* دعونا سادتي نتحدث عن النقد والناقد، عن أهميته ودوره ومواصفاته، الناقد هو الذي يملك المعايير والذوق الفني فيما يطرحه من خلال نظرته الأدبية الشاهدة وبدون المعايير فليس هناك إلا الفوضى وبدون الذوق الفني فليس هنالك الا خلخلة القيم والنقد من خلال ذلك ايجاد مصفى وليس هو عالة على الأدب. * وفي تاريخ الأدب السعودي توهجت أكثر ما توهجت بنقاد كبار (لا تتسع مساحة المقال لذكرهم) كانوا يملكون من منهجية تقوم عموماً على الموضوعية والثقافة الشمولية والتذوق الرفيع والاحساس بضمير العصر لا أظن الا اننا جميعاً متفقون على ذلك.. وقد بلغ من ضعف الحركة النقدية عندنا وجمودها ان فكرنا الأدبي افتقد للروابط التي تصل ماضيه بحاضره وأنزوى العطر الأصيل أو قلَّ تبدد غَثه من سمينه فاندثرت الحقائق الأدبية.. ومن البديهي أن الثقافة – عمقها وشمولها – لازبة للناقد الأدبي.. ولكن من المهم أنها لا تؤدي دورها في الكيان الناقد إلا إذا قامت على أسس من الموضوعية والنظر الشمولي المنهجي.. ونقصد بالموضوعية ان ينفي الناقد عن المؤثرات الذاتية كالعلاقات الشخصية او البيئية واما النظر الشمولي المنهجي فان عليه ان يصنف ركام المعرفة الذي بحوزته ويشذبه برحابة الصدر والفهم ويبعده من الاستعراض والاسقاط الثقافي مما يتيح لهذه المعرفة أن تصبح نبراساً يجوس به خلال العمل الأدبي مبرزاً قدره الحقيقي لميزانية الدقيق دون تزيد – والمنهجية بمعنى من المعهاني هي التصور المتكامل لدور الأب والفن في تنظيم الحياة الأدبية بالتصور المتسق المنسق. * ولعل البحث في المنابع الفكرية والثقافية والفلسفية في الأدب السعودي – متعة في حد ذاته لانه يشكل روافد خصبة في علم النقد إضافة الى أنه يلقي اضواء كاشفة على خلفية العمل الأدبي ومدى حظه من الاصالة والجدة. * رحم الله اساتذتنا الذين تركوتا بصمات واضحة في سيرة الفكر والأدب ومناحي متعددة من الاصالة ويظل دورهم في مأمن حريز لأنهم شكلوا البناء التحتي للحركة الأدبية ونقول حتى المعاصرة منها لان بين الماضي والحاضر لاشك يكيف الحاضر.
مشاركة :