طوال اليوم تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقولات تشجع الأشخاص على التحلي بشخصية قوية ومستقلة، والتفكير في مصلحة أنفسهم وسعادتهم أولاً، وغير ذلك من كلمات تحفزهم على أن يكونوا أفضل. وفي حين أن مثل هذه المقولات مهمة، إلا أن قليلاً منها فقط يشجع على تحمل المسؤولية، رغم أنها المفتاح الأساسي للتغيير، فتغيير أي جانب من جوانب الحياة سواء كان الجانب المالي أو الصحي أو المتعلق بالعلاقات يبدأ أولاً من التغيير الداخلي، ولا يحدث ذلك إلا إذا تحمل الشخص المسؤولية عن حياته وقراراته. أهمية التحلي بحس المسؤولية - يسعى كل الأشخاص تقريباً لتغيير شيء ما في حياتهم، ويبدأون السير في طريق التغيير بالفعل. - لكن بمجرد أن يحدث شيء خاطئ، ولا تسير الأمور كما كانوا يتوقعون، حتى يبدأ معظمهم في إلقاء اللوم على الظروف الخارجية التي تآمرت عليهم لإفشال جهودهم. - ورغم أن من الطبيعي أن يفكر الأشخاص بهذه الطريقة، لكن من المهم أن يتعلموا كيف يدربون عقولهم على إسكات مثل هذه الأصوات، والتوقف عن التذمر والشكوى. - يحدث ذلك عادة لأن شعور الأشخاص بذاتهم يهتز في مثل هذه الأوقات، مما يدفعهم للبحث عن أسباب خارجية يلقون باللوم عليها، وتشعرهم بأن ما حدث لم يكن خطأهم، لحفظ ماء وجوههم، بدلاً من أن يتقبلوا تحمل مسؤولية ما حدث. - والحقيقة أنه عندما لا يتقبل الأشخاص تحمل المسؤولية الكاملة عن كل شيء يحدث في حياتهم، فإنهم بذلك يتخلون عن نقاط قوتهم التي تساعدهم على تغيير حياتهم. توقف عن التخلي عن قوتك - يحتاج الشخص في هذه اللحظات الصعبة من حياته أن يسأل نفسه عما هو أهم بالنسبة له، أن يحافظ على ماء وجهه ويظهر بشكل جيد في الوقت الحالي، أم أن يتعلم من الأخطاء حتى يتخذ قرارات مدروسة أكثر في المستقبل. - حتى وإن حاول الشخص أن يتظاهر أمام الآخرين أنه لم يكن له دخل فيما حدث، وأن الظروف هي السبب، فلن ينطلي على الآخرين ذلك، وسيلقون عليه باللوم، وبالتالي فإنه بتظاهره هذا لا يخدع سوى ذاته. - لذلك من الأفضل أن يحول الشخص لحظات الفشل إلى فرص للتعلم، بدلاً من أن يهدر طاقته ووقته في إيجاد مبررات لما حدث. حدد هدفك - يجب ألا يقتصر هدف الأشخاص على كسب الأموال، أو الأهداف التي تحقق لهم السعادة على المدى القصير، بل عليهم أن يبحثوا عن أهداف أسمى تشعرهم بالرضا وتحقيق الذات. - من المهم أيضاً أن يبحث الأشخاص عن الأهداف التي تناسبهم وتناسب حياتهم، حتى لا يدخلوا تجربة ويفشلون فيها مراراً وتكراراً. - فما يناسب بعض الأشخاص قد لا يناسب آخرين، وحتى يتمكن الشخص من معرفة الهدف المناسب له، عليه أن يبدأ بمعرفة نفسه أكثر أولاً. - وفي النهاية يبدأ تحمل المسؤولية الشخصية من أن يفهم المرء ذاته، فأحد الأسباب التي تجعل الأشخاص غير قادرين على تحمل المسؤولية عن أخطائهم، أن عقلهم الباطن يقاوم ذلك، لذلك من المهم أن يبدأ الأشخاص بتدريب عقولهم على تحمل المسؤولية عن حياتهم، لأن تغيير كل شيء بها يبدأ بذلك.
مشاركة :