هل يدمر بوتين أوكرانيا بدون أسلحة نووية؟

  • 10/13/2022
  • 18:50
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تركزت المخاوف العالمية في الفترة الأخيرة على تلويح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا، لكن ما يزال هناك تساؤل مطروح يتعلق بتبرير اللجوء إلى هذه الأسلحة رغم أن موسكو لم تستنفد بعد ما لديها من أسلحة مدمرة أخرى.ويقول الباحث ليون هدار، محلل الشؤون الدولية في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست «إن جزءا كبيرا من النقاش في واشنطن وغيرها من العواصم الغربية تركز في الأيام القلائل الماضية على تهديد بوتين المفترض باستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا، ردا على التحديات التي تواجه ما يعتبره المصالح القومية الأساسية لموسكو.ويضيف الصحفي والمؤلف والزميل السابق في معهد كاتو، أنه ومع ذلك، وبينما نتأمل في شبح نشر روسيا لترسانتها النووية التي يمكن أن تؤدي إلى أزمة الصواريخ الكوبية الثانية، نحتاج إلى تذكيرنا بأن قوة عظمى عالمية يمكن أن تشل قوة صغيرة أو متوسطة الحجم دون اللجوء إلى استخدام الأسلحة النووية.لم يفز أحدوقال هدار بمجرد استخدام القوة الكاملة لأسلحتها التقليدية في أوكرانيا، ستجبر روسيا واشنطن على نفس الوضع الذي لم يفز فيه أحد بعد الغزو السوفيتي للمجر عام 1956، عندما خلصت إلى أن إنقاذ ضحية عدوان موسكو سيتطلب تدخلا عسكريا أمريكيا مباشرا.وخلافا لذاكرتنا التاريخية الجماعية، فإن الغارة الوحيدة الأكثر تدميرا في تاريخ البشرية لم تكن تفجير الولايات المتحدة للقنبلة الذرية فوق هيروشيما وناجازاكي باليابان، بل الغارة الجوية بالقنابل الحارقة على طوكيو من قبل القوات الجوية الأمريكية خلال ليلتين في مارس 1945.وخلفت تلك الغارة ما يقدر بنحو 100 ألف قتيل مدني ياباني وأكثر من مليون مشرد.وعلى سبيل المقارنة، أدى القصف الذري لناجازاكي إلى مقتل ما بين 40 ألفا و80 ألف شخص.وكانت الهجمات الكثيرة على القوات العسكرية وكذلك على السكان المدنيين خلال الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك القصف المدمر لبرلين ودريسدن، مدمرة بنفس قدر التأثير المحتمل لقنبلة نووية تكتيكية.صفقة روسياوأسقطت الولايات المتحدة وحلفاؤها أكثر من 7.5 ملايين طن من القنابل على شمال فيتنام خلال حرب فيتنام، وفي حين أنها دفعت هانوي إلى المشاركة في مفاوضات السلام في عام 1972، فشلت التفجيرات الأمريكية في إجبار الفيتناميين الشماليين على الخضوع وتسببت في معاناة مروعة للسكان المدنيين.ومن ناحية أخرى، فإن حملة القصف الجوي التي شنها حلف شمال الأطلسي (ناتو) على يوغوسلافيا خلال حرب كوسوفو في عام 1999، فضلا عن استخدام القذائف لمهاجمة بلجراد وبريشتينا، شكلت نقطة تحول في تلك الحرب وأجبرت زعيم يوغوسلافيا آنذاك، سلوبودان ميلوسيفيتش، على الموافقة على اتفاق سلام، مما أدى إلى سقوطه في نهاية المطاف.ومن هذا المنظور، يتساءل هدار لماذا يستخدم بوتين الأسلحة النووية قبل استخدام القوة الكاملة للقوة الجوية لبلاده وغيرها من الأسلحة التقليدية؟السيناريو الأسوأوقال «إنه يتعين على بوتين أن يدرك أنه من الممكن أن يفشل قصف كييف ولفيف وغيرهما من المراكز الحضرية الأوكرانية في تركيع الأوكرانيين، بنفس الطريقة التي لم يؤد بها القصف الأمريكي الواسع النطاق التدريجي لهانوي إلى استسلام شعب فيتنام الشمالية بشكل كامل، إن شجاعة الأوكرانيين في ساحة المعركة يمكن أن تدفع بوتين إلى التفكير في احتمال استعدادهم للقتال حتى الموت.ويضيف أن أوكرانيا لا تمتلك أسلحة نووية يمكن أن تهدد قوة عظمى عالمية مثل روسيا، وحتى في ظل السيناريو الأسوأ من وجهة نظر روسيا، لن تتمكن القوات الأوكرانية من دخول موسكو وفرض حل سياسي للحرب على الكرملين.استراتيجية بوتين المتوقعة: إجبار أمريكا وحلفائها على تقرير ما إذا كانوا على استعداد للمواجهة المباشرة مع روسيا. الوصول إلى صفقة مرضية يحصل بمقتضاها على جزء من أراضي أوكرانيا. دفعهم للتراجع والبدء في الضغط على أوكرانيا لعقد اتفاق مع موسكو

مشاركة :