علمتنا التجارب والنظريات العلمية أن مرحلة الصدمة تبدأ بحزن وإنكار وتنتهي بتقبل الأمر الواقع، بعد أن يصل الشخص إلى قناعة بأنه لا فائدة من الحزن ويجب أن يكمل مشواره وطريقه بعيدا عن أي عثرات واسترجاع ذكريات قد تسبب له الحزن. ومنذ أن قررت إدارة نادي النصر فسخ العلاقة التعاقدية مع المهاجم المغربي عبدالرزاق حمدالله وصدمة القرار كانت واضحة بشكل كبير لدى المدرج النصراوي سواء ممن تقبل القرار لاحقا أو مازال مستمرا في عدم تقبله. وما فعله عبدالرزاق حمدالله المهاجم الاستثنائي في الدوري السعودي جعل البعض من جماهير النصر ترى بأنه تخطى بمراحل الفترة الذهبية للمهاجم التاريخي ماجد أحمد عبدالله، واستوطن حمدالله قلوبهم لأنه قدم ما لم يأت به مهاجم وتحديدا أجنبي ليقدم مثله ويحظى بهذا الحب الكبير. وللأسف فإن البعض لم يدرك أن حمدالله ليس حصرا على النصر، وكما لعب يوما ما في الصين ثم قطر ثم النصر سيرحل إلى نادي آخر، وها هو قد حط رحاله في الاتحاد بغض النظر عن تفاصيل الانتقال وتطورات القضية وما وصلت إليه. ومنذ الصيف الماضي واسم المهاجم عبدالرزاق حمدالله متداول في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، ومازال حتى اللحظة ينال الترند الأعلى في ظل تردد اسمه وأخباره، ولا يوجد موقع من مواقع التواصل إلا ويتداول اسم حمدالله وصوره ومقاطع أهدافه، وتحولت البرامج الرياضية لتخصيص حلقاتها عنه. كل هذه الضجة لم تكن تحدث حول عبدالرزاق لولا تلك الصدمة الناتجة عن رحيله من النصر في ظل كل هذا الحب الذي استوطن قلوب النصراويين، ومازال الكثير منهم يرى أن إدارة النصر الحالية رغم تعاقدها مع أبوبكر فيسنت إلا أنها عجزت عن تعويض لاعب بقيمة عبدالرزاق الذي يتألق مع فريقه الحالي. على النصراويين أن ينسوا عبدالرزاق حمدالله ويفكروا في عودة فريقهم للمنافسة على الألقاب والبطولات، فالخلل الحقيقي داخل الفريق واضح، وليس عبدالرزاق وانتقاله للاتحاد أو حتى القضية المنظورة حاليا بين اللاعب ونادي النصر، فهناك أمور باتت واضحة للمدرج النصراوي وهي ما تستحق أن يصرف فيها الوقت والجهد لحلها وليس النقاش المستمر حول عبدالرزاق. لا غرابة إن ردد عشاق النصر (نسيانك صعب أكيد – مالوش غير حل وحيد) وهو أن يعود لهم عبدالرزاق من جديد وهذا الأمر صعب ولا يمكن حدوثه بعد أن وجد ضالته في فريقه الجديد واستطاع في فترة وجيزة أن ينال محبة المدرج الاتحادي. نقطة آخر السطر: في كل مرة نحلم تصبح أحلامنا واقع وما فوز المملكة العربية السعودية بتنظيم الأولمبياد الآسيوية الشتوية في مدينة تروجينا إلا ترجمة على أن بلادنا قادرة على استضافة الكثير من الأحداث والفعاليات العالمية ولما لا وقد باتت وجهة لكثير من تلك الأحداث. شهر وأقل على انطلاق دورة الألعاب السعودية الأولى في تجمع تاريخي منتظر في مناطق المملكة كافة، نحن على موعد مع ولادة أبطال أولمبيين وتفجير طاقات كامنة لأبطال لم تسنح لهم الظروف لتقديم أنفسهم كمواهب تستفيد منها مملكتنا الحبيبة. طموحنا عنان السماء، وهمة كجبل طويق، تجعلنا كرياضيين أمام دور منتظر للمساهمة في إنجاح الأحداث التي تشهدها بلادنا.
مشاركة :