أطلقت قوات الأمن الإيرانية أعيرة نارية لتفريق محتجين على وفاة مهسا أميني بحسب منظمات حقوقية أكدت إحداها أن قمع حركة الاحتجاجات أسفر حتى الآن عن سقوط 108 قتلى على الأقل. وتفرق المتظاهرون بعد إطلاق النار في مدينتي أصفهان وكرج وفي سقز مسقط رأس أميني، وفق ما أظهرت مقاطع فيديو نشرتها منظمتان لحقوق الإنسان مقرهما النروج. وهتفت طالبات خلال مسيرة في أحد شوارع طهران "الموت للديكتاتور"، وفق مقطع فيديو تحققت منه وكالة فرانس برس. وقالت منظمة "حقوق الإنسان في إيران" في منشور على تويتر أرفقته بفيديو إن أصوات طلقات نارية سمعت في أصفهان وسط احتجاجات وإضرابات عمت البلاد، وكذلك في سقز بحسب منظمة "هنكاو" الكردية الحقوقية التي أفادت في وقت لاحق أن قوات الأمن هربت. توفيت أميني (22 عاما) في 16 سبتمبر إثر دخولها في غيبوبة بعد توقيفها في طهران على أيدي شرطة الأخلاق السيئة الصيت لخرقها المزعوم لقواعد لباس المرأة. خلال الاحتجاجات التي عمت البلاد إثر وفاة أميني، عمدت شابات وطالبات جامعات وتلميذات مدارس إلى مواجهة قوات الأمن في الشارع. قُتل ما لا يقل عن 28 طفلا في حملة قمع الاحتجاجات ويحتجز كثيرون في سجون للبالغين، وفقا لمدافعين عن حقوق الإنسان في البلاد والخارج. واندلعت مواجهات عنيفة في سنندج بمسقط رأس أميني في كردستان وكذلك في زاهدان بجنوب شرق البلاد حيث اندلعت احتجاجات في 30 سبتمبر بسبب أنباء عن اغتصاب أحد قادة الشرطة لفتاة. - حملة قمع دامية وشيكة ودعا ناشطون في طهران المتظاهرين إلى النزول الى الشارع تضامنا مع أهالي سنندج وسكان زاهدان الأبطال. ورددت مجموعة ضمت شابات بشكل رئيسي أثناء التصفيق عند طريق دائري في جامعة آزاد بطهران في مقطع آخر نشرته على تويتر منظمة حقوق الإنسان الإيرانية: "لا نريد جمهورا .. تعالوا وانضموا إلينا". وكتب شعار الاحتجاجات بالطلاء على جدار المقر السابق للسفارة الأمريكية - المهجور منذ عام 1979. وصرح رجل لشبكة "بي بي سي" طالبا عدم كشف هويته: "الجو متوتر للغاية ومع ذلك فهو حماسي، الناس متفائلون هذه المرة ونأمل أن يكون التغيير الحقيقي قاب قوسين أو أدنى، لا أعتقد أن الناس مستعدون للتراجع هذه المرة". وأضاف: "يمكنك رؤية شكل من أشكال الاحتجاج في كل مكان، كل ليلة تقريبًا، هذا شعور جيد، إنه شعور جيد حقا". وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران إن حملة القمع أسفرت عن مقتل 108 أشخاص على الأقل وأن 93 شخصًا آخرين على الأقل قضوا في زاهدان. وذكرت أن تحقيقاتها في مدى القمع في كردستان أعيقت بسبب القيود المفروضة على الإنترنت وحذرت من حملة دموية وشيكة ضد المتظاهرين في المحافظة الواقعة غرب البلاد. وأكدت المنظمة أن العمال انضموا إلى إضرابات احتجاجية في مصنع عسلويه للبتروكيماويات في جنوب غرب البلاد وآبدان في الغرب وبوشهر في الجنوب. يقول محللون إن طبيعة الاحتجاجات المتعددة الأوجه عقَّدت محاولات النظام لقمع التحرك، ما قد يشكل تحديا أكبر للسلطات من احتجاجات نوفمبر 2019. في حملة القمع الآخذة في الاتساع، منعت إيران الوصول إلى شبكات التواصل الاجتماعي بما في ذلك انستغرام وواتساب وشنت حملة اعتقالات جماعية. وكتب موقع نيت بلوكس على تويتر عن اضطرابات كبيرة في حركة الإنترنت في إيران أمس، ومن المرجح أن يحد ذلك من التدفق الحر للمعلومات وسط الاحتجاجات. - ايداع فتية في سجون للبالغين وافقت دول الاتحاد الأوروبي أمس على فرض عقوبات على إيران في أعقاب حملة قمع الاحتجاج، بعد أن قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إن الوقت قد حان لمعاقبة المسؤولين في إيران عن قمع النساء. وأشارت الجمعية الإيرانية لحماية حقوق الطفل ومقرها طهران إلى مقتل ما لا يقل عن 28 طفلا ودانت استخدام قوات الأمن للعنف ضد الأطفال. وتحدثت أيضا عن عدم إبلاغ العائلات بمكان تواجد أطفالها وإدارة ملفاتهم في غياب محامين وعدم وجود شرطة وقضاة متخصصين بملفات الأطفال. وأكدت أنه يجب تحميل الحكومة الإيرانية مسؤولية ذلك. وقال المحامي المتخصص في حقوق الإنسان حسن رئيسي إن نحو 300 شخص تراوح أعمارهم بين 12-13 سنة و18-19 سنة محتجزون لدى الشرطة، وقد وضع بعضهم في مراكز اعتقال خاصة بالبالغين المحكومين في قضايا مخدرات. بالإضافة إلى ذلك أعلن القضاء الإيراني أن أكثر من 100 شخص وجهت إليهم التهم في إطار الاحتجاجات على وفاة أميني في محافظتي طهران وهرمزغان وحدهما.
مشاركة :