ووصف السفير كوكصو البلدين بأنهما "شريكان استراتيجيان يتعاونان في العديد من القضايا على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية على حد سواء". وأشاد بالعلاقات الأخوية المتميزة والوثيقة التي تربط بين البلدين وتستند إلى قواسم مُشتركة تبلورت في إطار المواقف المُتضامنة والرؤى المُتقاربة للجانبين في مُختلف المجالات، لافتًا إلى أن هذا الأمر انعكس إيجابًا على التعاون بين البلدين. ** المونديال وتقديم الاجتماع أشار كوكصو إلى أن "موعد اجتماعات اللجنة جاء مبكرًا هذا العام على غير المعتاد، بسبب تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر". ولفت إلى أن "هذا يعكس حرص زعماء البلدين الراسخ والرغبة في العمل معًا حتى في ظل الجدول الزمني المضغوط والتوقيت الاستثنائي". وأضاف "يشهد البلدان تعاونًا وثيقًا في مجالات متنوعة من الاقتصاد والتجارة والسياحة والطاقة إلى الأمن، والدفاع، والتعليم، الثقافة". وتابع "وينعكس هذا التعاون، الفريد من نوعه، في الاجتماعات رفيعة المستوى للجنة الاستراتيجية العليا، التي تأسست عام 2014، كآلية ثنائية لإثراء التعاون بين تركيا وقطر". ** 83 اتفاقًا في 7 اجتماعات نوّه كوكصو بالدور الذي تؤدّيه اللجنة الإستراتيجية العليا التركية-القطرية المشتركة، لافتًا إلى أنها "تمثل أهم وأقوى ركيزة للعلاقة الاستثنائية بين البلدين". وأضاف بأن "الاجتماع الثامن للجنة الذي سيعقد في تركيا في 14 أكتوبر 2022، سيقدم مساهمات كبيرة في تنويع علاقاتنا وتعميقها". وبيّن أنه "تم عقد 7 اجتماعات للجنة، - آخرها عُقد في الدوحة في 7 ديسمبر/كانون الأول الماضي- وتمّ فيها التوقيع على 83 اتفاقًا وبروتوكولًا ومذكرة تفاهم وبيانًا مشتركًا، ما ساهم في نقل العلاقة إلى مستويات جديدة". واستطرد كوكصو: "يوضح عدد ونطاق الاتفاقيات الموقعة مدى نجاح إضفاء الطابع المؤسسي على اللجنة الاستراتيجية العليا، باعتبارها أعلى آلية لتعاوننا الثنائي". ** "متحمّسون لمونديال قطر" وبالحديث عن مونديال قطر 2022، قال كوكصو "نحن سعداء ومتحمّسون للغاية لاستضافة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 كأول دولة مسلمة وعربية". وأضاف: "مع انعقاد اجتماع اللجنة قبيل كأس العالم، ستتاح لنا الفرصة للإعراب مجددًا عن دعمنا الصادق والملموس لدولة قطر". وكشف عن نية الرئيس رجب طيب أردوغان حضور حفل افتتاح كأس العالم في 20 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وتابع: "بناءً على تعليمات من الرئيس أردوغان، ندعم قطر بالكامل في كل مجال تحتاجه لوضع اللمسات الأخيرة على الحدث بنجاح". وأردف مؤكدًا: "إننا نقدّر تعاوننا في مثل هذا الحدث الضخم، وعلى استعداد لبذل قصارى جهدنا للمساهمة بشكلٍ أكبر في جهود قطر لإنجاح هذه البطولة". وأشار إلى أن "ما يزيد عن ألفي شرطي تركي سيخدمون في قطر ضمن بروتوكول التعاون بشأن كأس العالم لكرة القدم، كدليل واضح على دعمنا القوي". وختم قائلاً: "نحن ننتظر هذا الحدث المهم، كالأخ الذي ينتظر عرس أخيه". ** "زخم العلاقات الاقتصادية" حول العلاقات التجارية بين البلدين، قال كوكصو "نحن سعداء بالزخم الحالي في علاقاتنا الاقتصادية، وهنا تأتي هذه الزيادة الكبيرة في حجم التجارة الثنائية بين تركيا وقطر العام الماضي". وأوضح أنه "بحسب أرقام الأشهر الثمانية الأولى من عام 2022، تجاوز حجم تجارتنا مع قطر 1.4 مليار دولار. وتابع: "زادت صادراتنا إلى قطر بنسبة 60٪ مقارنة بالأشهر الثمانية الأولى من عام 2021، وأصبحت تركيا الدولة السابعة التي تستورد منها قطر". ولفت أن ذلك "يشير إلى زيادة صادراتنا بأكثر من 200٪ في السنوات الخمس الماضية". وفيما يتعلق بالشركات، قال كوكصو: "لدينا ما يزيد عن 700 شركة تركية تعمل في قطر في مختلف القطاعات، وهناك 200 شركة قطرية تعمل في مجموعة واسعة من القطاعات في تركيا". وأضاف "إننا نمر بفترة أزمة الطاقة بسبب العديد من الصراعات القائمة، لذلك، نودّ تحسين تعاوننا في قطاع الطاقة مع قطر، أكبر مصدّر للغاز الطبيعي المسال في العالم". ** استثمار ضخم وتحدث كوكصو عن الاستثمار المتبادل بين تركيا وقطر، والذي زاد بشكل كبير مع تعزيز العلاقات الثنائية. وقال: "من خلال تعزيز علاقاتنا، زادت استثمارات قطر المباشرة في تركيا بشكل كبير، وبلغ إجمالي رصيد الاستثمارات القطرية في تركيا 33.2 مليار دولار". وتابع: "من ناحية أخرى، بلغت قيمة المشاريع التي نفذتها شركات الإنشاءات التركية في البنية التحتية في قطر، ما يقرب 22 مليار دولار أمريكي". وشدّد السفير أنه "لا تزال هناك إمكانات كبيرة غير مستغلّة لمواصلة تطوير علاقاتنا الاقتصادية والتجارية". ** "مستقبل مشرق" وأكد كوكصو أن "تركيا وقطر تشتركان بالأهداف نفسها، إذ يعطي كلا البلدين الشقيقين الأولوية للدبلوماسية والحوار والسلام". وتابع: "نحن على ثقة بأننا سنسير معًا نحو مستقبل مشرق كبلدين شقيقين وشريكين استراتيجيين". وأكد أن "الاجتماع الـ8 للجنة الاستراتيجية العليا المشتركة التركية القطرية سيسهم في هذه العلاقة الاستثنائية". ** اللجنة الإستراتيجية العليا في ديسمبر/ كانون الأول 2014، اتفقت قطر وتركيا على تأسيس لجنة استراتيجية عليا تجتمع سنويًا لوضع مسار مؤسساتي يحصّن المنجزات السابقة ويوسّع آفاقها، لتتجاوز التميّز على المستوى السياسي إلى تميز مماثل في المجالات الأخرى، لا سيّما الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والأمنية. ومنذ تأسيس اللجنة، وقّع البلدان خلال اجتماعاتها السبع 83 اتفاقية انخرط فيها عدد كبير من الوزارات، بالإضافة الى مؤسسات حكومية وخاصة، فيما تستعد اللجنة لعقد اجتماعها الثامن في إسطنبول في 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري. وانعقدت دورات اللجنة بالتبادل بين البلدين، الأولى في الدوحة 2015، والثانية بمدينة طرابزون التركية 2016، والثالثة بالدوحة 2017، والرابعة في إسطنبول 2018، والخامسة بالدوحة 2019، والسادسة في إسطنبول 2020، والسابعة بالدوحة 2021. ويتطلع البلدان لتعزيز الروابط الأخوية الوطيدة والعلاقات الاستراتيجية بينهما، التي تطورت وتجذرت على مدى عقود طويلة لتغطي القطاعات الأمنية والسياسية والعسكرية والاقتصادية والاستثمارية والتنموية والثقافية وغيرها، وصولًا لتحقيق المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :