نظراً لوجودها في بلد يضم العديد من عوامل الجذب غالباً ما يتم تجاهل ديربان من قبل السياح العالميين الذين يتوجهون شمالاً إلى متنزه هلوهولي أوفولوزي أو غرباً إلى جبال دراكنزبرج. ومع ذلك، كما هو الحال في كثير من الأحيان فإن السكان المحليين يعرفون الأفضل بالنسبة لهم حيث تعتبر ديربان وجهة مفضلة لسكان الجنوب من منطقتي الكيب الشرقي والكيب الغربي. يعود تاريخ المدينة إلى عام 1824 عندما وصلت مجموعة مكونة من 25 بريطانيا من مستعمرة الكيب وقاموا بتأسيس مستوطنة لهم. ساعد مغامر اسمه فين ملك الزولو شاكا للتعافي من جرح أصابه أثناء إحدى المعارك ومكافأة له على ذلك منحه الملك المغامر قطاعاً ساحلياً بطول 30 ميلاً وعمق يعادل مئة كيلومتر. في ستينات القرن الثامن عشر بدأت المدينة بتصنيع قصب السكر، ولكن سكان الزولو الأصليين رفضوا العمل في المزارع، وبالتالي قام البريطانيون باستقدام آلاف من العمال الهنود للعمل بالسخرة ضمن عقود امتدت ل 25 عاماً. استقر العمال بعد انتهاء مدة عقودهم في ديربان، واتخذوا من المدينة موطناً لهم، وبعد 150 عاماً أصبحت ديربان مقراً لأكبر جالية هندية خارج الهند. تعتبر ديربان اليوم مدينة متعددة الثقافات، ويمكن للسياح الاختلاط مع السكان سواء كانوا من الإنجليز أو الأفارقة قبل ركوب عربة الزولو والتوجه إلى أحد المطاعم الهندية الأصيلة والتمتع بوجبة بوني تشو التقليدية الأصيلة في ديربان. أبرز المعالم يدور كل ما في ديربان حول الشواطئ، ويشهد على ذلك متحف ركوب الأمواج. تعرف شواطئ المدينة باسم الميل الذهبي، ويجذب هذا الامتداد من الشواطئ الرملية على المحيط الهندي محبي ركوب الأمواج، والراغبين في التشمس، والعاملين بالطب التقليدي والمتنزهات بأثواب الساري إلى مياه المحيط الدافئة. تنتشر حمامات السباحة وملاعب الأطفال على الكورنيش، بينما يستمتع البالغون بالفنادق والمطاعم المطلة جميعها على الشاطئ. إذا كنت غير راغب في المشي على الواجهة البحرية، يمكنك ركوب إحدى العربات الزاهية الملونة والتي يجرها أحد سكان الزولو بلباس المعركة، وحيث يتكامل المشهد مع غطاء الرأس الرائع. على مشارف ديربان في أوملانجا يقع مجلس كوازولو ناتال لأسماك القرش، وهو عبارة عن منظمة أبحاث أصبحت عامل جذب في حد ذاتها. يتدفق السياح هنا للتعرف على العلوم الخاصة بالحفاظ على أسماك القرش وكيف يسعى هذا المجلس لحماية مستخدمي الشواطئ والحد من الاحتكاك بين أسماك القرش والبشر. يمكنك التمتع بعد الشاطئ بتراث ديربان الآسيوي، وننصحك بزيارة الحي الهندي هناك. تقع هذه المنطقة إلى الشرق من مركز المدينة وهي موطن مسجد الجمعة الذي يشتهر بكونه أكبر مسجد في نصف الكرة الأرضية الجنوبي. يتميز السوق الشرقي والسوق الهندي بوجود العديد من الأكشاك الخاصة بالمعالجين التقليديين الذين يبيعون الدواء الذي يطلق عليه اسم موتي. يمكنك أبعد من ذلك بقليل زيارة منطقة إناندا التي روج المهاتما غاندي فيها لمفهوم ساتياجراه أو ما يسمى بالمقاومة السلبية. المطاعم من غير الممكن أن نتحدث عن مشهد المأكولات في ديربان دون الإشارة إلى الكاري. تقدم المطاعم ما هو أكثر بكثير من الأرز، كوجبات روتي وروغان جوش، كما يتمتع كاري ديربان بقاعدة من المعجبين والمتحمسين. كاري ديربان مشتق من الكاري الحار الذي جلبه المزارعون الهنود من ولايتي غوجارت وتاميل نادو، وهو يتمتع بلون أحمر وطعم حار نظراً لاحتوائه على الفلفل المجفف الحار. وغالبا ما يتم تقديم الكاري باسم بوني تشو الغريب وهو عبارة عن وجبة كاري في نصف رغيف من الخبز المجوف. وقد تم اشتقاق اسمه من كلمة بانيا أو التاجر الهندي. تشمل المأكولات الشهية الأخرى السمبوسة الهندية وهي عبارة عن معجنات مثلثة الشكل محشوة باللحم أو الخضراوات مع الكاري. قم بزيارة الحي الهندي قرب سوق فكتوريا أو شارع ويندرمير لتجربة بعض الخيارات الأصيلة. يحب سكان جنوب أفريقيا الاختلاط بالناس ولا يعتبر سكان ديربان استثناء من ذلك. ويمكنك زيارة ويلسون وارف وهو مجمع صغير في الواجهة المائية في ديربان. يقع المجمع على حاجز فكتوريا، ويوفر موقعه إطلالات مثالية على غروب الشمس فوق أفق الميناء. ويعتبر مركز بات في الميناء موطنا للعديد من البرك المائية الرائعة بينما تزخر منطقتي مورنينجسايد وجلينوود بالعديد من المقاهي والمطاعم التي تعمل ليلا ونهارا على حد سواء. وترحب ديربان بزوارها الباحثين عن الاسترخاء على مدار السنة حيث يتميز الطقس بالحرارة في كل الفصول. وتنظم الامارات للعطلات رحلات وبرامج سياحية إلى ديربان تناسب كل الأذواق والميزانيات. السفر إلى ديربان تصل رحلات طيران الإمارات المتجهة إلى ديربان إلى مطار الملك شاكا الدولي الواقع على بعد 36 كيلومتراً إلى الشمال من وسط مدينة ديربان. المواصلات العامة بين المطار ومركز المدينة محدودة، لذا ينصح المسافرون باستخدام حافلات المطار التي تعد بطيئة نوعاً ما ولكنها تفي بالغرض، أو باستقلال إحدى سيارات الأجرة المزودة بعدادات للوصول إلى وجهاتهم. يمكن للركاب المسافرين في درجة رجال الأعمال أو الدرجة الأولى على رحلات طيران الإمارات إلى ديربان الاستفادة من خدمة السيارة مع سائق المجانية التي توفرها طيران الإمارات. ويمكن للمسافرين القادمين إلى ديربان التمتع بالشواطئ الجميلة، إضافة إلى تراث الزولو الإفريقي والتراث الهندي. تمتع بركوب الأمواج وأخذ حمام شمسي في الواجهة البحرية للمدينة التي تمتد لمسافة 6 كيلومترات، والتجول في أسواق الزولو والأسواق الهندية، ومعرفة كل ما يتعلق بأسماك القرش البيضاء الضخمة في إحدى الغرف التعليمية الآمنة بعد رحلاتك الجوية إلى ديربان. ما وراء ديربان على بعد ساعتين إلى الشمال الغربي من ديربان تقع أعلى نقطة في جنوب إفريقيا: سلسلة جبال دراكنز برج بطول 200 كيلومتر. في الشتاء تغطي الثلوج القمم المذهلة لهذه السلاسل الجبلية المصنفة ضمن مواقع اليونسكو للتراث العالمي، وهي ترتفع فوق الآجام التي تتخللها الأنهار والغابات ذات الأشجار الصفراء والشلالات المنحدرة، كما تشكل حاجزاً بين كوازولو ناتال ومملكة ليسوتو. يمكن الوصول إلى جبال دراكنز برج فقط عبر ممر ساني الذي يرتفع مسافة 3000 متر فوق سطح البحر.
مشاركة :