لأن المقدمة كانت فاسدة، جاءت النتائج كلها فاسدة؛ بكل المقاييس العلمية والأخلاقية والسياسية! على أن المقصود بالمقدمة هنا لا يخص المنطق الصوري أو الرمزي، وإنما يخص حلقة في سوق «الشرشحة» للأزهر الشريف في شكلها الخارجي، وللسيرة النبوية وعلم الحديث في شكلها الداخلي، والله أعلم بالمضمون العام! أما عن المقدمة، فقد تضمنت على لسان المذيع عدة أسئلة مضحكة من قبيل: «هل صحيح في حاجة اسمها صحيح البخاري ومسلم؟ وهل الرسول طلب ده»!! ولأنها مضحكة أو بالتعبير المصري «مسخرة»، فقد بدأ الضيف الكبير والمفكر الكبير والعالم الكبير «سيد» على طريقة الداعية الكبير «ميزو» مفجراً الحلقة بالدفاع أولًا عن المفكر الكبير «بحيري»، متسائلًا: هل جزاء من بدأ «ينضف» أن تسجنوه! والحق أن الفعل «ينضف» وحديث «النضافة» لم يكن عن «الكرشة»، وإنما كان عن علم الحديث، وعن البخاري ومسلم، وبقية الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- الذين لم يسلموا من «مسمط بحيري وإخوانه»! كان المذيع يتمايل بجسده يمينًا وشمالًا، وكأنه يشرح هدفًا ظالمًا احتسبه الحكم، فيما كان الضيف يُخرج بين الحين والآخر منديلًا لم ينجح في حجب أو وقف ما يسقط من فمه من كلام مسيئ، ولا أقول من أنفه.. شفى الله الجميع! وحتى يلتزم المشاهدون الصمت، بل الخوف والرعب، فقد راح الاثنان يستشهدان بكلام للرئيس المصري على صعيد التجديد في غير محله أبدًا! فإن لم يخف المُشاهِد المعترض من كلام الرئيس، جاءوا له بداعش في قياس باطل تماماً، وفي مقارنة ظالمة بين فكر مؤسسة الأزهر الشريف وتنظيم الدولة! شيئًا فشيئًا ومع إفساح الحلقة بل والقناة كلها للسيّد ولميزو وبحيري، دخل «القمني» في صلب الموضوع؛ مستنكراً نص الدستور المصري في مادته الأولى؛ على مادة الشريعة الإسلامية! ولأن الحلقة الفجّة مضت على هذا النحو، فقد رأيتُ والأمر لله، أن أُناشد وأُلفت نظر مَن بيده الأمر لعدّة حقائق تُفسد الهدف من فكرة التصحيح أو التنقية أو التجديد على النحو التالي: * التصدي لأمر يخص أكثر من مليار ونصف المليار مسلم ينبغي أن يوكل لهيئات علمية معتبرة، لا لسيّد وميزو، وزيدان وعلّان! * عدم إقحام اسم رئيس مصر في أي قياس يختص بالدين، تحسُّبًا للقيل والقال -من قِبَل أطراف هنا أو هناك- فيما هو معلوم من الدين بالضرورة أحيانًا! * مسألة تجديد الفكر ليست كمسألة تجديد محطة حلوان، ومن ثم لا يجوز التهديد أو التلويح بأن سنة مضت على التوجيه بالتنقية أو ما يُسمّونه بـ»التنضيف»! * الإساءة لعلماء الأزهر ومجمع البحوث لا ينبغي أن تمر بهذه السهولة.. صحيح أن الإساءة طالت البخاري ومسلم، وأهل الحديث، بل وأهل القرآن وخاصته، لكن الإساءات التلفزيونية على هذا النحو؛ يمكن أن تتسبَّب في فتنٍ داخلية، نحن في غنى عنها! sherif.kandil@al-madina.com
مشاركة :