هل تؤدي كل الطرق إلى روما؟!

  • 10/10/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كل الطرق تؤدي إلى روما، مقولة نتداولها في أحاديثنا اليومية، ونعني بها أن كل الأمور تؤدي إلى ذات النتيجة، لكن المقولة في الواقع أعمق من ذلك بكثير، فهي استراتيجية سياسية استخدمتها عاصمة الإمبراطورية الرومانية للسيطرة على مساحة جغرافية واسعة لأكثر من 700 سنة! وبالفعل، عبدت روما 19 طريقا يقود لها مباشرة من جهات مختلفة، لتبقي مدن سيطرت عليها خاضعة لنفوذها بسهولة. فقد كانت روما تطمح في بناء دولة قوية واسعة النطاق، ولكن جيوشها اصطدمت بطرق شديدة الوعورة، فعمدت إلى ربط كل مدينة تفتحها بطريق مرصوف يصل في نهايته إلى روما، فقيل حينها “كل الطرق تؤدي إلى روما”! في الواقع، كتبت هذه السطور في العاصمة الإيطالي روما لتمثيل مملكة البحرين في اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، وتذكرت صورا عالقة في ذهني من العام 2016 عندما ذهلت من الجموع الغفيرة التي عبأت فندق شيراتون الدوحة أيام انعقاد الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية في قطر. كنت يومها مدعو لتغطية هذا الحدث بصفتي رئيسا للقسم الرياضي بصحيفة البلاد، ولم يكن لدي تصريح للمشاركة في الجمعية العمومية حيث تغلق أبواب الصالة على ممثلي الدول الأعضاء في الاتحاد الدولي وهم رؤوساء لجان الإعلام الرياضي التابعين للجمعيات والنقابات الصحافية في بلدانهم، وعددها 161 دولة. كانت الصورة غير واضحة بالنسبة لي، ثمة شخصيات رياضية وإعلامية، والكثير من الاجتماعات والجلسات الحوارية، وجدول أعمال مزدحم طوال اليوم، يشارك فيه ممثلي الدول الأعضاء، إذ يعقد على هامش “كونجرس” الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية “كونجرسات” 5 اتحادات قارية أيضا، مستفيدين من تجمعهم الأكبر. ولكن الوضع كان مختلفا في روما، التي زرتها في “كونجرس” الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية بصفتي بصفتي رئيسا للجنة الإعلام الرياضي التابعة لجمعية الصحفيين البحرينية، ووجدت أن هذا التجمع، مساحة للاحتكاك المباشر مع ثقافات وخبرات إعلامية من مختلف دول العالم، وفرصة لمعرفة كيف يفكر الزملاء في مواجهة التحديات التي فرضتها وسائل التواصل الاجتماعي وما يسمى بالإعلام الجديد على الصحافة التقليدية، فما هو الحل؟! المصادفة الطريفة، أننا لن نذهب بعيدًا عن استراتيجية العاصمة الرومانية، فجميع الطرق تؤدي إلى حقيقة واحدة، وهي أن تفتح الصحافة طريقا إلى جميع المنصات الرقمية الحديثة، وتربطها بالاسم الذي تحمله الصحيفة كعلامة تجارية تخضع لسياستها التحريرية، والأهم من ذلك أن تدير هذه المنصات بطريقة ديناميكية تتناسب مع أمزجة متابعي هذه المنصات. إن الصحافة في عصرنا هذا، لم تعد محتكرة للمعلومة، وأصبحت النسخ الورقية غير جاذبة كما كانت، وأما المنصات الرقمية، فهي عالم لا يمكنك فيه أن تجبر أحدًا على الوفاء لك بالمتابعة طالما أنك لا تلبي رغباته في الاستكشاف والمعرفة والترفيه والإشباع البصري الجاذب. لذلك على الصحافة أن تفعل فعلته روما لتحافظ على إمبراطوريتها التي امتدت منذ القرن الأول قبل الميلاد وحتى القرن السابع الميلادي!

مشاركة :