رفض البيت الأبيض التعليق على انفجار جسر القرم، مشدداً في الوقت ذاته على أنه سيستمر في تزويد أوكرانيا بالأسلحة، جاء ذلك فيما قتل وأصيب العشرات جراء قصف صارخي استهدف مدينة زابوريجيا جنوب شرق أوكرانيا. وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي في تصريحات لبرنامج «هذا الأسبوع» على شبكة «إيه بي سي» الأميركية: «ليس لدينا أي شي لنضيفه إلى التقارير حول الانفجار على الجسر، وليس لدي أي شيء لأساهم به هذا الصباح».وأضاف جون كيربي: «ما أستطيعه أن أقوله هو أنَّ بوتين بدأ هذه الحرب، وبإمكانه أن ينهيها اليوم ببساطة، من خلال سحب قواته من أوكرانيا».وأوضح: «سنستمر في إمداد أوكرانيا بالمساعدات الأمنية». في غضون ذلك، قال أولكسندر ستاروخ، حاكم منطقة زابوريجيا: إن مبنى من 9 طوابق دمر جزئياً أمس، وسويت 5 مبان أخرى بالأرض، ولحقت أضرار بعدد آخر في 12 هجوماً صاروخياً روسياً. وذكر ستاروخ: «ربما يكون هناك المزيد من الأشخاص تحت الأنقاض، عملية الإنقاذ جارية في الموقع، تم انتشال 8 بالفعل». وتبعد زابوريجيا الخاضعة لسيطرة كييف حوالي 52 كيلومتراً عن محطة زابوريجيا للطاقة النووية، وهي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا. وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عدد الضحايا، وتعهد بمحاسبة أولئك الذين أصدروا الأمر بالضربات «عديمة الرحمة»، مشيراً إلى أن القوات الأوكرانية تخوض قتالاً عنيفاً للغاية بالقرب من بلدة باخموت الشرقية ذات الأهمية الاستراتيجية والتي تحاول روسيا الاستيلاء عليها. وقال زيلينسكي: «نحن نحتفظ بمواقعنا في دونباس، لا سيما في اتجاه باخموت، حيث أصبح القتال صعباً وعنيفاً للغاية». وكرر الرئيس الأوكراني مناشدته للحلفاء الغربيين من أجل توفير كميات أكبر من الأنظمة المضادة للطائرات. وحاولت القوات الروسية مراراً الاستيلاء على مدينة باخموت الواقعة على طريق رئيسي يؤدي إلى مدينتي سلوفينسك وكراماتورسك. فيما كشفت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن قوات بلادها تصدت لهجوم لنظيرتها الأوكرانية في اتجاه مدينة زابوريجيا. كما ذكرت أنها تصدت لهجوم للقوات الأوكرانية في اتجاه كوبيانسك قرب خاركيف، مشيرة إلى قتل 50 جندياً وتدمير دبابة و9 عربات مدرعة. في الأثناء، يعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعاً لمجلس الأمن الروسي، اليوم الإثنين، الذي يضم الوزراء الرئيسيين ومسؤولين سياسيين وممثلين عن أجهزة الأمن والجيش، على ما أعلن الكرملين أمس، وذلك بعد يومين من الانفجار الذي دمر جزئياً جسر القرم الذي يربط البر الروسي بشبه الجزيرة التي ضمتها موسكو من أوكرانيا. كما أعلن «الكرملين»، أن الرئيس فلاديمير بوتين وقع مرسوماً بشأن تعزيز الإجراءات الأمنية لحماية جسر القرم. وأضاف في بيان: أن «المرسوم يخول جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بتنظيم وتنسيق الإجراءات اللازمة لحماية النقل عبر مضيق كيرتش، وخطوط الكهرباء بين روسيا وشبه جزيرة القرم، إلى جانب خط أنابيب الغاز الرئيسي بين إقليم كراسنودار الروسي والقرم». فيما يعتقد العديد من المراقبين والمحللين الغربيين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستعد لتصعيد هجومه على الأراضي الأوكرانية، لاسيما أن الكرملين كان حذر سابقاً من أن أي هجوم على مضيق كيرتش سيكون خطاً أحمر.من جانب آخر، استؤنفت أمس، حركة القطارات والسيارات على جسر القرم. وقال نائب رئيس الوزراء الروسي مارات خوسنولين إن «حركة القطارات على جسر القرم استؤنفت بالكامل». وأكد أن «جميع القطارات المقررة ستُسيَّر». وأوضح أن استئناف الحركة يشمل «قطارات الركاب والشحن». وقال «لدينا القدرات الفنية لذلك». وأعلنت سلطات القرم أن المسار الثاني سيعود إلى الخدمة قريباً. بدوره، قال الحاكم الروسي لشبه جزيرة القرم سيرجي أكسيونوف: «الوضع يمكن السيطرة عليه، إنه مزعج ولكنه ليس كارثياً». وأضاف أن شبه الجزيرة لديها وقود يكفي لشهر، ومواد غذائية تكفي لشهرين. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها في جنوب أوكرانيا يمكن أن تحصل على إمداداتها بالكامل عبر الطرق البرية والبحرية القائمة. وفي السياق، أفادت تقارير إعلامية بأن السلطات الروسية حددت هوية صاحب الشاحنة التي استخدمت في تفجير جسر القرم. ووفقاً لصحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، فإنه أحد سكان مدينة كراسنودار الروسية، ويدعى سمير يوسوبوف (25 عاماً).
مشاركة :