تقرير درة | الهروب البطيء للقمر من الأرض منذ نشأتها

  • 10/13/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كشف فريق من العلماء من خلال دراسة حديثة، عن أسرار الهروب البطيء للقمر من الأرض على مدى الـ2.5 مليار سنة الماضية. ويرى العلماء، ومن ضمنهم فريق من جامعة أوتريخت في هولندا، إن نتائج هذه الدراسة تساعد على زيادة فهم ديناميكيات الأرض والقمر المبكرة، لأكثر من مليار سنة مضت. وكانت البداية في عام 1969، حينما قامت بعثات أبولو التابعة لناسا بتركيب ألواح عاكسة على سطح القمر، لمتابعة حركة القمر من الأرض. وبعد البحث، أظهر ذلك الإجراء أن القمر يتحرك بالفعل، وذلك بما يقدر بـ3.8 سم بعيدا عن الأرض خلال كل عام تقريبًا. ووفقًا لدراسة جديدة نُشرت في PNAS، تؤكد أن القمر كان يبتعد عنا ببطء خلال كل هذه الفترة، فإن المسافة بين الأرض والقمر كانت نحو 60 ألف كيلومتر منذ نحو 2.5 مليار سنة. وقالت الدراسة، أن المسافة بين كوكبنا والقمر قبل نحو 2.46 مليار سنة كانت تقدر بـ321.800 كم، بينما هي 384.400 كم حاليا. وأشارت الدراسة التي نشرت مؤخرًا، إلى أن طول اليوم كان بنحو 16.9 ساعة، وذلك مقابل 24 ساعة اليوم. وحلل العلماء في الدراسة أيضًا، الطبقات القديمة من الصخور في حديقة كاريجيني الوطنية في غرب أستراليا. وتعرف حديقة كاريجيني الوطنية بأنها تحتوي على ممرات متعددة، وتخترق رواسب عمرها 2.5 مليار سنة. ويعتبر العلماء في مجال علوم الأرض والغلاف الجوي والبيئة، أن هذه الحديقة تحتوي على صخور قديمة جدا، وتشكل أقدم أجزاء قشرة الأرض. وقال الفريق البحثي، أن هذه الممرات تحتوي على رواسب تتكون من أقسام مميزة من الحديد والمعادن الغنية بالسيليكا. وأشاروا إلى، أنها تحتوي على طبقات متناوبة الألوان من الأبيض والأحمر والرمادي المزرق، كانت ذات يوم مترسبة على نطاق واسع في قاع المحيط. وفي هذا الصدد، أشارت الدراسات السابقة إلى أن هذه الأنماط المتناوبة المتميز بعضها عن بعض مرتبطة بالتغيرات السابقة في مناخ الكوكب. ويسبب هذه الأنماط، ما يسمى في مصطلح العلماء “دورات ميلانكوفيتش” (آلية التغيرات المناخية التي فسرها العالم ميلانكوفيتش). ويقول العلماء، إن هذه التأثيرات عبارة عن دورات مناخية، وترتبط بتوجيه محور دوران الأرض والطبيعة الإهليلجية لمدارها. وتعتبر هذه الدورات ميزات للبحث، حيث أنها تعمل على تحديد توزيع ضوء الشمس الذي تتلقاه الأرض على مدى فترات زمنية طويلة. وبحسب العلماء، فإن الفترات السائدة تتغير لـ”دورات ميلانكوفيتش” حاليا كل 400 ألف عام، و100 ألف عام، و41 ألف عام، و21 ألف عام. ويقول الباحثون، إن هذه التغيرات يمكن أن تمارس سيطرة قوية على مناخ الكوكب على فترات طويلة، مشكلةً سنوات من البرودة الشديدة أو الدفء الشديد، أو من الطقس الأكثر رطوبة، أو الأكثر جفافاً. وتنبثق إحدى “دورات ميلانكوفيتش” المسماة climatic precession cycle من تذبذب الأرض في أثناء دورانها حول محورها بمرور الوقت، وتستغرق هذه الدورة حاليا نحو 21 ألف عام. لكن العلماء يقولون إن هذه الفترة يفترض أنها كانت أقصر في الماضي، بحيث كان القمر حينها أقرب إلى الأرض. ويشير تحليل تكوينات الطبقة المعدنية القديمة في أستراليا أيضًا، إلى دورة مدتها 11 ألف عام منذ نحو 2.5 مليار سنة مرتبطة بدورة المناخ climatic precession cycle. وتعتبر هذه الفترة أقصر بكثير من الترددات الحالية، والتي يبلغ كل منها 21 ألف عام. وعلى ضوء ما سبق، يقول الباحثون إن القمر كان بالفعل أقرب إلى كوكبنا، ما يؤكد أنه ينجرف ببطء بعيدا عنا. ويرى العلماء أن النتائج التي تم اكتشافها من خلال الدراسة، توفر نقطة مرجعية جديدة لنمذجة تطور نظام حركة الأرض والقمر. والجدير بالذكر، أن هذه الدراسة تتلخص في، أنك عندما تنظر إلى القمر في سماء الليل، سيكون من الصعب تخيل أنه يتحرك ببطء بعيدا عن الأرض؛ لكن في الحقيقة فإن هذا هو الذي يحدث بالفعل، ويؤكده العلماء.

مشاركة :