تستعد مصر لافتتاح مسجد السلطان الظاهر بيبرس البندقداري بحي الضاهر وسط القاهرة، بعد نحو 25 سنة من بداية مشروع لترميمه وإعادة إعماره، توقف عدة سنوات لظروف البلاد قبل أن يتم استئنافه مرة أخرى. وفي هذا السياق، تفقد العميد المهندس هشام سمير، مساعد وزير السياحة والآثار لمشروعات الآثار والمتاحف، (الخميس)، الأعمال الجارية بالمسجد، للوقوف على آخر تطورات مشروع ترميمه والاستعدادات اللازمة تمهيداً لافتتاحه، مشيراً، في بيان صحافي، إلى أن «المشروع قارب على الانتهاء». يرجع مشروع ترميم المسجد إلى عام 2007، حيث بدأت وزارة الثقافة في ذلك الوقت مشروعاً لإعادة إعماره، لكنه توقف عام 2011، بسبب الأحداث التي مرت بمصر، قبل أن يستكمل من جديد عام 2018. وشمل المشروع الاهتمام بمرافق البنية الأساسية، وتدعيم الأساسات والعزل والأعمال الإنشائية، وإنشاء شبكة لتثبيت منسوب المياه الجوفية، وتركيب منظومة إطفاء الحريق، إضافة إلى تطوير شبكة الكهرباء الداخلية والخارجية وتركيب وحدات الإنارة الداخلية. إلى جانب تنظيف الواجهات الحجرية الداخلية والخارجية للمسجد، مع الحفاظ على العناصر الحجرية ذات الزخارف الكتابية والنباتية، وتقويتها وتدعيمها، وترميم واستكمال الشبابيك الجصية الموجودة أعلى الحوائط الداخلية والخارجية للمسجد، وترميم ومعالجة الأشرطة الجصية الداخلية التي تحتوي على آيات قرآنية بإيوان القبلة، حسب البيان. خبيرة تعمل داخل المسجد ومسجد الظاهر بيبرس هو أقدم مسجد في العصر المملوكي، شرع السلطان الظاهر بيبرس البندقداري في بنائه عام 665 هـ - 1266م وظلت الشعائر تُقام فيه فترة طويلة، وتبلغ مساحته نحو 3 أفدنة، ويتكون من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة «ظلات»، وهي المساحات المغطاة المعدة للصلاة، أكبرها ظلة القبلة، وفقاً للدكتور أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية في المجلس الأعلى للآثار. تسلمت لجنة حفظ الآثار المسجد في عام 1918، بعد فترة عانى فيها من الإهمال، فأصلحت بعض أجزائه ورممتها وخاصة الجزء المُحيط بالمحراب وجعلت منه مصلى وقامت ببناء بعض عقود ظلة القبلة، ووضعت فيه منبراً، أما بقية أجزاء المسجد فتحولت إلى متنزه عام.
مشاركة :