مصر تودع ممدوح عبد العليم.. بطل «الحلمية»

  • 1/9/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

حالة من الحزن العميق والإحساس المر بالفقد والخسارة، انتابت مشيعي الفنان ممدوح عبد العليم، الذي غيبه الموت مساء أول من أمس عن عمر ناهز 60 عاما، إثر أزمة قلبية مفاجئة، داهمته وهو يجري تمارينه الرياضية المعتادة بإحدى صالات نادي الجزيرة بالقاهرة. فما إن وصل جثمانه ظهر أمس ساحة مسجد «مصطفى محمود» بحي المهندسين بالجيزة حتى أجهشت عيون زملائه من الفنانين وأقاربه ومحبيه ببكاء حار، ومنهم الفنانون: أحمد السقا، فاروق الفيشاوي، إلهام شاهين، لبلبة، فيفي عبده، بوسي شلبي، خالد النبوي، سمير صبري، رشوان توفيق، طارق علام، ماجدة زكي، سامح الصريطي، أشرف زكي، الإعلامي عمرو الليثي. وانهارت زوجة النجم الراحل الإعلامية شافكي المنيري، في موجة متواصلة من البكاء. ووري جثمان بطل «نجم من ورق» مقابر الأسرة بضاحية 6 أكتوبر بالجيزة. وأكد الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية أن عزاء النجم الراحل سيكون في مسجد «عمر مكرم» يوم الجمعة المقبل. يأتي موت ممدوح عبد العليم، في ظل موجة حادة من الفقد والرحيل، كانت سمة المشهد الثقافي المصري في العام الماضي، حيث غيب الموت الكثير من رموز الأدب والفن والفكر، لكن انخطافه المباغت، وهو يمارس رياضته المعتادة، ترك غصة في قلوب محبيه وزملائه، حيث كان لا يعاني من أي أمراض قلبية، حسبما أكد الفنان أشرف زكي نقيب الممثلين. ومع أولى نسمات العام الجديد أطلق الفنان الراحل تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قال فيها: «أمنياتي كثيرة أهمها أن يهدأ العالم ويتخلى قادته عن هذا الجنون ويجنحوا للسلم وأن تمتلك كل دولة سيادتها على أرضها». كما كتب في تغريدة ثانية قائلا: «من أرض سيناء أرض الفيروز أبعث لكل الأصدقاء والصديقات التهنئة بالعام الجديد وأن يكون عام سلام وأمان علينا». وتوالت ردود الفعل على رحيل بطل «قهوة الموردي» على مواقع التواصل الاجتماعي، من ناس عاديين وفنانين، فكتب أستاذ الدراما والنقد المسرحي الدكتور أسامة أبو طالب قائلا: «رحم الله الفنان المتميز ممدوح عبد التعليم رحمة واسعة.. كان صديقا عزيزا كتبت وأنتجت فيلم (المتمرد) عام 1987 من أجله خصيصا هو ومحمود مسعود حين كان في أول الطريق لا يزال واعدا. ورغم ذلك غامرت وأصررت على أن يلعب دور البطولة فحقق بموهبته والتزامه توقعاتي مع المخرج الكبير الأستاذ هنري بركات وتألق إلى جوار فريد شوقي وليلى علوي.. عزاؤنا لكل من عرفه ولأسرته». ونعت الفنانة منى زكي النجم الراحل ممدوح عبد العليم عبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي الشهير «إنستغرام»، حيث نشرت منى صورته وعلقت عليها فكتبت: «حزن وصدمة على فقدان إنسان خلوق مهذب ومحترم وفنان موهوب جدا. إنا لله وإنا إليه راجعون.. ربنا يصبر أهله ويدخله جناته». وانهالت التعليقات من قبل مرتادي صفحة منى زكي على الصورة، داعين للنجم الراحل ممدوح عبد العليم بالرحمة. كما نعت الفنانة والإعلامية صفاء أبو السعود، الفنان الراحل، مشيرة إلى أنه قدم للفن العربي أعمالا عظيمة، وسطر بشخصياته الفريدة وحسه الصادق مئات الصفحات المضيئة في تاريخ الفن المصري والعربي، التي ستجعله خالدا في قلوب عشاقه وجمهوره. وقررت أبو السعود بداية من أمس الأربعاء وحتى الأحد المقبل تغيير خريطة قنوات أفلام ART لعرض مجموعة من أعمال الفنان الراحل منها، «قهوة المواردي»، «الحب في طابا»، «بطل من ورق»، «البريء»، «مشوار عمر». ولد ممدوح عبد العليم في قرية أشمون بمحافظة المنوفية بدلتا مصر عام 1956، وأتم تعليمه في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، وتخرج فيها عام 1980، وجاءت خطواته الأولى في التمثيل في أثناء فترة طفولته من خلال مسلسل «الجنة العذراء» عام 1969 مع الفنانة كريمة مختار والمخرج نور الدمرداش، كما عمل في برامج الأطفال بالإذاعة والتلفزيون وتتلمذ على يد المخرجة إنعام محمد علي. وفي السينما، حقق ممدوح عبد العليم الكثير من النجاحات اللافتة من خلال أفلام: «العذراء والشعر الأبيض»، «بطل من ورق»، «كتيبة الإعدام»، «سمع هس»، «الملائكة لا تسكن الأرض»، «سوبر ماركت»، «الخادمة».. كما قدم الكثير من المسلسلات التلفزيونية الناجحة، منها: «الحب وأشياء أخرى»، «خالتي صفية والدير»، «المصراوية»، «الضوء الشارد». وكان أحد أبرز الفنانين المشاركين في ملحمة «ليالي الحلمية» بأجزائها الخمسة، التي كتبها الراحل أسامة أنور عكاشة، وأخرجها إسماعيل عبد الحافظ، وجسد فيها شخصية «علي البدري» ابن يحيى الفخراني. واستطاع في هذا الدور أن يجسد بتلقائية مبهرة قيمة الحب كفعل إنساني نبيل، تنتهشه تعارضات الروح والجسد. وترددت أنباء حول لقاء جمع الفنان الراحل مع المنتج محمود شميس، من أجل الاتفاق على مشاركته في الجزء السادس من مسلسل «ليالي الحلمية»، الذي يكتبه أيمن بهجت قمر وعمرو ياسين، وسوف يخرجه المخرج مجدي أبو عميرة. لقد كان ممدوح عبد العليم تجسيدا حيا لمأزق جيل واع ومثقف، يملك الكثير من المواهب والرؤى والأفكار الفنية الخصبة، لكن لم تتح له الفرصة كاملة وبشكل حر، لكي يجسدها ويعبر عنها، فرغم أنه انتزع نجاحات لافته أمام كبار الممثلين، فإن أغلب المشاهدين كانوا يشعرون أن هذا الجيل لديه ما هو أكثر جمالا وعمقا وإدهاشا، لكنه كامن في الداخل، في الظل، يبحث عن بقعة ضوء حقيقية لتجسيد كل هذا بمحبة خالصة للفن والحياة.. وربما تحت وطأة هذه الإحساس قرر ممدوح في عام 2000 اعتزال العمل السينمائي تماما، وتفرغ منذ ذلك الوقت للعمل في المسلسلات التلفزيونية.

مشاركة :