ملفات شائكة تنتظر رئيس 'التسوية' في العراق

  • 10/13/2022
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

السليمانية (العراق) - ينظر للرئيس العراقي الجديد عبداللطيف رشيد على أنه مرشح التسوية بين الحزبين الكرديين الرئيسيين، بينما يرجح أن يواجه مصاعب كبيرة في ظل مشهد سياسي متقلب وتهيمن عليه الانقسامات. كما يرى محللون أن أي رئيس للعراق ما بعد صدام حسين لا يمكن أن ينجح في مهامه ما لم يكن محل توافق بين الحزبين الكرديين: الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني. ويبقى معرفة ما إذا كان الرئيس الجديد سيحافظ على نهج سلفه برهم صالح، النشط كرئيس للجمهورية، وهو منصب شرفي إلى حدّ كبير، في وقت لا تزال فيه الساحة السياسية منقسمة بين معسكرين شيعيين، أحدهما موال لإيران والآخر يقوده الزعيم الشيعي صاحب النفوذ مقتدى الصدر. وترى المحللة السياسية لهيب هيجل من مجموعة الأزمات الدولية، أن "أي رئيس لم يكن مرشحا من قبل أحد الحزبين الكرديين الكبيرين، واجه صعوبة في فرض نفسه في بغداد"، متوقعة أن يواجه رشيد موقفا مماثلا. ويعدّ المهندس عبداللطيف رشيد البالغ من العمر 78 عاما، صاحب خبرة واسعة في بغداد، فالمهندس الهيدروليكي المنادي بالقضايا البيئية، عليه أن يواجه مشهدا سياسيا صعبا في بلد شديد الانقسام. ويملك هذا السياسي الكردي الحائز على شهادته من بريطانيا، خبرة سياسية طويلة في الحكومة الاتحادية في بغداد، فقد كان الرئيس العراقي الجديد، عضوا في الحكومة العراقية الأولى التي شكلت بعد الإطاحة بصدام حسين في العام 2003 إثر الغزو الأميركي. ويخلف لطيف رشيد، كما يسميه العراقيون، في رئاسة الجمهورية برهم صالح. وكلا الرجلين من الخلفية السياسية نفسها، حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، واحد من أبرز الأحزاب الكردية والذي رافق رشيد مراحل تأسيسه وكان ممثلا له في لندن في تسعينات القرن الماضي. وكان الرئيس العراقي الجديد، مقربا من الرئيس الراحل جلال طالباني مؤسس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وعمل مستشارا رئاسيا بعيدا عن الأضواء منذ العام 2010. ويحظى الرجل الذي ظهر ترشيحه إلى الواجهة مجددا في اللحظة الأخيرة، بقبول المعسكر الموالي لإيران، من دون أن يكون محط حماسة للحزبين الكرديين التقليديين اللذين قدّم كل منهما مرشحه. وقال المحلل السياسي حمزة حداد إن "ميزة لطيف رشيد، هي كونه ليس غريبا عن الساحة السياسية في بغداد"، مضيفا "كان رشيد وزيرا على المستوى الاتحادي لعدة سنوات"، موضحا أن "لا شيء أمامه سوف يكون جديدا، على الرغم من أنه وجه جديد بالنسبة للشباب العراقي ". وولد رشيد في 10 أغسطس/اب 1944 في السليمانية، ثاني أكبر مدن إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق. وأكمل دراسته في جامعة ليفربول وبعدها مانشستر، وحصل عام 1976 على شهادة الدكتوراه في الهندسة الهيدروليكية. ويتحدث رشيد السبعيني، صاحب الشاربين والنظارات، اللغات الكردية والعربية والإنكليزية وعرف بأسلوبه السياسي التكنوقراطي وظهوره مرتديا بدلات رسمية أنيقة بألوان داكنة. وتشير السيرة الذاتية للرئيس العراقي المنشورة على موقعه على الانترنت والمؤلفة من تسع صفحات إلى أنه كان مستشارا وخبيرا مستقلا لمؤسسات دولية وشارك في العديد من مشاريع الري والتنمية الزراعية. وتولى بين عامي 2003 و2010، منصب وزير الموارد المائية وشارك في حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي. ويُضفي رشيد خبرة مهنية مهمة لمنصب الرئاسة في بلد يعاني من مخاطر الجفاف ويعدّ واحداً من أكثر خمسة دول عرضة لتأثيرات التغير المناخي. ويتوقع أن يواجه رشيد معارك عهدها عندما كان وزيرا للموارد المائية، لا سيما الخلاف الدبلوماسي مع تركيا المجاورة بشأن قضية المياه، فضلا عن حماية الأهوار المهددة بالجفاف والتي لعب دورا بإعادة إحيائها في العام 2004. وفي بلد متعدد الطوائف والاثنيات، يملك رشيد "علاقات جيدة مع السياسيين الشيعة والسنة، ويحظى باحترام التيار الصدري"، وفق مسؤول حكومي عمل مع الرئيس الجديد. ولدى رشيد نقاط قوة، لا سيما العلاقة مع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، أحد أبرز قياديي الإطار التنسيقي، التحالف المهيمن حاليا على البرلمان. وينتظر رشيد ملفٌ شائكٌ هو أداء دور في تهدئة العلاقات المتوترة بين بغداد وإقليم كردستان. ويرى حداد أن الرئيس السابق "برهم صلاح ترك بصمته من خلال شخصيته، لكنه بالكاد تمكّن من تحسين العلاقات بين بغداد وكردستان العراق"، مضيفا "إذا كان لطيف رشيد قادرا على تحسين هذا الأمر، فسيتفوق على كل ما حققه سلفه". والرئيس رشيد متزوج وأب لولدين وبنت، ومولع بالفن التشكيلي وافتتح معرضا فنيا عام 2014 في السليمانية لفنانين محليين، وفق أحد المقربين منه.

مشاركة :