يرصد المراقبون في طهران، تداعيات الاحتجاجات التي انفجرت في الشارع الإيراني عقب مصرع الفتاة مهسا أميني واتهام «شرطة الأخلاق» بضربها وتعذيبها لعدم ارتداء الحجاب، ثم تجاوزت الاحتجاجات «حادثة أميني» لتواجه النظام الحاكم، وترفع مطالب بتغيير الخطاب السياسي الداخلي وتصحيح الثقافة الدينية للجمهورية الإسلامية.. ويشير سياسيون ومحللون، إلى أن الاحتجاجات فتحت الأبواب أمام حالة رفض شعبي، بينما تحاول الحكومة الإيراتية تحجيم حالة الرفض والسيطرة أمنيا على الأوضاع الداخلية. ويرى سفير روسيا السابق لدى طهران، ألكسندر مارياسوف، أن «وحه أنثوي» فجر الاحتجاجات على مستقبل البلاد في إيران.. والاحتجاجات تمثل جولة جديدة من المواجهة بين السكان والنظام الحاكم، وهذه الجولة تبدو خطيرة على السلطات الإيرانية. «مجتمع الاحتجاجات» يثير قلق السلطات الإيرانية وأكد أن السلطات الإيرانية تشعر بقلق بالغ إزاء الوضع الراهن.. وعلى الرغم من تكرار الاضطرابات والاحتجاجات في البلاد في السنوات الأخيرة، إلا أنها كانت ترفع بشكل أساسي مطالب اجتماعية واقتصادية وتقمع سريعا من قبل قوى القانون والنظام. ويرصد الدبلوماسي الروسي التغيير الواضح في «مجتمع الاحتجاج»، وفي التشكيلات الشعبية التي تعلن رفضها للواقع الراهن في إيران.. موصحا: بينما كان يشارك في أعمال الاحتجاج السابقة، بشكل أساسي، أشخاص من الطبقات الدنيا ذات الدخل المنخفض من السكان، فقد أصبح الآن ممثلو الطبقة الوسطى المبدعة الذين يتمتعون بخلفية فكرية عالية هم القوة الدافعة للاحتجاجات. وما يغضبهم ليس فقط المشكلات الاجتماعية والاقتصادية المتفاقمة، إنما النماذج السياسية والأخلاقية و«القيمية – الثقافية» للجمهورية الإسلامية، والتي، في رأيهم، تعرقل تطور المجتمع الإيراني. زخم الاحتجاجات لن يتلاشى وأضاف مارياسوف، لصحيفة «إزفيستيا» الروسية، إنه من المرجح أن تكون السلطات الإيرانية قادرة على تحييد احتجاجات اليوم، ربما ببعض التنازلات التوفيقية، لكن زخمها لن يتلاشى. بل هو، عاجلاً أم آجلاً، سوف يظهر في أشكال جديدة، على الأرجح أكثر جدية وخطورة بالنسبة للنظام الإيراني الحالي. وسوف يتوقف مصير النظام الإيراني إلى حد كبير على ما إذا كانت قيادة البلاد الراديكالية المحافظة قادرة على التخلي عن مبادئها الإسلامية وإجراء إصلاحات في إيران تلبي متطلبات المجتمع.
مشاركة :