أرادت كوريا الشمالية من خلال التجربة النووية التي نفذتها الأربعاء الماضي- بغض النظر عن طبيعتها وقوتها الانفجارية- تذكير العالم أجمع بأن نظام بيونج يانج بسياسته الباطنية المشاكسة، يواصل استهتاره وتجاهله للمحاولات الدولية لوضع حدّ لبرامجه النووية. وجاءت لتثبت أنها ترفض تعليق أنشطتها المتعلقة بالتكنولوجيا النووية والصواريخ البالستية. وهناك موقفان متناقضان حول هذا الموضوع. وفيما يرى رئيس كوريا الشمالية «كيم جونج-أون» أن الأسلحة النووية تشكل ضامناً وحيداً لبقاء نظامه‘ فإن بقية دول العالم بما فيها حليفته المقرّبة الصين، ترى أن الأسلحة النووية لا تمثل أكثر من عبء يزيد من فقر الشعب الكوري الشمالي ويكرّس عزلته عن العالم. ولكن.. ما الحل، وما الذي ينتظر من العالم أن يفعله حيال هذا السلوك الكوري غير المنضبط؟ لقد أثبتت كل القرارات السابقة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي أن العقوبات الدولية على كوريا الشمالية لم تحقق الأهداف المنتظرة منها. ويتعلق الأمر الآن بما إذا كان في وسع الدول الثلاث، الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والصين، أن تتفق على اتخاذ إجراءات رادعة إضافية كافية لإرغام بيونج يانج على تغيير سلوكها. وفي هذا الشأن، كتب «جوناثان بولاك»، الأستاذ الزميل في «معهد بروكينجز لدراسة سياسات شرق آسيا»، مقالاً جاء فيه: «فيما يتعلق بالمستقبل البعيد، يجب أن يتركز الهدف على تعزيز واستدامة المساعي التي يبذلها التحالف الدولي في هذا المجال بقدر الإمكان، ابتداء من الإدراك المشترك بأن تطوير وتنويع كوريا الشمالية لبرنامج التسلح النووي يمثل خطراً عاماً، وليس موجّهاً ضد دولة محددة». وفيما يتعلق بتجربة الأربعاء الماضي، فإن من غير الواضح تماماً ما طبيعة السلاح النووي الذي تم تفجيره في موقع «بونجي- ري» للاختبارات النووية داخل أراضي كوريا الشمالية. وتزعم مصادر النظام أنه قنبلة هيدروجينية، أو ما أطلقت عليه اسم «قنبلة هيدروجينية لفرض العدالة». ويرى معظم الخبراء الغربيين أن هذا الزعم بعيد الاحتمال لأن الطاقة المتحررة عن الانفجار لا ترقى إلى مستوى تلك التي يمكن أن تتحرر عن تفجير هيدروجيني ناجح. وقال الناطق باسم البيت الأبيض «جوش إيرنيست» إن تحاليل خبراء الحكومة الأميركية للبيانات الأوليّة حول التفجير أثبتت بأنه «لا يتطابق» مع الظواهر المرافقة لتفجير قنبلة هيدروجينية. ... المزيد
مشاركة :