تدرس الحكومة السعودية طرح أسهم في شركة «أرامكو السعودية»، أكبر شركة نفط في العالم، في اكتتاب عام أولي، وهو ما قد يعني أن أصولاً بنحو 3.63 تريليون دولار ستكون في متناول المواطنين والمستثمرين. وأكدت شركة «أرامكو السعودية» أمس، أنها بدأت منذ فترة في دراسة عدة خيارات لإتاحة الفرصة، عبر الاكتتاب العام في السوق المالية، أمام شريحة واسعة من المستثمرين. وقالت الشركة، في بيان، إنها تقوم حاليًا بدراسة سيناريوهين لطرح أسهمها للاكتتاب؛ الأول هو بيع حصة مناسبة من أصولها مباشرة، والثاني هو طرح حزمة كبرى من مشاريعها للاكتتاب في عدة قطاعات، وبالذات قطاع التكرير والكيميائيات. وكان ولي ولي العهد رئيس المجلس الأعلى لشركة «أرامكو السعودية»، الأمير محمد بن سلمان، قد أوضح في مقابلة مع مجلة «الإيكونوميست»، أول من أمس ردا على سؤال عن إمكانية بيع أسهم في شركة ارامكو: « هذه الفكرة قيد المراجعة، ونحن نعتقد أننا سنتوصل إلى القرار المتعلق بهذا الشأن خلال الشهور القليلة المقبلة». وأضاف الأمير محمد بن سلمان قائلا: « أنا شخصيًا متحمس لهذه الخطوة، وأعتقد أن القيام بها سيصب في مصلحة السوق السعودية وشركة أرامكو كذلك، كما أنه سيساعد على إيجاد قدر أكبر من الشفافية والمكافحة لأي نوع من أنواع الفساد الذي قد يكون موجودًا في محيط أرامكو». وفي حال مضت الحكومة السعودية قدمًا في طرح أسهم «أرامكو» للاكتتاب، فإنه سيكون أكبر اكتتاب في تاريخ أسواق المال العالمية، وسيفوق أكبر اكتتاب حتى الآن، وهو اكتتاب شركة «علي بابا» الصينية، وستتجاوز «أرامكو» بهذا الاكتتاب شركة «إكسون موبيل» الأميركية التي تعد أكبر شركة نفط في العالم من ناحية القيمة السوقية البالغة حاليًا، بعد هبوط أسعار النفط، نحو 330 مليار دولار. وتقول مصادر نفطية، إن «أرامكو» قد تدرس طرح ما قيمته 5 في المائة من أصولها، وهو ما يعني أنها ستطرح ما قيمته 181.5 مليار دولار، أي ما يعادل 680 مليار ريال سعودي، في سوق الأسهم. وسيعادل طرح «أرامكو» تقريبًا أكثر من ثلث قيمة سوق الأسهم السعودية البالغة 500 مليار دولار. وكانت «أرامكو السعودية» قد أوضحت في بيانها أمس أنه متى ما تم الانتهاء من دراسة الخيارات المتاحة بالتفصيل؛ سيتم عرض نتائج الدراسة على مجلس إدارة الشركة، الذي بدوره سيقوم برفع توصياته إلى المجلس الأعلى للشركة الذي سيتخذ القرار النهائي حول هذا الموضوع.
مشاركة :