وصل نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة، خالد محفوظ بحاح، أمس إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، قادماً من دولة الإمارات العربية المتحدة، لعقد لقاء تشاوري مع الرئيس عبدربه منصور هادي، لمناقشة عدد من القضايا ومستجدات الأوضاع في الساحة اليمنية، في حين يتصدر ملف تحرير تعز والمشاورات المقبلة مع الانقلابيين أجندة هذا اللقاء. وأوضح بحاح، في تصريح صحافي له، أن اللقاء سيناقش أولاً ملف تحرير محافظة تعز وفك الحصار في ظل ما تشهده المحافظة من قتل ودمار تشنه ميليشيا الحوثي صالح ضد المدنيين والعزّل، إلى جانب التحضيرات الجارية للمشاورات المقبلة مع الانقلابيين التي ترعاها الأمم المتحدة. * اللقاء يستعرض الجهود من أجل التمهيد لعودة الحكومة بشكلها الكامل إلى عدن، في ظل الجهود التي تبذلها السلطة المحلية والقوى الوطنية، وبدعم ومساندة قوات التحالف، من أجل ترسيخ الأمن وتطبيع الحياة بشكلها الكامل. واشترطت الحكومة اليمنية فك الحصار عن تعز والسماح بدخول المساعدات الإغاثية إلى المحافظة قبل بالبدء بأي جولة مشاورات مع الانقلابيين. وأشار بحاح إلى أن اللقاء سيستعرض الجهود الحكومية في مختلف الصعد من أجل التمهيد لعودة الحكومة بشكلها الكامل إلى عدن في ظل الجهود التي تبذلها السلطة المحلية بالمحافظة والقوى الوطنية كافة، وبدعم ومساندة قوات التحالف من أجل ترسيخ الأمن وتطبيع الحياة بشكلها الكامل. ووجّه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في وقت سابق من الشهر الماضي الحكومة بالعودة إلى العاصمة المؤقتة عدن، ومباشرة المهام التنفيذية والإشرافية، منها بعد فتح مقرات مؤقتة للوزارات السيادية. وقال بحاح في تصريحه إن اللقاء سيناقش الأوضاع في المحافظات المحررة، خصوصاً تلك التي تسيطر عليها الجماعات المتطرفة والإرهابية وفي مقدمتها مدينة المكلا عاصمة حضرموت. ولفت إلى أنه سيجري أيضاً بحث الآليات المناسبة والمزمنة لتحرير تلك المحافظات وعودتها إلى حاضنة الدولة، وكيفية إيجاد الحلول الممكنة للقضايا الصحية والأمراض الخطرة المنتشرة في عدد من مناطق تعز وحضرموت وشبوة والحديدة وغيرها. وأضاف أن اللقاء سيناقش مختلف القضايا الإغاثية والمتعلقة بآلية إيصال المواد اللازمة للمناطق ذات الاحتياج في المناطق المحررة، وكذا خطة الحكومة في استثمار الموارد بما يضمن الدفع بعجلة الاقتصاد، حيث سيتم العمل في عام 2016 على تنمية المناطق والمحافظات المحررة. وأكد بحاح في تصريحه أن اللقاء سيولي الاهتمام لدعم تدفق المشتقات النفطية بطريقة رسمية تحت إشراف الدولة، وأهمية استمرار التنسيق مع دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، وكذا العمل مع مجلس التعاون لدول الخليج العربية للتنسيق والتحضير لإطلاق عملية الإعمار في المحافظات المحررة. وعن تعز، فإن المدينة مازالت تعيش وضعاً إنسانياً مزرياً، جراء الحصار المفروض عليها من قبل المتمردين الحوثيين وقوات المخلوع علي عبدالله صالح. ونظراً للمعاناة التي يشهدها سكان تعز المحاصرة، لجأ الناس إلى الحمير والجمال لنقل المواد الغذائية للمحاصرين داخل المدينة. كما لجأ سكان المدينة المحاصرة إلى طرق بديلة لإدخال المواد الغذائية والأساسية والأدوية إلى المدينة، ويقطعون مسافات طويلة عبر طرق وعرة لإدخال هذه الاحتياجات. ووصفت الأمم المتحدة، الوضع الصحي في مدينة تعز بأنه متدهور جداً. وإلى جانب الحصار، تشن ميليشيا الحوثي عمليات قصف عشوائي تستهدف الأحياء السكنية في المدينة، إلى جانب استمرار الاشتباكات والمواجهات بين المتمردين الحوثيين من جهة، والمقاومة الشعبية والقوات المدافعة عن المدينة من جهة أخرى.
مشاركة :