وأوردت صحيفة بيلد اليومية نقلا عن وثيقة تحليل أولية من الشرطة القضائية الوطنية، أن الأخيرة تعتبر أن "وقوف دولة وراء التخريب احتمال وارد على أقل تقدير". ويدعم هذه الفرضية حقيقة أن التخريب - قطع كابلات اتصالات استراتيجية للقطارات أدى إلى شل حركتها لمدة ثلاث ساعات في الشمال - وقع في وقت واحد في مكانين مختلفين بالشبكة تفصل بينهما مسافة 540 كيلومترا، في غرب البلاد وشرقها، وفق وثيقة الشرطة التي اطلعت عليها صحيفة بيلد. كما أشارت الصحيفة إلى أن احتمال التخريب قائم لا سيما بعد عمليات التسرب الأخيرة في خطي أنابيب الغاز نورد ستريم1 ونورد ستريم2 في بحر البلطيق والتي اعتبرت السلطات السويدية أنها نتجت من أعمال تخريب. محترفون وبحسب وسائل إعلام ألمانية أخرى، يعتقد المحققون الألمان بأن تخريب السكك الحديد السبت نفّذه محترفون يتمتعون بمعلومات داخلية تعود لشركة السكك الحديد الوطنية. لكنهم لا يستبعدون في الآن نفسه أن تكون مجموعة يسارية صغيرة متطرفة وراء التخريب، فقد سبق أن استهدفت تنظيمات يسارية سكك حديد. وأوضحت وسائل الإعلام أن التحريات أوكلت إلى قسم شرطة برلين المسؤول عن التحقيق في الأعمال التي تهدد الدولة مثل الهجمات وقضايا التجسس. وقال المسؤول في حزب الخضر الألماني وعضو الائتلاف الحكومي أنطون هوفرايتر "لا يمكننا أن نستبعد وقوف روسيا أيضًا وراء الهجوم على شركة السكك الحديد"، معتبراً أن حوادث التسرب الأخيرة من خطي أنابيب الغاز نورد ستريم1 و2 في بحر البلطيق تحمل أصلا "بصمات الكرملين". وأضاف رئيس لجنة الشؤون الأوروبية في البرلمان الألماني في مقابلة مع مجموعة "فونكي" الإعلامية "قد يتعلق الأمر في الحالتين بتحذير لأننا ندعم أوكرانيا". ويربط كل من نورد ستريم1 ونورد ستريم2 حقول غاز روسية بألمانيا عبر بحر البلطيق. وأوقفت شركة غازبروم الروسية عمليات تسليم الغاز مؤخرا بسبب مشاكل فنية، في حين اعتبرت برلين الخطوة وسيلة للضغط على ألمانيا ضمن "حرب" الطاقة التي تشنها موسكو ضد الأوروبيين الذين يدعمون أوكرانيا. ودعا هوفرايتر إلى الإفراج عن 20 مليار يورو لحماية البنية التحتية الحيوية بشكل أفضل، وتعزيز قدرات الشرطة وأمن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ولم تتحدث الشرطة الألمانية بعد عن أدلة معينة بعد "التخريب" الذي عطّل حركة القطارات في شمال ألمانيا لمدة ثلاث ساعات تقريبا. لكن الحكومة سرعان ما تحدثت عن عمل تخريبي. وقال وزير النقل الألماني فولكر فيسينغ "من الواضح أن ذلك كان عملًا موجّهاً ومتعمدًا". حرب هجينة كذلك أصدر مسؤول عسكري ألماني كبير تحذيراً الأحد. وقال الجنرال كارستن بروير عبر صحيفة بيلد اليومية إن "كل مولد للكهرباء وكل محطة طاقة وكل أنبوب لنقل الطاقة هو هدف محتمل"، مشددا على تزايد "التهديدات الهجينة". ودعت المعارضة المحافظة أيضًا إلى إعادة النظر في البنية الأمنية في ألمانيا والاتحاد الأوروبي. وقال ثورستن فراي المسؤول في حزب المستشارة السابقة أنغيلا ميركل لمجموعة "ار ان دي" الصحافية "يتطلب العصر الحديث الذي يشهد حروباً هجينة تكييف مفاهيمنا".
مشاركة :