تقرير إخباري: "طريق الحرير الرقمي" يقدم فرصة للتحول الاقتصادي للدول النامية

  • 10/12/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

12 أكتوبر 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/منذ أن تم الإعلان عن بناء "طريق الحرير الرقمي" في عام 2017، ظلت الصين تعمل على تعزيز التعاون مع مختلف البلدان الواقعة على طول "الحزام والطريق"، في مجالات الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا النانو وأجهزة الكمبيوتر الكمومية لتعزيز تطوير البيانات الضخمة والحوسبة السحابية والمدن الذكية وغيرها. تقاسم منافع تنمية التكنولوجيا الرقمية باعتباره جزءا من مبادرة الحزام والطريق، يجسّد "طريق الحرير الرقمي" هدف الصين في تطوير البنية التحتية الرقمية في الداخل والخارج. وفي هذا السياق، قال موقع منتدى شرق آسيا الأسترالي مؤخرًا، بأن "العالم قد شاهد جهود الصين وتقدم الرقمنة الذي أحرزته في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية، والذكاء الاصطناعي وأنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية والكوابل البحرية وأنظمة المراقبة وغيرها من المجالات، وأنه في إطار دفع بناء "طريق الحرير الرقمي"، تعمل الصين على تعزيز المشاريع الرقمية والاستثمارات عالية التقنية في الخارج. وتمتلك الصين أساسا متينا لبناء "طريق الحرير الرقمي"، بفضل صناعتها القوية وسوقها الضخمة. ووفقًا لبيانات وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية، فقد نما حجم الاقتصاد الرقمي الصيني من 27 تريليون يوان في عام 2017 إلى أكثر من 45 تريليون يوان في عام 2021، محتلة بذلك المركز الثاني عالميا، وبمعدل نمو سنوي مركب قدره 13.6٪، كما ارتفعت نسبة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي من 33٪ إلى 39.8% خلال نفس الفترة. وأظهر "تقرير التنمية الرقمية في الصين (2021)" الصادر عن إدارة الفضاء الإلكتروني الصينية، تحسّنا سريعا لقدرات الابتكار التكنولوجي الرقمي في الصين خلال السنوات الأخيرة. حيث تصدرت الصين العالم في مجال التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والبيانات الضخمة وسلسلة الكتل والمعلومات الكمومية. في الأثناء تعمّق التعاون الاقتصادي الرقمي بين الصين والبلدان الواقعة على طول "الحزام والطريق". ووقعت الصين مذكرات تفاهم بشأن التعاون في تطوير "طريق الحرير الرقمي" مع 17 دولة، وأسست آلية تعاون ثنائي حول "طريق الحرير للتجارة الإلكترونية" مع 23 دولة. كما أنشأت 34 كابلا بريا عابر للحدود والعديد من الكابلات البحرية الدولية مع عدة دول مجاورة. إطلاق عدة مشاريع تعاون توسّع استخدام منتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات والأجهزة الإلكترونية الصينية بشكل كبير في أسواق البلدان والمناطق الواقعة على طول "الحزام والطريق" خلال السنوات الأخيرة، وباتت الصناعة الرقمية الصينية تلعب دورا متزايد الأهمية في اقتصاد هذه الدول. في عام 2018، أصبحت شركة هواوي، التي يعتبرها المطلعون على الصناعة الشركة الرائدة عالميا في مجال شبكات5G ، واحدة من أولى شركات التكنولوجيا المملوكة بالكامل للأجانب في قطر. وأسهمت تكنولوجيا هواوي في تطوير تطوير تقنية 5G المحلية. وفي عام 2019، وقعت هواوي اتفاقية تعاون مع شركة زين، مشغل الاتصالات السعودي، لمساعدة الشركة في بناء أول مشروع لشبكات الجيل الخامس (5G LAN) في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما تعاونت عدة شركات اتصال إماراتية مع هواوي في خدمات شبكة 5G. وأطلقت هواوي أيضًا مختبر شمال إفريقيا المفتوح في العاصمة المصرية القاهرة، وأقام المختبر المذكور شراكات مع العديد من الجامعات لتوفير دورات التدريب للطلاب المحليين. وفي كينيا، أصبح تطبيق "المحفظة المحمولة" الذي تم تطويره في إطار التعاون الصيني الأفريقي وسيلة لا غنى عنها بالنسبة للمستخدمين المحليين، في عمليات التحويل والدفع والاستلام والإقراض. وفقًا للبيانات الصادرة عن شركات الاتصالات الكينية في مارس من هذا العام، فإن عدد المستخدمين النشطين لتطبيق "المحفظة المحمولة " في كينيا قد بلغ 30 مليون. وفي هذه الصدد، دوّنت صحيفة "الأمة" الكينية، بأن الدول الإفريقية قد حققت استفادة كبيرة من إطلاق مبادرة "الحزام والطريق". حيث تعزز الربط الرقمي والمشاريع الرئيسية في الدول الإفريقية، مثل السكك الحديدية والموانئ والطرق والطاقة والمياه، مما أسهم في تحسين الحياة اليومية للسكان. أما وكالة الأنباء الأثيوبية، فقالت إن التكنولوجيا الرقمية تدمج جميع مناحي الحياة في إفريقيا، وأن الصين قد أصبحت محركًا للاقتصاد الرقمي والصناعة في العالم. وأضافت، بأن الصين يمكن أن تساعد إفريقيا في بناء اقتصاد رقمي وتحقيق مكاسب متبادلة. ومن جهة أخرى، يشارك نظام بيدو للملاحة عبر الأقمار الصناعية في مجالات الزراعة والاتصالات والمراقبة البحرية والإغاثة من الكوارث على طول مبادرة "الحزام والطريق". وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة "يوميوري شيمبون" اليابانية، أن الصين تقوم بتصدير خدمات نظام بيدو للملاحة إلى حوالي 120 دولة ومنطقة، بما في ذلك أعضاء مبادرة "الحزام والطريق". وتستخدم دول جنوب شرق آسيا مثل تايلاند ولاوس خدمات نظام بيدو على نطاق واسع في مجال الزراعة ومسح الأراضي. في ذات الوقت، أنشأت الصين شبكة محطات أرضية لنظام الملاحة بيدو في باكستان، وتقوم دول نامية أخرى أيضًا بتوسيع استخدام خدمات بيدو في الوقت الحالي. فرصة لتحقيق التحول الاقتصادي أشار الموقع الإلكتروني لمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في بيان، إلى أن "طريق الحرير الرقمي" الذي تقوده الصين، يساعد على تزويد البلدان متوسطة الدخل ببنية تحتية رقمية جيدة. ويمثل فرصة لسد الفجوة الرقمية وتطوير الاقتصاد الرقمي في البلدان الأفريقية. وفي ذات السياق، قال كارلوس أرودا، الأستاذ في كلية إدارة الأعمال التابعة للمؤسسة الملكية كابرال بالبرازيل، إن تجربة الصين تظهر بأن التكنولوجيا الرقمية تلعب دورًا مهمًا في الحد من الفقر ومعالجة العديد من المشاكل الأخرى. ويمكن للتعاون مع الصين في مجال الدفع الرقمي والتجارة الإلكترونية والتعليم عن بعد أن يقلل بشكل فعال من اختلال التوازن في التنمية الاقتصادية والاجتماعية الإقليمية. وقالت صحيفة "ذي ستار" الكينية، إن تعزيز التعاون بين إفريقيا والصين في مجال التكنولوجيا الرقمية سيساعد إفريقيا على تحقيق قفزة نحو عصر المعلومات. مشيدة بـ "برنامج شراكة الابتكار الرقمي بين إفريقيا والصين" الذي اقترحته الصين، معتبرة بأنه سيساعد إفريقيا على تطوير البنية التحتية الرقمية والاقتصاد الرقمي والتعليم الرقمي، وتعميم التكنولوجيا الرقمية، وتعزيز الأمن الرقمي المشترك، وبناء منصة قوية للتعاون. وقد نجحت جنوب إفريقيا في بناء أول شبكة تجارية مستقلة للجيل الخامس في القارة الإفريقية بالتعاون مع الصين. كما أسست السنغال مركز البيانات الوطني بتمويل ودعم تقني من الصين. وعلّق موقع منتدى شرق آسيا الأسترالي بأن التكنولوجيا الصينية لا تساعد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على تحسين الظروف الاقتصادية المحلية فحسب، وإنما تساهم أيضًا في تطوير التعليم والرعاية الطبية والنقل والزراعة وصناعات الخدمات. معتبرا "طريق الحرير البحري" فكرة جذّابة بالنسبة للدول التي ترغب في تعزيز النمو الاقتصادي وتمر بمرحلة التحول نحو الاقتصاد الرقمي.

مشاركة :