عزيز خيون ينتقد «نخبوية» المسرح العربي

  • 1/10/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دعا الناقد والمخرج العراقي عزيز خيون إلى التخلّص من مسرح النخبة؛ مهاجماً بشدة الطلاسم والتهريج في العديد من العروض العربية. قال خيون لالخليج، خلال مشاركته مُقيّماً في مهرجان الأردن المسرحي الثاني والعشرين مؤخراً: المسرح العراقي تراجع كثيراً منذ عام 2003، فلم تعد هناك قاعات عرض مؤهلة، ولم تبقَ سوى فرقة رسمية واحدة، ولا يستمر العمل جماهيرياً أكثر من ثلاثة أيام إلى أسبوع، فيما الأنواع الاستهلاكية المُعتمدة على استغلال جيب المواطن وعقله ووقته، خارج الحسابات لأنها لا تمت للفن بصلة. وأضاف: المسرح العربي مازال نخبوياً إلى حد كبير يستند إلى طلاسم وأساليب غامضة، وأحياناً ملتوية في إيصال الفكرة والمضمون، ويُغَرق في التجريب، وهذا لا يخدمه، لأنه يبتعد عن الجمهور، ما يتسبب في اختلال المعادلة التي وُجدَ من أجلها، بوصفه مسرحاً يحتاج إلى منصّة جماهيرية أولاً وأخيراً. وتابع خيون: المسرحيون الجادون لا يتحمّلون وحدهم مسؤولية ذلك، فهناك أسباب مرادفة في مقدمتها افتقاد الدعم الحقيقي للإنتاج، إلاّ في استثناءات عربية محدودة وغياب الملتقيات الجامعة التي يُمكن من خلالها الخروج بحوارات تُتَرجم إلى عمل، وإن حصل يقف عدم تعاون الحكومات والوزارات المعنية وتحييد البرامج والخطط الفاعلة حاجزاً، فضلاً عن انعكاس مآلات سياسية وأمنية في المنطقة على الحالة الفنية برمتها. وحدد خيون وصفة حتمية للخروج مما أسماها مطرقة النخبوية وسندان الاستهلاكية، على رأس قائمتها توفير ميزانيات ثقافية عربية مجزية، والاهتمام بالمسرح المدرسي نحو تأهيل ممثل وكاتب ومخرج ومُشاهد واعٍ إلى جانب وضع معايير دقيقة للقبول في المعاهد والكليات الفنية، ودعم الفرق الخاصة وكفالة حرية التعبير بعيداً عن الرقابة المُقيّدة. وشدد خيون على عدم وجود خلل رئيسي في النصوص المسرحية العربية على عكس ما يطرحه عدد من النقاد والأكاديميين؛ مستدركاً بأن الأمر محكوم بظروف تعيشها المنطقة إجمالاً. وقال: نجد صعوبة في زيارة مُدن عربية وتقديم عروض هناك نتيجة الأوضاع الراهنة، ولابد من تحريك دور اتحاد المسرحيين العرب الذي كان مركزه بغداد بحيث يُنظّم ملتقيات ومشروعات هادفة، وكذلك تفعيل حضور اتحاد الفنانين العرب ومقرّه القاهرة. وحول انتقادات اعتبرت المسرح العربي الجماهيري الجاد في حالة انفصام وغربة عن الواقع الراهن؛ علّق خيون: المسرح عموماً لا يصطف كتفاً بكتف مع الأحداث السياسية، ويحتاج إلى قراءة متأنّية وتأمّليّة، ومع ذلك هناك عروض تمس الوضع الآني بحرفية وعمق مع اختلاف أساليبها.

مشاركة :