهًا وكان أبهى الناس وأجملهم من بعيد، وأحسنهم من قريب، لا تشنؤه عين من طول، ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الناس منظراً، وأحسنهم قداً، إذا قال استمع لقوله، وإذا أمر ابتدر لأمره، محفود محشود، لا عابس ولا مفند، وكان رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم منير الوجه مشرق المحيا، يتلألؤ بالنور الباهر، والضياء الزاهر، والبهاء الظاهر. لو رأيته لرأيت الشمس طالعه، فخم مفخم يتلألؤ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر. فوجهه المشرق بالأنوار، والفياض بالمعاني والأسرار دليل ساطع، وبرهان قاطع على أنه رسول الله حقا وصدقا، حتى قال عبد الله بن سلام رضي الله عنه لما تأمل وجهه، واستبان طلعته، أول مقدمه المدينه، قال ((عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب)) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم طيب الرائحة وإن لم يمس طيبا، ويستعمل الطيب ليسن ذلك لأمته، أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ، وكانت يده صلى الله عليه وسلم أبرد من الثلج، وريحه يسطع كالمسك الأذفر، وكانت أم سليم بنت ملحان رضي الله عنها تسل العرق من جبينه صلى الله عليه وسلم بقارورة وتقول: ((هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو من أطيب الطيب، نرجو بركته لصبياننا، فقال لها: أصبت، ودعى لها بدعاء حسن)). وكان صلى الله عليه وسلم إذا مر في طريق من طرق المدينه وجدوا منه رائحة الطيب وقالوا:( (مر رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الطريق)). وقد زاد الله في جمال خلق هذا النبي الكريم حتى اعتلى ذروة الخلق الحسن القويم، وكان مع ما سبق من جماله متجملاً، فكانت له حلة يلبسها للعيدين والجمعة، وخرج ذات يوم إلى إخوانه فنظر في كوز من ماء إلى لمته أي شعره وهيئته وقال: ((إن الله جميل يحب الجمال، إذا خرج أحدكم إلى إخوانه فليتهيأ في نفسه)) خير القلوب وأزكاها وأوسعها وأقواها وأكمل فضيلته: وأما صوته صلى الله عليه وسلم فكان غاية في الحسن والإسماع، حسن النغمة في صحل كالبحه، في غير حدة، وإذا خطب أسمع العواتق من خدورهن، وكانت أم هانئ رضي الله عنها: تسمع قراءته في جوف الليل عند الكعبة وهي على سريرها. وكان حلو المنطق حسن الكلام، إذا تكلم أخذ بمجامع القلوب، وسبى الأرواح والعقول، ويُرىى كالنور يخرج من بين ثناياه. وأضاف: فاعلمو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو اوسع الناس علماً، وأعظمهم فهماً، أفاض الله عليه العلوم النافعة الكثيرة، والمعارف العالية الوفيرة، فهو أعرف الخلق بالله، وأتقاهم له، بل هو أكثر الأنبياء علماً، وأشجعهم قلباً، وخرج ذات يوم فصعد المنبر فقال: سلوني، لا تسألوني عن شيء إلا بينته لكم، ومع ذلك كله فقد أمره الله أن يسأله الزيادة في العلم دائماً أبداً، قال تعال (وقل رب زني علما). و قلب رسول الله هو خير القلوب وأزكاها، وأوسعها وأقواها، وأتقاها وأنقاها، وألينها وأرقها، وهو القلب الواعي اليقظان، الفياض بأنوار الإيمان والقرآن، فخير القلوب قلبه الشريف، فالله تعالى نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، وابتعثه برسالته. لطفه وتبسمه صلى الله عليه وسلم وكان صلى الله عليه وسلم أشد الناس لطفاً، وما سأله سائلاً قط إلا أصغى إليه، فلا ينصرف حتى ينصرف السائل، ولا تناول أحد يده قط الا ناوله إياها، فلا ينزع حتى يكون الرجل هو الذي ينزعها منه، وكان ينبسط مع الأهل وذوي القربى،كريم العشرة حسن المعاملة مع زوجاته وسائر أهله يلاطفهن ويمازحهن ويعاملهن بالود والإحسان، وكان أطلق الناس وجهاً واكثرهم تبسماً وأحسنهم بِشرا، يرد التحية بأحسن منها، ويرحب بالقادم عليه، ويسأل عن حال أصحابه، ويكرم كرام القوم، ويباسط جلساءه ويوسع لهم، ويتبسم حين يلقى أصحابه وحين يحدثهم، وقد كان أكثر ضحكه التبسم، وكان عظيم التواضع يخدم نفسه، ويردف وراءه، ويمشي مع الأرملة والمسكين والأمه. وأتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لأنت أحب إلي من أهلي ومالي، وإني لأذكرك فما أصبر حتى أجيء إليك أي فيطمئن قلبي وتقر عيني، وإني ذكرت موتي وموتك، فعرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين وإن دخلتها لا أراك، فأنزل الله (وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّۦنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّٰلِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقًا) اقرأ أيضًا: «الحذيفي» في خطبة المسجد النبوي: تذكّر النعم وتعظيمها يورث محبة الله والحياء منه https://www.youtube.com/watch?v=7-x3eO9cALs The post خطيب المسجد النبوي: «صفات النبي وأخلاقه يفخر بها المسلمون دائمًا» (فيديو) appeared first on صحيفة تواصل الالكترونية .
مشاركة :