توصل العلماء بجامعة يوتا الأميركية إلى حل لغز طويل الأمد يحيط بالبروتين المعزز للسرطان، وكيف يتسبب في نمو الورم، وتعد النتائج المنشورة، الأربعاء، في دورية «نيتشر ستركشر آند موليكلر بيولوجي»، خطوة مهمة في السعي لجعل أدوية السرطان أكثر فاعلية؛ لأن الأورام العدوانية غالباً ما تصبح بارعة في مقاومة الأدوية والعوامل العلاجية الأخرى. ودرس فريق البحث بروتيناً يسمى «سلس» Smoothened لعب دوراً حيوياً في نمو الأنسجة والأعضاء الصحية، ومع ذلك، عندما يصبح البروتين مفرط النشاط، يمكن أن يؤدي إلى تكوين وانتشار أورام المخ والجلد. ويمكن أن يمنع حظر البروتين السرطان من الانتشار، لكن الأورام تتكيف في النهاية، مما يجعل هذا النهج غير فعال، ففكر الباحثون في نهج جديد وهو التدخل في مسار الإشارات في الجسم، التي يعد هذا البروتين جزءاً منها. وبروتين «السلس» يعد جزءاً من مسار الإشارات في الجسم، ويشبه مسار الإشارات سلك الهاتف الذي يمتد من سطح الخلية إلى داخل الخلية، وتوفر الرسائل التي تنتقل عبر هذا السلك إرشادات للخلية. ويقول بنجامين مايرز، الأستاذ في معهد هانتسمان للسرطان في جامعة يوتا، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الرسمي للجامعة، بالتزامن مع نشر الدراسة: «كنا نعلم أن (سلك الهاتف) موجود، ولكن لم تكن لدينا أي فكرة عن كيفية عمله، وقد ترك ذلك فجوة كبيرة في قدرتنا على إيقاف تشغيله علاجياً لعلاج السرطان، والأمل هو أنه من خلال فهمه بشكل أفضل، ستصبح أدوية السرطان أكثر فاعلية بكثير». ويضيف: «تشرح نتائج دراستنا الجديدة كيف يتم تشغيل البروتين على المستوى الجزيئي، وما هي الإشارة المرسلة المسؤولة عن ذلك، والتدخلات التي يمكن تنفيذها لمنع تلك الإشارة، ومن ثم وقف نمو الأورام السرطانية، وهو ما يقربنا خطوة من وجود استراتيجيات جديدة قد نتمكن من استخدامها في العيادة لتحسين نتائج المرضى». يذكر أن هذا الاكتشاف تم بناؤه على أبحاث سابقة قام بها مايرز وفريقه البحثي حول العوامل الممرضة المقاومة للأدوية.
مشاركة :