تقع العاصمة النرويجية أوسلو في شمال غربي أوروبا ،وتطل على بحر الشمال، وتعتبر من أجمل المدن الأوروبية وأكثرها زيارة من قبل السياح ،حيث يجمع أسلوب الحياة فيها بين متعة الطبيعة وعناصر الحياة الحضرية المعاصرة ،وتظهر المدينة جانبها الحديث من خلال تصاميمها المعمارية المذهلة، ومشهدها الثقافي المزدهر، والمطاعم الراقية التي اكتسبت شهرة عالمية. تشهد المدينة نمواً سكانياً هو الأسرع من أيّ مدينة أخرى في أوروبا، وهي آخذة في النمو والتوسع الرأسي والانفتاح نحو الخارج، حيث أصبح مطار أوسلو أحد أهم المطارات في منطقة شمال القارة الأوروبية. وقد تعود سكان أوسلو في الوقت الحالي على رؤية البنايات الشاهقة وهي تنتصب واحدة تلو الأخرى، لتصنع أفقاً جديداً للمدينة ولكن ذلك لم يزد المدينة إلا جمالاً فوق جمالها. دفعت أوسلو بصمتها في كل الاتجاهات، مع الموجة الجديدة من المتاحف وصالات العرض والمصممين العالميين، والمطاعم المرصعة بالنجوم، والمتاجر الراقية التي التي تعتبر من أكثر المتاجر الأوروبية استقطاباً للزوار الأجانب والمحليين. دار الأوبرا عندما يزور السياح أوسلو فإنهم في الحقيقة يصابون بالحيرة لأنهم لا يعرفون من أين يبدؤون رحلتهم ، وذلك لكثرة الأماكن والمشاهد الرائعة التي تتمتع بها المدينة، وليدركوا أخيراً أن أفضل انطلاقة لرحلة استكشاف المدينة يجب أن تبدأ من مبنى دار الأوبرا الشهير. يقع مبنى دار الأوبرا على الواجهة البحرية للمدينة وهو المبنى الذي يضم صالة عرض ومسرح الأوبرا الوطني النرويجي. جرى تصميم مبنى الأوبرا من قبل الشركة النرويجية سنويتا، التي وضعت التصميم المعماري لجناح متحف 11 سبتمبر التذكاري الشهير في مدينة نيويورك، وبغض النظر عن الجدل الذي دار بشأن تكلفة إنشاء الدار التي فاقت 665 مليون دولار في ذلك الوقت، فقد نجحت في تصميم مبنى غاية في الروعة والأهمية. وأصبحت الأسطح الحجرية المستوية والمنحدرة على قمة المبنى حالياً المكان المناسب للقيام بالنزهات المسائية في أشهر الصيف، وستصبح هذه المنطقة التي بنيت فيها دار الأوبرا والمعروفة باسم بتشوفيكا في العام 2019 مقراً لصالة العرض الوطنية الجديدة، ومتحف مونش الجديد للفنون، والمقر الجديد لمكتبة ديشمانسكي التي تطمح بدورها لأن تصبح هي نقطة الملتقى الثقافي للمدينة، بضمّها المطاعم والمتاجر الفاخرة إلى مخزونها الهائل من الكتب المتوافرة والمكتوبة بأكثر من 35 لغة. ضاحية شوفهولمن تولت مجموعة مكونة من رعاة الفنون والمهندسين المعماريين الوطنيين، تحويل ضاحية شوفهولمن (أو جزيرة اللصوص كما يوحي بذلك الاسم)، والتي تقع على الواجهة البحرية الأولى لمدينة أوسلو، من مكان مهمل ومركز للحياة الوضيعة في المدينة سابقاً، إلى مكان راق يستمتع الناس بمستوى الخدمات العالية الموجودة فيه. ونجحت شوفهولمن في التحول إلى بلدة صغيرة داخل المدينة مع اكتمال وضع اللمسات الأخيرة على أعمال التطوير العقاري التي تمت بشكل يضمن تحقيق التوازن بين المساكن والأماكن السياحية العامة والمطاعم وصالات العرض والفنادق، وأصبحت هذه الضاحية من أكثر المناطق النرويجية زيارة من قبل السياح الذين يستمتعون بمشاهدة التنظيم والجمال الذي أصبح يسود هذه المنطقة. وقد افتتح فيها متحف الأستروب فيرنلي في عام 2012 داخل هيكل رينزو بيانو المعماري ذي الضوء الليموني، والذي ساهم في وضع أوسلو على الخريطة العالمية للفن المعاصر ، كما أضيفت حديقة منحوتات بعدها، وشاطئ رفيع مفروش بالحصى مطل على المضيق البحري.
مشاركة :