قال مسؤول في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، أمس، إن أي استخدام للأسلحة النووية من جانب روسيا سيغير مسار الصراع في أوكرانيا وسيؤدي بشكل شبه مؤكد إلى "رد" من حلفاء أوكرانيا وربما من حلف الأطلسي. وحذر المسؤول من أن أي استخدام للأسلحة النووية من قبل موسكو ستكون له "عواقب غير مسبوقة" على روسيا، بحسب "روسيا". وأضاف أن ذلك "سيؤدي بشكل شبه مؤكد إلى رد فعل ... من جانب عديد من الحلفاء وربما من حلف شمال الأطلسي نفسه". وأكد أن موسكو تستخدم تهديداتها النووية بشكل أساس لردع حلف شمال الأطلسي ودول أخرى من الدخول بشكل مباشر في حربها على أوكرانيا. من جانب آخر، عقد حلفاء أوكرانيا اجتماعا أمس في بروكسل بهدف تعزيز دفاعها الجوي الذي بات يمثل "الأولوية" بعد سلسلة من الضربات الصاروخية الروسية على عدد من مدن البلاد، فيما تتواصل المعارك في جنوبها وشرقها. وعند وصوله إلى مقر حلف شمال الأطلسي، لم يدل وزير الدفاع الأوكراني سوى بتصريح مقتضب، ملخصا موضوع الساعة بعبارة واحدة "أنظمة دفاع جوي". وأعلن ينس ستولتنبرج الأمين العام للحلف الأطلسي في بداية اجتماع لوزراء الدفاع في الحلف أن الأوكرانيين "بحاجة ماسة" إلى دفاعات جوية بوجه القصف الروسي العشوائي. وقال "بعض الحلفاء زودوا كييف بمثل هذه الأنظمة الدفاعية، لكن الأوكرانيين بحاجة إلى المزيد"، مضيفا "إنهم بحاجة إلى أنواع مختلفة من الدفاعات الجوية، أنظمة قصيرة المدى، بعيدة المدى، أنظمة مضادة للصواريخ البالستية، لصواريخ كروز، للطائرات المسيرة. أنظمة مختلفة لمهام مختلفة". وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتأمين "درع" جوية فوق أوكرانيا. وأكد لويد أوستن وزير الدفاع الأمريكي، أن الحلفاء سيواصلون "تعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية لتلبية الحاجة الماسة الآنية والبعيدة المدى". وقال "سنؤمن قذائف، وسنرى كيف نلبي حاجات الدفاع الجوي والصاروخي للأوكرانيين". ويتردد حلفاء أوكرانيا في تزويدها بأنظمتهم الأكثر تطورا إذ يقر دبلوماسيون بأن كميات هذه الأسلحة محدودة في الدول نفسها. غير أن كريستين لامبريخت وزيرة الدفاع الألمانية أكدت لدى وصولها أنه تم تسليم أوكرانيا أول نظام دفاع ألماني مضاد للطائرات من الجيل الأخير "أيريس-تي". وقالت "العام المقبل ستليه ثلاثة أنظمة أخرى من هذا الطراز". وأوضحت مبررة مهلة التسليم الطويلة "إنها أنظمة معقدة جدا تستخدم أحدث التكنولوجيا" مضيفا "لكننا نفعل ما بوسعنا ليتم ذلك بأسرع ما يمكن". ووعدت الولايات المتحدة بأنظمة دفاع جوي من طراز "ناسامز" (NASAMS)، على أن تسلم اثنين منهما قريبا لأوكرانيا. وتعهدت بتسليم ستة أنظمة أخرى غير أنه يتعين تقديم طلب إلى الصناعة الدفاعية وقد لا يتم تأمينها قبل عامين أو ثلاثة. في هذه الأثناء قد يتجه الحلفاء إلى معدات عسكرية أقدم مثل صواريخ "هوك" الأمريكية المضادة للطائرات التي تعود نماذجها الأولى إلى الحرب الباردة غير أن تحديثها استمر حتى مطلع الألفية، بحسب مسؤولين أمريكيين. ولم تعد الولايات المتحدة تستخدم هذه الصواريخ لكنها باعت الآلاف منها لعديد من الدول، وقد تتوجه إليها لتطلب منها إرسالها إلى أوكرانيا. والأولوية الثانية هي "إعادة تشكيل مخزون الأسلحة والذخائر لدول الحلف" إذ نبه ستولتنبرج إلى أنها "تراجعت" على وقع تسليم الإمدادات لأوكرانيا. وقال "إننا بحاجة إلى إعادة تشكيلها حتى نضمن دفاعنا ونتمكن من مواصلة دعم أوكرانيا". وأكد ممثل إحدى دول الحلف، وجود مشكلات جدية بالنسبة إلى مخزون الذخائر. وجرى بحث حاجات كييف على صعيد الأسلحة خلال اجتماع للدول الـ50 أعضاء مجموعة الاتصال من أجل أوكرانيا التي أنشأتها وتقودها الولايات المتحدة، وتضم جميع أعضاء الحلف الأطلسي. وشدد ستولتنبرج على أن هذا الاجتماع يعقد في "لحظة مفصلية" من النزاع إذ رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على سلسلة انتكاسات ميدانية بضم مناطق أوكرانية وتوجيه تهديدات مبطنة باستخدام السلاح النووي. ويقول الغربيون إنهم لم يلاحظوا أي تحركات على صعيد الأسلحة النووية الروسية، لكنهم حذروا موسكو رغم ذلك من استخدام أسلحة نووية تكتيكية في أوكرانيا. وقال ستولتنبرج "رأينا بالطبع التكهنات حول استخدام سلاح نووي ضعيف القوة في أوكرانيا، وأبلغنا روسيا بوضوح أنه ستكون لذلك عواقب خطيرة على روسيا". وأكدت أوكرانيا استعادة بلدات عدة من الروس في جنوب البلاد، ورحبت بتسليمها نظاما دفاعيا جويا جديدا، متوقعة "حقبة جديدة" بعد يومين على القصف المكثف. واستهدفت البلاد قبل أيام بوابل من الصواريخ وبتحليق للطائرات المسيرة التي استهدفت بشكل خاص البنية التحتية للطاقة المدنية، في ضربات اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنها رد انتقامي على الهجوم التفجيري الذي دمر جسر القرم، والذي وصفته موسكو بـ"الإرهابي" ونسبته إلى كييف. وأعلنت أجهزة الأمن الروسية أنها اعتقلت ثمانية أشخاص، بينهم خمسة روس، للاشتباه في ضلوعهم في التفجير الذي استهدف جسر القرم. كذلك أعلنت إحباط هجومين قالت إن الاستخبارات الأوكرانية كانت تعتزم تنفيذهما على الأراضي الروسية.
مشاركة :