بيروت 7 أكتوبر 2022 (شينخوا) أعرب الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي اليوم (الجمعة) عن قلق الجامعة من احتمال حدوث فراغ رئاسي في لبنان. وقال زكي في تصريحات ادلى بها عقب لقاء مع الرئيس اللبناني ميشال عون وأخر مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إن "اقتراب استحقاق الانتخابات الرئاسية من دون بوادر الوصول إلى ما يشبه التوافق حول من سيصل إلى سدة الرئاسة اللبنانية، هو أمر يبعث على قدر من القلق". وأضاف أن "لبنان في هذه الفترة وهذه الظروف لا يحتاج إلى فراغ رئاسي". وشدد على وجوب أن تحصل تفاهمات لبنانية داخلية، وعلى تواصل السياسيين اللبنانيين مع بعضهم للوصول إلى اتفاق حول الاستحقاق الرئاسي. وأكد أن الجامعة العربية تواكب لبنان في كل محطاته واستحقاقاته الرئيسية، وتسعى إلى تسهيل حصول هذا الاستحقاق بسلام، وتأمل أن يمر بشكل سلس. وأوضح أن التواصل بين المعنيين للوصول إلى تفاهم مشترك يؤدي إلى الوصول إلى اتفاق هو موضع رعاية واهتمام امين عام جامعة الدول العربية. وأشار إلى أن "الجامعة العربية ستستمر بناء على طلبات الكتل السياسية في التواصل وفي تقديم الدعم (..) وكل ما يمكن لتسهيل الوصول إلى تفاهم"، مؤكدا أن "الجامعة ليست لاعبا منحازا بل تضع مصلحة الدولة اللبنانية فوق أي اعتبار ولا تملك مصالح ورؤية ضيقة". ولفت إلى أنه أكد خلال اتصالات اجراها مع الكتل الأساسية في البرلمان أن الجامعة العربية حاضرة لكل ما يطلب منها، مشيرا إلى "ترحيب الجميع بذلك لانهم يدركون أن الجامعة لم تخذل لبنان في الماضي وكانت حاضرة معه في كل استحقاقاته ودعمته بشكل كبير في أوقات الشدة". وأضاف "اما القيام بمبادرة عربية، فقد يكون من المبكر الحديث عنه، ويمكن تكثيف الاتصالات مع الجميع لاستكشاف فرص الوصول إلى توافق قبل انتهاء المهل المحددة". بدوره، أبلغ عون السفير زكي، بحسب بيان للرئاسة اللبنانية، أن الأولوية المطلقة يجب ان تكون لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لان وجود الرئيس أساسي لتشكيل حكومة جديدة وليس العكس. واعتبر أن الجهود يجب ان تنصب على انجاز الاستحقاق الرئاسي، لان لبنان بخصوصيته وتميزه وتعدديته، لايمكن ان تتحقق فيه الشراكة الوطنية الكاملة في غياب رئيس الجمهورية، ما يمكن ان يعرضه لأوضاع تؤثر على وحدته وتضامن أبنائه. ومطلع سبتمبر الماضي كانت بدأت المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس والتي تمتد شهرين وتنتهي في 31 أكتوبر مع انتهاء ولاية الرئيس عون. وكان البرلمان اللبناني قد فشل في 29 سبتمبر الماضي في انتخاب رئيس للبلاد بعد تعذر حصول أي مرشح على ثلثي أصوات النواب في دورة الانتخاب الأولى في حين لم يتم إجراء دورة انتخاب ثانية بعد فقدان النصاب الدستوري في البرلمان المنتخب قبل أشهر والذي يضم أقليات عدة من دون أكثرية واضحة. وتعيق خلافات القوى السياسية انتخاب الرئيس وتشكيل حكومة برغم تكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بتأليفها في 23 يونيو الماضي وسط أزمة اقتصادية في البلد وصفها البنك الدولي بأنها الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الـ19. وكان لبنان قد شهد نتيجة التجاذبات السياسية والطائفية شغورا رئاسيا لمدة 29 شهرا من مايو 2014 حتى أكتوبر 2016 حيث تم وضع حد له بتسوية أدت إلى انتخاب ميشال عون رئيسا.
مشاركة :