قال ميشال أبو نجم، مدير مكتب صحيفة الشرق الأوسط في باريس، إنه لا يمكن الجزم بأن الوساطة التركية لجمع روسيا والغرب على مائدة واحدة، ستفضي إلى شيء أم لا. وأضاف أبو نجم، في مداخلة هاتفية لـ الغد من باريس، أن ما «نستطيع أن نؤكده ونشدد عليه هو أن تركيا منذ البداية، ومنذ يوم 25 فبراير، في ثاني أيام الحرب الروسية الأوكرانية، عرضت وساطتها، وهي ما زالت، بل إنها خلال الأشهر الثمانية الماضية، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو الأكثر تواصلا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حتى إنه تحدث إليه يوم الجمعة الأخير، وزاره 3 مرات، كما أن تركيا استضافت جولتين من المفاوضات الروسية الأوكرانية، وبالتالي فإن أردوغان يعتبر نفسه اليوم قادرا بل إنه ربما الوحيد القادر على استمرار التواصل مع الجانبين الروسي والأوكراني». وأشار أبو نجم إلى أن أوكرانيا توضع على الرف، لكن الجميع يعلم اليوم أن الغرب لا يستطيع التفاوض مع الرئيس الروسي وإبقاء الملف الأوكراني جانبا. وأكد أنه «بخصوص هذا الملف، هناك صعوبات عديدة، بالطبع كل طرف يمكن أن يطرح وساطة، ولكن ما هي شروط هذه الوساطة؟ وما الذي يمكن أن تفضي إليه؟». وأوضح قائلا: «لو أخذنا الموقف الأوكراني مثلا، اليوم الرئيس فولوديمير زيلينسكي يقول إنه بعد الاستفتاءات التي جرت وضم الـ4 مناطق الأوكرانية إلى روسيا، فإنه يرفض التفاوض مجددا مع الرئيس بوتين، وأنه ينتظر الرئيس القادم، لأنه يرى أن قواته اليوم في وضع أفضل وأنها قادرة على استعادة العديد من المناطق، وأن القوات الروسية في وضع صعب، والدليل على ذلك ليس فقط الهجوم الذي استهدف الجسر الواصل بين شبه جزيرة القرم والأراضي الروسية، ولكن تغيير القيادات العسكرية والخسائر الكبيرة والتعبئة الجزئية، فكل هذا يدل على أن الجيش الروسي في وضع غير مريح، وبالتالي فإن الأوكرانيين يمكنهم المراهنة على عامل الزمن».
مشاركة :