قتل شاب مدمن في تبوك شقيقه الأكبر ، ثم صوب النار على نفسه فلحقه على الرغم من محاولات إنقاذه ، ما حول حياة أسرتهما إلي جحيم . و سردت صحيفة " عكاظ "، اليوم الإثنين ، تفاصيل ما أصاب هذه الأسرة نقلا عن أحد أقاربها ،موضحة أن الشاب القاتل كان مضربا للمثل في الحي وعند الأقارب جميعهم لما يحمله من أخلاق وتواضع، لكنه تغير فجأة وبلا أي مبرر يعلمه أحد خاصة بعد وفاة والده الذي كان مثالا له في التربية وحسن الجوار وصلة الرحم. ويضيف قريب الشاب: «ما لاحظنا في بداية الأمر سوى تغير صحبته ورفقته التي كان معها، مضت سنتان وحاله تزداد سوءا يوما بعد يوم، إلى أن جاءت إلينا أمه باكية يوما تشتكي من ضرب ذاك الابن لها وتشتكي من تغير حاله، حيث كان يضرب أمه عشية وضحى، ويؤرق صفو حياة أهله، فيضرب أخواته بلا رحمة، يشك فيهن يحاسبهن على الكلمة حتى انقلب ذاك البيت الهادئ إلى جحيم لا يطاق بسبب هذا الابن الذي تحول إلى وحش عاق، إلى الدرجة التي جعلت أمه تتمنى لو يموت حتى تنتهي معاناتها وبناتها، فهي باتت تفرح إذا ما غاب عن المنزل، ولا تسأل عنه أين ذهب». ويذكر قريب الشاب أن الجميع حاول أن يوقف طيشه واعتداءه على أمه التي ،كانت دمعاتها تسابق حروفها، فهو يخرجهن ليلا من البيت وهو في حالة تعاطٍ شديدة للمخدرات وليس بحيلتهن سوى الدموع والمبيت عند الجيران الأوفياء أو أحد الأقارب الذين ملوا وكلوا من هذا المدمن الذي لم يترك أحدا إلا وتعرض له بالإساءة والإيذاء، يهربن والعودة ستكون مريرة كما يعلمن، لم يرين الهناء مطلقا فأملهن أن يغادر المنزل ويرحل وعندئذ لا أحد يسأل عنه، لتفقد الأم والشقيقات السند بعد وفاة الأب.حتى شقيقه الأكبر مل تصرفاته، وعجز عن كبح جماحه العاتية، حتى أنه رأى منه حينها فضيحة لأهله وأقاربه لكثرة المشكلات التي يأتي بها سواء للبيت أو مع الجيران وكل ذلك بسبب المخدرات التي تعمل ما لا يعمله سواها، فأخذه عنوة بعد نفاد صبره، إلى مستشفيات المدمنين في شتى أنحاء المملكة التي رفضت استقباله، بحجة أنه لا يرغب في العلاج، وعدم إجباره على ذلك، حاول الذهاب به يمنة ويسرة إلى المشايخ للنصح، وتذكيره بهذا المنكر العظيم وأنه السبب الرئيس لما هو عليه من مصائب وتدمير لحياته التي كانت هادئة هانئة، وحاول معه من أجل العلاج وتغيير صحبته إلا أنه كان كل يوم يزداد سوءا وعنادا وإصرارا على أن يمضي في هذا الطريق الذي لا يعلم أنه هلاك له. كرهه البشر وبات أشبه بنار يبتعد عنها الجميع لكي لا تحرقهم، شبح الحي الذي يؤرق البيوت، لما يسمع من قصصه، كانت أزمة بحد ذاتها في الحي وأهله ناهيك عن أسرته البريئة التي تتكون من فتاتين وأمه وشقيقه الأكبر فقط. و تابع قريب الأسرة :" في إحدى الليالي أتى متعاطيا للمخدرات فقام بضرب والدته والصراخ عليها وشتمها وسبابها، مما أفزع ذاك البيت الحزين المكسور بسببه ودموع الفتيات تنهمر حزنا على والدتهن، مما أثار كل أحاسيس شقيقه الأكبر لتخليص أهله منه، فضربه حتى بات لا يقوى على الحراك وجره إلى إحدى الغرف المظلمة وسجنه فيها ليعيشوا هانئين ولو لأيام إلى أن يجد حلا لهذه المصيبة، وحلا لهذه الأزمة الكبرى التي يعيشونها. بعد حبسه نبه الأخ الأكبر الجميع بعدم محادثته أو حتى منحه الأكل والشرب خوفا على حياتهم منه، وبعد أربعة أيام قضاها الشاب في هذه الغرفة وصراخه وتقطيعه لملابسه لم تحرك في شقيقه أي شيء سوى أنه كان يعطيه الأكل والشرب وبحذر كذلك، زادت أحقاد ذاك المدمن على شقيقه الأكبر، فظل يصرخ ويطلب من أهله إخراجه، طلب من أمه وألح عليها أن تخرجه، ويبكي ويحلف أنه قد تغير ومنذ أول لحظة يخرج بها سوف يتغير ولن يعود للإدمان مرة أخرى، ويتباكى حتى لان قلب أمه التي كم تمنت أن يعود لها ذاك الغائب برا ورحمة، الحاضر في صورته فقط، باتت تنظر للباب بتردد وتقول «لا لن أفتح لك الباب، أخاف من شرك»، وبات يتلو لها القسم أنه سيترك كل شيء فقط فرصة بعد أن تفتح الباب له ليبدأ حياة جديدة كليا، وكان يعرف قلب الأم التي كانت تحدثه في أملها ومستقبله، لتنصاع لطلبه في النهاية وتفتح له الباب، وهي تنتظر لكي ينكب على قدميها يتأسف منها، ولكن ذهب مسرعا إلى إحدى غرف المنزل وفيها بندقية لوالده ليخرجها، ويملأها بالرصاص ويتوجه إلى شقيقه الذي يحمل قلبه عليه أحقادا وأوجاعا، دخل على شقيقه النائم في غرفته ليطلق عليه الرصاص ويرديه قتيلا، لكنه أيضا لم يتحمل الموقف فأطلق على وجهه رصاصة من البندقية لتنسف نصف وجهه محاولا الانتحار". و أضاف قريب الأسرة :" الموقف أفجع الأم التي انهارت مباشرة، ويأتي الجيران على صوت الرصاص، وينقلون الشقيقين والأم إلى المستشفى، الشقيق الأكبر توفي على الفور، أما المدمن فقد دخل في تشوه كامل وأدخل العناية المشددة، والأم دخلت في انهيار عصبي حاد.ومكث المدمن سبعة أشهر في العناية المشددة، وكانت الأم وشقيقتاه هن من يخدمنه، ليجدن فيه رغم حالته السند الوحيد لهن بعد فقد الأخ الأكبر.لكن الشاب المدمن لم يتحمل ليلفظ أنفاسه في المستشفى، ليبدأ الحزن الأكبر في الأسرة بضياع الشقيقين بسبب المخدرات"
مشاركة :