العمالة المنزلية بعد ترخيص العمل المرن

  • 10/9/2022
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القراء‭ ‬الأعزاء، من‭ ‬أهم‭ ‬المواضيع‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالشأن‭ ‬العام‭ ‬والتي‭ ‬تصدرت‭ ‬محور‭ ‬اهتمام‭ ‬الفعاليات‭ ‬البحرينية‭ ‬المختلفة‭ ‬هو‭ ‬موضوع‭ ‬تصريح‭ ‬العمل‭ ‬المرن‭ (‬الفيزا‭ ‬المرنة‭)‬،‭ ‬والتي‭ ‬سبق‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬تناولتها‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬سابق،‭ ‬ولكن‭ ‬مستجدات‭ ‬الواقع‭ ‬البحريني‭ ‬تستوجب‭ ‬معاودة‭ ‬طرحها‭ ‬عرفاناً‭ ‬وتقديراً‭.‬ فقد‭ ‬أثلج‭ ‬صدور‭ ‬المواطنين‭ ‬جميعاً‭ ‬مجموع‭ ‬الأوامر‭ ‬التي‭ ‬أصدرها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬الأمين‭ ‬خلال‭ ‬زيارته‭ ‬إلى‭ ‬غرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين‭ ‬ولقائه‭ ‬برئيس‭ ‬وأعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬إدارتها،‭ ‬وأهمها‭ ‬الأمر‭ ‬بإلغاء‭ ‬تصريح‭ ‬العمل‭ ‬المرن‭ ‬ورسوم‭ ‬استرداد‭ ‬تكلفة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بإصدار‭ ‬رخص‭ ‬البناء،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬الأول‭ ‬مطلباً‭ ‬شعبياً‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مطلباً‭ ‬للتجار‭ ‬الذين‭ ‬قاموا‭ ‬بتبني‭ ‬فكرة‭ ‬إلغائه‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬دراسات‭ ‬وبحوث‭ ‬قامت‭ ‬الغرفة‭ ‬بتنفيذها‭ ‬مع‭ ‬مختصين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬كما‭ ‬قاموا‭ ‬بطرحها‭ ‬كأحد‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬عرضتها‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬الماضي‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬الترشح‭ ‬للمجلس‭ ‬النيابي‭ ‬في‭ (‬جلسات‭ ‬حاضنة‭ ‬التأثير‭ ‬الاقتصادي‭) ‬تمهيدا‭ ‬لتمهيد‭ ‬أرضية‭ ‬تعاون‭ ‬بين‭ ‬بيت‭ ‬التجار‭ ‬كممثل‭ ‬للقطاع‭ ‬التجاري‭ ‬والاقتصادي‭ ‬وبين‭ ‬أعضاء‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬المتوقعة،‭ ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬أمر‭ ‬سموّه‭ ‬ليختصر‭ ‬الطريق‭ ‬ويسابق‭ ‬عامل‭ ‬الزمن‭ ‬الذي‭ ‬تتطلبه‭ ‬إصدار‭ ‬التشريعات،‭ ‬فشكراً‭ ‬وامتنانا‭ ‬لسموك‭ ‬لأنك‭ ‬تثبت‭ ‬للجميع‭ ‬بأنك‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬يُنصت‭ ‬ويُقدم‭ ‬بلا‭ ‬تردد‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬خير‭ ‬وصالح‭ ‬للوطن‭ ‬وللمواطن‭. ‬ ومهما‭ ‬كانت‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬توصلت‭ ‬إليها‭ ‬الدراسة‭ ‬وتغيّاها‭ ‬بيت‭ ‬التجار‭ ‬منها،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬أسبابا‭ ‬أخرى‭ ‬مجتمعية‭ ‬ومهمة،‭ ‬تداركها‭ ‬أمر‭ ‬سموّه،‭ ‬ولعل‭ ‬أبرزها‭ ‬كون‭ ‬العامل‭ ‬القادم‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬بقعة‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بواسطة‭ ‬تصريح‭ ‬العمل‭ ‬المرن‭ ‬أو‭ ‬سواه،‭ ‬سيأتي‭ ‬محملاً‭ ‬بثقافته‭ ‬المجتمعية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تتواءم‭ ‬مع‭ ‬ثقافتنا‭ ‬الوطنية،‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬العامل‭ ‬خلال‭ ‬السنتين‭ ‬التي‭ ‬تتيح‭ ‬له‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬سيكون‭ ‬عنصراً‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬نسيجها‭ ‬المجتمعي‭ ‬وهي‭ ‬فترة‭ ‬كافية‭ ‬لكي‭ ‬يترك‭ ‬أثراً‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬ذات‭ ‬مردود‭ ‬سلبي‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬غنىً‭ ‬عنه،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬أنه‭ ‬ستكون‭ ‬هناك‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭ ‬متاحة‭ ‬لغير‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬حاجة‭ ‬إليها‭ ‬باعتباره‭ ‬مواطنا‭ ‬يمتلك‭ ‬الأحقية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬وفقاً‭ ‬للتشريع‭ ‬الوطني،‭ ‬فجاء‭ ‬أمر‭ ‬سموّه‭ ‬ليفصل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬وينهي‭ ‬همّا‭ ‬كان‭ ‬يحمله‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬بكل‭ ‬أطيافه،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬محاور‭ ‬البرامج‭ ‬الانتخابية‭ ‬لأكثر‭ ‬المترشحين‭ ‬2022‭.‬ أما‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتدابير‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعمالة‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬إقرارها‭ ‬فهي‭ ‬عادلة‭ ‬وكفيلة‭ ‬بأن‭ ‬تحقق‭ ‬الغاية‭ ‬من‭ ‬إلغاء‭ ‬التصريح‭ ‬المرن،‭ ‬ولكني‭ ‬سأتوقف‭ ‬فقط‭ ‬عند‭ ‬المعيار‭ ‬المتعلق‭ ‬بربط‭ ‬رخصة‭ ‬العمل‭ ‬المهنية‭ ‬بالمعايير‭ ‬والمؤهلات،‭ ‬وأقترح‭ ‬أن‭ ‬يضاف‭ ‬إليها‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يجتاز‭ ‬العامل‭ ‬امتحانا‭ ‬عمليا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المهنة‭ ‬التي‭ ‬ينتمي‭ ‬إليها‭ ‬وفقاً‭ ‬للتصريح،‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬أثير‭ ‬حول‭ ‬صحة‭ ‬المستندات‭ ‬الرسمية‭ ‬والشهادات‭ ‬العلمية‭ ‬التي‭ ‬يتقدم‭ ‬بها‭ ‬الأجانب‭ ‬ضمن‭ ‬مستندات‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الترخيص،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬انتشار‭ ‬الحوانيت‭ ‬التي‭ ‬تمتهن‭ ‬تزوير‭ ‬الشهادات‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول،‭ ‬لا‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الشرط‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يطبق‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬عامل‭ ‬أجنبي‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬عقد‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬أو‭ ‬الخاص،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ثبت‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬التجربة‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬تداوله‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬ممرضين‭ ‬أجانب‭ ‬لا‭ ‬يفقهون‭ ‬في‭ ‬أبسط‭ ‬أبجديات‭ ‬التمريض‭ ‬ومهندسين‭ ‬على‭ ‬شاكلتهم‭ ‬وغيرهم‭ ‬كُثر‭.‬ وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬المواضيع‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تستوجب‭ ‬الالتفات‭ ‬إليها‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬جذرية‭ ‬لها،‭ ‬هي‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬تصاحب‭ ‬استقدام‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬بجميع‭ ‬أصنافها،‭ ‬فهي‭ ‬مشاكل‭ ‬كثيرة‭ ‬ومتنوعة،‭ ‬وسأكتفي‭ ‬بالتركيز‭ ‬على‭ ‬مشاكل‭ ‬العمالة‭ ‬المنزلية‭ ‬لتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الموضوع‭ ‬الذي‭ ‬تعاني‭ ‬منه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العائلات‭ ‬وهو‭ ‬هروب‭ ‬العمالة‭ ‬المنزلية‭ ‬بعد‭ ‬انقضاء‭ ‬فترة‭ ‬التجربة‭ ‬واختفاؤها‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬انتهاء‭ ‬سنوات‭ ‬الخدمة،‭ ‬فإن‭ ‬ظاهرة‭ ‬هروب‭ ‬عاملات‭ ‬المنازل‭ ‬من‭ ‬المواضيع‭ ‬التي‭ ‬تقتضي‭ ‬إجراء‭ ‬دراسات‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬أسبابها‭ ‬ومن‭ ‬يقف‭ ‬وراءها‭ ‬وبيان‭ ‬الآثار‭ ‬المترتبة‭ ‬عليها‭ ‬للكفيل‭ ‬وللمجتمع‭ ‬بأكمله،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬وضع‭ ‬حلول‭ ‬جذرية‭ ‬تنهي‭ ‬ظاهرة‭ ‬كهذه‭ ‬لا‭ ‬تليق‭ ‬بالمجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬ولا‭ ‬بعراقة‭ ‬نظامه،‭ ‬لاسيما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬تُعدّ‭ ‬أكثرها‭ ‬التصاقاً‭ ‬بالخلية‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬والأكثر‭ ‬قرباً‭ ‬من‭ ‬خصوصية‭ ‬الأسرة‭ ‬وأطفالها‭ ‬وممتلكاتها،‭ ‬ويقتضي‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬الأسرة‭ ‬التي‭ ‬تحمي‭ ‬الدولة‭ ‬كيانها‭ ‬وحقوق‭ ‬أفرادها،‭ ‬أن‭ ‬يُولى‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬اهتماماً‭ ‬وعناية‭ ‬وبشكل‭ ‬عاجل‭ ‬وحاسم‭.‬   Hanadi‭_‬aljowder@hotmail‭.‬com

مشاركة :