في خضم الاحتفالات بذكرى انتصار مصر الحبيبة بالسادس من اكتوبر في كل عام استحضرتني معلومة سمعتها منذ مدة و رغبت في نقلها إليكم . حيث أن الكثير لا يعلم حقيقة نافورة جدة السياحية الجذابة بارتفاعها المذهل ، الهادرة كشلال تتدفق مياهه على مدار اليوم والليلة منذ أهداها الملك فهد- رحمه الله تعالى - لمدينة جدة عام ١٩٨٠ وتم الانتهاء منها عام ١٩٨٣ . تُشاهد النافورة من على مسافات بعيدة ، حيث سجل ارتفاعها ۳۱۲ م ، وهو الأعلى في موسوعة «غينيس” كرقم قياسي. وتضخ مياه البحر بسرعة ٣٥٠ كيلو في الساعة، تحاط بـ ٥٠٠كشاف ، و صُمِّمت ل تتمكن من تحّمِل عوامل المناخ وملوحة المياه وكذلك لتحّمُل وزن الآف الأطنان من الماء. المفاجأة أنها أحدى الـسبع مضخات التى أُستخدمت فى إسقاط “خط بارليف” العسكري الذي بناه الصهاينة عائقاللجيش المصري إذ قاموا ببناء ساتر ترابي على ارتفاع ٢٢ م بسيناء وتحصينه بخطوط دفاعيةً . و لهذا فللنافورة قيمة تاريخية عظيمة ، إذ تُجّسِد تاريخًا من العلاقات المتينة التي تجمع بين مصر و المملكة العربيةالسعودية ، و تجلّت فى أرقى صورها فى تحقيق نصر السادس من أكتوبر عام 1973 ، حيث شاركت المملكة العربيةالسعودية فى تحقيق هذا النصر . إذ اشترت بعهد الملك فيصل - رحمه الله تعالى - عدد من المضخات كمضخات زراعية عالية القوة، و سُلمت لمصر من ميناء جدة ،للتمويه على العدو الصهيوني ، و تم استخدام هذه المضخات لاختراق خط بارليف وهدمه فى 6 ساعات، مما سهّل عبور الجنودالمصريين للقناة و تحقيق الانتصار العظيم، بحرب أكتوبر 1973. وبهذا أصبحت نافورة جدة أحد المعالم السياحية الرئيسية فيها، وشاهدة على تاريخ من العلاقات المتينة .
مشاركة :