مبادرات تتجدد، يقوم بها صندوق الاستثمارات العامة برئاسة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، لتأكيد دور الصندوق المحوري في تعزيز تنوع مصادر الدخل وإيجاد الوظائف وتعظيم المنافع الاقتصادية وتوزيع المشاريع، بناء على معطيات تعزز من مكانة الاقتصاد الوطني وتستفيد من عناصر القوة بحسب الإمكانات التي يتمتع بها، والعمل على تسريع وتيرة النشاط في البنى التحتية بما يهيئ المكان الجاذب للفرص الاستثمارية في مختلف مناطق المملكة. في مبادرات تتجدد تناقلتها وسائل الإعلام، وكما جاء في صحيفة "الاقتصادية"، "أعلن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، إطلاق شركة داون تاون السعودية، التي تهدف إلى إنشاء وتطوير مراكز حضرية ووجهات متعددة ومتنوعة في أنحاء المملكة. وستسهم الشركة في تطوير البنية التحتية للمدن، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع القطاع الخاص والمستثمرين، وذلك عبر تقديم عديد من الفرص الاستثمارية الجديدة في قطاعات الأعمال والتسوق والسياحة والترفيه والإسكان. وستعمل شركة داون تاون السعودية على إطلاق مشاريعها في 12 مدينة، وهي: المدينة المنورة، الخبر، الأحساء، بريدة، نجران، جيزان، حائل، الباحة، عرعر، الطائف، دومة الجندل، وتبوك، حيث تنوي العمل على تطوير أكثر من عشرة ملايين متر مربع لمشاريعها المصممة، وفق الطابع الحديث المستمد من روح مناطق المملكة وثقافتها، ونسيجها العمراني المحلي، مع مراعاة تطبيق أحدث المعايير المعتمدة". المدن لها دور كبير في النشاط الاقتصادي، إذ إن تشكل المدن في الأساس قائم على وجود منافع جعلت الناس يجتمعون فيها للوصول إلى احتياجاتهم وتحقيق مصالحهم، فالاهتمام بها والعناية بتنظيمها وتنميتها يعزز من الفرص لتسهم بصورة أكبر في الاقتصاد، فنمو المدن بشكل عشوائي دون وجود برامج وخطط تقود إلى تعظيم المنفعة منها، وتشكيل بيئة تأخذ في الحسبان أعلى المعايير التي تجعل من هذه المدن جاذبة للسكن أو العمل أو السياحة والاستثمار والتعليم وغيرها، يضعف من دور هذه المدن ويفوت عليها كثيرا من المنافع الاقتصادية، فتوجه الأفراد والجهات التنظيمية مثل البلديات دون وجود صورة أكبر وأوضح إلى الطريقة المناسبة لشكل المدينة، يجعل نشاط المدينة وتوسعها ضعيفا بتكاليف باهظة، ومن هنا تأتي أهمية وجود لاعب له خبرة وتجربة وقدرة على إعادة تشكيل المدن بصورة تعزز من كفاءة النشاط الاقتصادي وما يتبعه في المجتمع، فتطوير مواقع مركزية داخل المدن التي لديها فرص للنمو، وهي ملتقى لمجموعة من الأنشطة الاقتصادية ولديها تاريخ ومرت بها حضارات، وفيها مجتمع متجذر يرى في تطورها تعزيزا لدورها التاريخي والحضاري، سيجعل من هذه المدن مقصدا لكثير من المهتمين. العناية بمناطق مركزية في المدن له دور كبير في كفاءة كثير من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والتعليمية والسياحية، ولذلك عدم وجود نقطة تجمع، تجعل من تنظيم الأنشطة المختلفة أمرا منسقا، قد لا يحقق الكفاءة والفاعلية التي تعزز من نجاحها، وبالنظر في مدن كثيرة حول العالم، خصوصا في أوروبا، نجد أن مراكز المدن هي ملتقى للأنشطة الاقتصادية والثقافية والترفيهية ويقصدها الناس بصورة يومية، وتجعل المكان أكثر جاذبية للسياح بدلا من توزيع المشاريع الاجتماعية في مناطق مختلفة، يؤدي إلى الهدر في المشاريع وضعف فاعليتها، ولذلك من المهم الاهتمام بوجود مناطق مركزية في المدن خصوصا وسط المدن. والاستفادة من التجارب العالمية وتجربة صندوق الاستثمارات العامة في مشاريع وخطط شركة داون تاون السعودية، وذلك لتعزيز دور مراكز المدن، إذ إن منافع ذلك كثيرة على المجتمع وتعزز من جودة الحياة فيها والبدء بها قد يكون له أثر في اختيار مزيد من المدن المهيأة لمثل هذه المشاريع النوعية، ولذلك من المهم تفعيل دور رجال الأعمال من خلال الغرف التجارية والبلديات في المدن المتوسطة والكبيرة للعمل، على أن تكون هناك مبادرات في هذا الاتجاه الذي سيكون له أثر اقتصادي في المدن. الخلاصة، إن شركة داون تاون السعودية من خلال تنمية وتطوير مراكز المدن في 12 مدينة مهمة في المملكة، سترسم منهجية لبقية المدن لتعزيز المنافع الاقتصادية منها ولبناء مراكز وملتقيات ثقافية واجتماعية وترفيهية وتسوق داخل المدن، لتعظيم المنافع لسكان تلك المدن ولتعزيز جودة الحياة فيها، ودورها في مزيد من المساهمة في الاقتصاد الوطني والناتج المحلي للمملكة، وهذا بدوره سينعكس على سكان المدن في وفرة الفرص الاستثمارية والنمو في عدد الوظائف لأبنائهم.