أمطرت روسيا المدن الأوكرانية بصواريخ كروز أمس، في أوسع الهجمات الجوية نطاقا التي تشنها منذ بداية الحرب، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء والتدفئة عن مساحات واسعة، وهو ما وصفته الولايات المتحدة "بضربات مروعة". وضربت الصواريخ تقاطعات طرق رئيسة ومتنزهات ومواقع سياحية في وسط مدينة كييف بكثافة. كما وردت تقارير عن انفجارات في لفيف وترنوبل وزيتومير في غرب أوكرانيا، ودنيبرو وكريمنشوك في وسط البلاد، وزابوريجيا في الجنوب، وخاركيف في الشرق. وقال مسؤولون أوكرانيون إن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب العشرات، كما انقطعت الكهرباء عن مساحات واسعة من البلاد. وقال بوتين، في خطاب بثه التلفزيون، إنه أمر بشن ضربات "واسعة النطاق" بعيدة المدى تستهدف قطاعات الطاقة والقيادة والاتصالات الأوكرانية، باستخدام صواريخ أطلقت من الجو والبحر والبر، ردا على ما وصفه بالهجمات الإرهابية، ومن بينها الانفجار الذي وقع السبت الماضي على جسر القرم في مضيق كيرتش. وأضاف "نظام كييف، بتصرفاته، وضع نفسه في مستوى المنظمات الإرهابية الدولية. مع أكثر الجماعات البغيضة. ترك مثل هذه الأعمال دون رد هو ببساطة أمر مستحيل"، مهددا بمزيد من الضربات في المستقبل إذا ضربت أوكرانيا الأراضي الروسية. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الهجمات التي وقعت في ساعة الذروة أمس كانت تهدف إلى قتل الناس عن عمد وتعطيل شبكة الكهرباء في أوكرانيا. وقال رئيس الوزراء إن الضربات قصفت 11 هدفا رئيسا للبنية التحتية في ثماني مناطق، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء في مناطق شاسعة من البلاد. وقال زيلينسكي "إنهم يحاولون تدميرنا ومحونا من على وجه الأرض". ودمر انفجار قبل يومين أطول جسر في أوروبا، شيدته روسيا بعد أن استولت على شبه جزيرة القرم الأوكرانية وضمتها عام 2014. واحتفلت أوكرانيا، التي تعد الجسر هدفا عسكريا يدعم المجهود الحربي الروسي، بالانفجار دون أن تعلن رسميا مسؤوليتها عنه. ومع تعرض القوات الروسية لانتكاسات في ساحة المعركة على مدى أسابيع، تواجه السلطات الروسية أول انتقادات علنية لها في الداخل بسبب الحرب مع مطالبة المعلقين في التلفزيون الرسمي باتخاذ إجراءات أكثر صرامة.
مشاركة :