تقرير درة | التغيرات المناخية الطارئة على الجليد الأرضي في القطب الجنوبي

  • 10/10/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تشير الأبحاث الأخيرة إلى، أن الغطاء الجليدي في القارة القطبية الجنوبية يفقد كتلته مع تدفق الجليد بصورة أسرع في المحيط من ذي قبل، وخاصة في فصل الصيف. وشهدت السنوات الأخيرة الماضية، العديد من الانهيارات الدراماتيكية للجروف الجليدية الكبيرة حول ساحل القارة القطبية الجنوبية. وأظهرت دراسة حديثة، أن الأنهار الجليدية التي تتحرك ببطء تتدفق بشكل أسرع في القارة القطبية الجنوبية خلال فصل الصيف. وقال الباحثون، إن الأنهار الجليدية سريعة التدفق تعمل على تغذية جرف جليدي ضخم، وهو منصة عائمة من الجليد بحجم ويلز تقريبًا في شبه جزيرة أنتاركتيكا. ووجد الباحثون باستخدام صور من الأقمار الصناعية Sentinel-1 التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، أن الأنهار الجليدية التي تغذي الجرف الجليدى تتسارع بنحو 15% ىخلال صيف أنتاركتيكا؛ بحسب ما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية. وتؤدى بعض تقديرات مساهمة القارة القطبية الجنوبية الإجمالية، إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بشكل مبالغًا فيه، الأمر الذي يثير قلق العلماء بشكل كبير. ويرى الباحثون أنه من المهم معرفة مقدار الجليد الذي يتم تغذيته في الرفوف الجليدية، ذلك لأن الدراسات السابقة أظهرت أن الرفوف الجليدية تذوب بسرعة. وقدرت مراجعة منهجية سابقة، أن فقدان الجليد في جميع أنحاء القارة قد وصل إلى 43 غيغا طن سنويًا، في المتوسط خلال الفترة بين عام 1992 وعام 2002. أما بالنسبة للفترة ما بين عام 2012 وحتى 2017، ارتفع إلى متوسط 220 غيغا طن سنويًا، وقُدّر الإسهام الإجمالي للأرقام السابقة في ارتفاع مستوى سطح البحر بما يتراوح بين 8 ملم و14 ملم. ومؤخرًا، قالت باحثة الدراسة كارلا بوكسال من معهد سكوت بولار للأبحاث (SPRI) في كامبريدج، أنه لوحظ بالفعل تسارع الأنهار الجليدية على الصفيحة الجليدية في القطب الجنوبي في صيف أنتاركتيكا. وبما أنه لم يتم أخذ هذا السلوك الموسمي في الحسبان، في بعض تقديرات فقدان الجليد المتوقع من القارة القطبية الجنوبية. فإن ذلك يشير إلى، أن بعض تقديرات مساهمة القارة القطبية الجنوبية المتوقعة في ارتفاع مستوى سطح البحر، قد تكون إما مبالغًا فيها، أو تم التقليل من شأنها. وعلى الرغم من صلابة الأنهار الجليدية، إلا أنها تتدفق في الواقع مثل النهر، ويتحرك الجليد باستمرار، علما بأن هذه الحركة بطيئة للغاية، بحيث لا يمكن ملاحظتها بالعين البشرية. ولملاحظة ذلك، يعتمد العلماء على كاميرات الفاصل الزمني بدلاً من ذلك، لإظهار حركة الجليد الجليدي ومدى سرعة انتقاله. وقالت بوكسال، إن المعدل الأسرع لتدفق الأنهار الجليدية يؤدي إلى خسارة أكبر في الكتلة من الأنهار الجليدية نفسها، ومن المحتمل أيضًا ارتفاع مستوى سطح البحر. وأضافت: “فقدان الكتلة الجليدية من الأنهار الجليدية (أي الجليد الأرضي) يساهم بشكل مباشر في ارتفاع مستوى سطح البحر، حتى لو كانت الكتلة الجليدية المفقودة تتغذى على الجرف الجليدي. وقالت، سبب ذلك لأن الرفوف الجليدية تطفو في المحيط، لذا عندما يتغذى الجليد على الرف الجليدي، تضاف كتلة إضافية إلى المحيط. والجدير بالذكر، أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف مثل هذه الدورات الموسمية، على الجليد الأرضي المتدفق إلى الجروف الجليدية في القارة القطبية الجنوبية. يذكر أن الدراسة الجديدة تمت بقيادة خبراء في جامعة كامبريدج وشركة الهندسة النمساوية ENVEO، ونشرت في مجلة The Cryosphere.

مشاركة :