.. وكما قال أبو بكر رضي الله عنه يوم عودته إلى مكة عندما قالت له قريش عن محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وما أوحي به إليه: «إن كان قال، فقد صدق»، بنفس الإيمان الصادق رد أبو بكر عندما أخبرته قريش بنبأ الإسراء الذي سمعوه منه صلى الله عليه وسلم.. فقال رضي الله عنه: «إن كان قال، فقد صدق». فقد كان أبو بكر خارج مكة وعند عودته إليها قابلته مجموعة من قريش يتقدمها أبو جهل (عمرو بن هشام) ثم بدأ الحديث أبو جهل بقوله: - أوحدثوك عن صاحبك يا عتيق «وكان أبو بكر قبل إسلامه يسمى عتيقا». فأجابه أبو بكر: تعني محمدا الأمين؟ وتراجع القوم قليلا، وازدرد كل منهم ريقه في مشقة وقال قائلهم: إنه هناك عند الكعبة، يحدث الناس أن ربه أسرى به الليلة إلى بيت المقدس. وتقدم آخر يكمل الحديث ساخرا وقال: ذهب ليلا، وعاد ليلا، وأصبح بين أظهرنا. فأجابهم أبو بكر وقد تهلل محياه: «أي بأس؟ إني لأصدقه في ما هو أبعد من ذلك، أصدقه في خبر السماء يأتيه في غدوة أو روحة». ثم أطلق عبارته الصامدة: «إن كان قال، فقد صدق». ويعلق الأستاذ خالد محمد خالد على ذلك بما جاء في كتابه «خلفاء الرسول» بقوله: أهناك كلمات تستطيع النهوض إلى مستوى الإشادة بهذا الموقف أو التعليق عليه دون أن يغلبها الحياء والعجز على أمرها؟ عبارة واحدة تستطيع المناسبة أن تسعفنا بها، هي: يا واهب هذا اليقين سبحانك.. هذا رجل لم يؤمن إيمان الصدفة، بل آمن إيمان الفطنة.. لم يؤمن بعواطفه بل آمن بذكائه.. لم يدفعه إلى الإيمان منطق القلب وحده، بل ومنطق العقل قبله. انظروا إلى قوله: «إني لأصدقه في ما هو أبعد من ذلك، أصدقه في خبر السماء يأتيه في غدوة أو روحة». ودارت الأرض بأبي جهل وتلعثمت خطواته، وكاد جسمه يتهاوى فوق ساقيه الهزيلتين. السطر الأخير: سريت من حرم ليلا إلى حرم كما سرى البدر في داج من الظلم aokhayat@yahoo.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة
مشاركة :