هل انتقال ساديو ماني إلى مانشستر يونايتد قادر على تغيير الأمور؟

  • 1/9/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

ربما كان يجدر بساديو ماني أن يفكر لدقائق وهو يجلس في مكانه المجهول في ملعب كارو رود، يوم السبت الماضي، فيما آل إليه حال اللاعبين الذين رحلوا عن ساوثهامبتون في الموسمين الماضيين، وماذا حققوا بعد الانتقالات التي كانوا يحلمون بها. أثارت التصرفات غير الانضباطية التي دفعت المدير الفني الغاضب، رونالد كومان، إلى تحميل ماني مسؤولية الهزيمة من نوريتش سيتي، وجدد الشائعات بأن اللاعب متذمر من أجل السماح له بالرحيل في وقت يراقب فيه مانشستر يونايتد الموقف، بعد أن استعلم النادي بالفعل عن إمكانية الحصول على خدمات المهاجم السنغالي الصيف الماضي. إن رغبة مانشستر يونايتد في ضم لاعب يتمتع بالسرعة والأداء الإيجابي المباشر والمهارة، إلى فريق أثار أداؤه غير الممتع حفيظة أنصاره، هي أمر مفهوم. لكن يجدر بمسؤولي النادي أن يفكروا بعناية قبل أن يتعجلوا في إبرام صفقة مع ساوثهامبتون للمرة الثالثة في غضون 18 شهرا. قبل إلحاق نوريتش الهزيمة بساوثهامبتون، وهي السابعة التي يتعرض لها الفريق في مبارياته الـ9 الأخيرة، خسر ليفربول بهدفين مقابل لاشيء أمام وستهام يونايتد. وإذا كان يمكن التماس العذر لناثانيل كلاين مدافع ليفربول لعدم قدرته على منع مايكل أنطونيو وأندي كارول من التسجيل، فإن ديان لوفرين يستحق الانتقاد بسبب فشله في التصدي لدهاء وستهام المتمثل في الاستعانة بمهاجمين أقوياء للضغط على مدافع ضعيف. كان كلاين أفضل لاعب ضمن 4 آخرين جلبهم ليفربول من صفوف ساوثهامبتون منذ 2014، لكن الـ20 مليون يورو التي دفعوها مقابل خدمات لوفرين كانت ثمنا باهظا للحصول على مدافع يخفق باستمرار في إيقاف خطورة المهاجمين. وبدأ آدم لالانا احتياطيا خلال المباراة التي أقيمت على معقل وستهام يونايتد في «أبتون بارك»، وفشل لاعب الوسط المدافع في التسجيل في بطولة دوري الدرجة الأولى هذا الموسم. لقد كانت تلك الصفقات غير موفقة في معظمها. ريكي لامبرت أصبح يلعب لصالح وست برومويتش ألبيون الآن، والسنة التي قضاها في ليفربول تعتبر بمثابة حالة شاذة في مسيرته. أما لاعب الوسط مورغان شنايدرلين فما زال غير مقنع إلى حد بعيد بأحقيته في الوجود ضمن صفوف مانشستر يونايتد، على رغم إسهامه على نحو لافت في تخفيف العبء عن دفاعات الفريق. كذلك، لا يزال أمام كالوم تشامبرز الكثير ليتعلمه في آرسنال. وكان لوك شو اللاعب الوحيد الذي ظهر كصفقة ناجحة، قبل أن يخسر الشياطين الحمر جهوده بسبب إصابة في كاحل القدم في سبتمبر (أيلول). وقد يكون من قبيل المجازفة، الافتراض بأن لاعبا ناجحا مع فريق صغير سيكون مؤهلا على الفور للعب وسط أجواء غير مواتية، حيث يكون من الصعوبة بمكان تقبل سوء الأداء في أي من المباريات. تعرض كل من ماني وفيكتور واناياما لانتقادات من كومان بعد خسارة ساوثهامبتون أمام نوريتش. غادر واناياما الملعب مطرودا بعد تلقيه بطاقتين صفراوين، بينما خرج ماني من التشكيل بعد تأخره عن حضور تجمع للفريق. ويمكن أن يدفع عدم الانضباط ساوثهامبتون لتغيير موقفه إذا ما تلقى أي من هذين اللاعبين عروضا هذا الشهر. يفتقر واناياما القدرة على الاحتفاظ بالكرة، وهو ما يجعله اختيارا غير مناسب لأي من الأندية الكبرى. لكن الوضع مختلف بالنسبة إلى ماني، فهو مهاجم أسهم أداؤه في كشف أوجه خلل في دفاعات تشيلسي في 3 مناسبات، حتى عندما كان الفريق اللندني يشهد أكثر فتراته تماسكا بقيادة جوزيه مورينهو الموسم الماضي. كما أن ماني هو المهاجم صاحب أسرع «هاتريك» في تاريخ دوري الدرجة الأولى الإنجليزي، وما زال هناك الكثير من الوقت أمام المهاجم السنغالي صاحب الـ23 عاما ليزداد أداؤه تطورا. ومع هذا، فما زالت الشكوك بشأن ماني قائمة؛ هل سيلتزم الشاب السنغالي بأسلوب لعب لويس فان غال القائم على الانضباط؟ وهل سيرغب مدير فني جديد في ضمه؟ أم أنه ببساطة ليس مؤهلا إلى حد بعيد للعب لناد بحجم مانشستر يونايتد؟ لم يسجل اللاعب سوى 13 هدفا في 50 مباراة خاضها بقميص ساوثهامبتون في بطولة الدوري، ولم يسجل في البطولة منذ 25 أكتوبر (تشرين الأول). يمكن أن يكون ماني مهاجم شديد الفعالية، لكنه من الممكن أن يصبح أيضا لاعبا متذبذب الأداء. وكما أن طموح اللاعبين وسعي الأندية لعقد الصفقات الرابحة أمر يستحق الثناء، فإن الحصول على خدمات ماني سيكون مقابل سعر مرتفع. ولا يعتزم مسؤولو ساوثهامبتون التفريط في اللاعب هذا الشهر، ومن المرجح أن يضطر مانشستر يونايتد لدفع 30 مليون يورو للتعاقد معه في الصيف. ويثير هذا تساؤلات حول تعاقدات المسؤولين في «أولد ترافورد»، فماني لاعب يمتلك المؤهلات الكافية للانضمام لمانشستر الآن، كما كان بالتأكيد يمتلك المؤهلات التي دفعت ساوثهامبتون لدفع 11 مليون يورو لجلبه من رد بول سالزبرغ قبل 18 شهرا. إن هناك ميلا لهزيمة الذات لدى الأندية الأغنى في تجاهل اللاعبين في ذلك المستوى، وتركهم ينضمون بالأندية متوسطة التصنيف، لا لشيء إلا للانبهار بأدائهم بعد ذلك بعام أو عامين. ودفع ثمن مغالى فيه من أجل تحقيق مكسب معنوي خلال هذا الشهر لن يعزز هذا الإحساس، بل إن هذا يأتي بالأثر العكسي في كثير من الأحيان، وبخاصة عندما لا يتم إعطاء الاهتمام المناسب لوضع الفريق، ويستدعي هذا إلى الذاكرة معاناة كريستيان بنتيكي، منذ انضمامه إلى ليفربول، قادما من أستون فيلا. سيتعاقد مانشستر يونايتد مع أفضل مهاجم لدى فريق يحتل المركز الـ13. لكنه بالنظر إلى أداء أولئك اللاعبين القادمين من صفوف ساوثهامبتون، يجب أن ينظروا لأنفسهم وأين هم في ناد كبير مثل يونايتد.

مشاركة :