من المتوقع أن يساعد الانتعاش القياسي للطلب على السفر شركات الطيران على تضييق خسائرها السنوية التي تكبدتها خلال فترة الجائحة، وتجدد الآمال بالتحول إلى الربحية. وتمكنت شركة إيزي جيت البريطانية للطيران منخفض التكلفة من تضييق خسائرها السنوية بشدة بعد أن شهدت مبيعات بلغت أكثر من الضعف في ذروة موسمها. وقالت الشركة إنها تتوقع تحقيق أرباح ما قبل خصم الضرائب بقيمة ما بين 470 مليون و490 مليون جنيه استرليني (520 مليون و542 مليون دولار) على مدار الربع الأخير حتى 30 أيلول (سبتمبر) بعد ارتفاع عدد الركاب إلى 24 مليونا وقفزت العائدات إلى نحو 2.5 مليار جنيه من مليار جنيه قبل عام. وأشارت الشركة إلى مرونة الطلب رغم أزمة تكلفة المعيشة، فيما عادت برامج رحلاتها خلال أكتوبر وأسابيع يوم الميلاد إلى مستويات ما قبل الجائحة، بحسب وكالة الأنباء البريطانية "بي إيه ميديا". وتتوقع المجموعة حجز 20 مليون مقعد في الثلاثة أشهر الأخيرة من 2022، بارتفاع 30 في المائة مقارنة بعام سابق، مضيفة أنها تشهد بالفعل طلبا على الصيف المقبل. من جهتها، أعلنت شركة دلتا الأمريكية للطيران، أمس، عن زيادة هائلة في المبيعات خلال الربع الثالث، في ظل زيادة رحلاتها التجارية، لكن ارتفاع التكاليف يعني تقلص حاد في الأرباح. وسجلت الشركة أرباحا بقيمة 695 مليون دولار في الربع الثالث، في تراجع بنسبة 54 في المائة عن 1.5 مليار دولار حققتها الشركة في الربع المقابل من 2019. ولم تقارن هذه الأرباح بعامي 2020 و2021، حيث عانت صناعة الطيران العالمية بسبب جائحة كورونا. واختارت الشركة أن تركز على أعلى أرباح سجلتها خلال فصل الصيف في تاريخها، حيث حققت عائدات بقيمة 12.8 مليار دولار بزيادة 3 في المائة عن 2019. وقالت الشركة إنها تتوقع استمرار الزيادة في العائدات خلال الأشهر المقبلة. وبحسب "الألمانية"، قال رئيس الشركة، جلين هاونشتاين: "في الوقت الذي تشهد فيه شركات السفر تحسنا، وطلبا محليا ودوليا قويا، نتوقع أن ترتفع عائدات الربع الأخير لما بين 5 إلى 9 في المائة مقارنة بالربع الأخير من 2019". بينما أعلنت شركة الطيران الأسترالية كانتاس إيرويز أمس عودتها إلى تحقيق الأرباح مع ازدهار الطلب على السفر بعد رفع أغلب القيود المرتبطة باحتواء جائحة فيروس كورونا المستجد، ما ساعد على تعزيز موقف رئيسها التنفيذي آلان جويس، ودفع سهم الشركة لتسجيل أكبر مكاسب يومية خلال عامين ونصف العام. وذكرت وكالة "بلومبيرج" للأنباء أن أرباح كانتاس إيرويز قبل حساب الضرائب خلال النصف الأول من العام الحالي ستراوح بين 1.2 و1.3 مليار دولار أسترالي (816 مليون دولار أمريكي) لتنهي خسائر نصف سنوية متتالية على مدى عامين ونصف العام بإجمالي سبعة مليارات دولار أسترالي. وذكرت الشركة، الموجود مقرها في مدينة سيدني، أن معدلات إلغاء الرحلات أو تأخير الإقلاع أو فقدان الحقائب تراجعت بشدة خلال النصف الأول من العام الحالي. وأشارت "بلومبيرج" إلى أن عودة الشركة السريعة إلى تحقيق الأرباح ومستويات ما قبل جائحة كورونا، خففت بعض الضغوط عن جويس، الذي أصبح هدفا لغضب عام في ظل كفاح شركة الطيران الأسترالية لاستيعاب الزيادة السريعة في حركة السفر بعد جائحة كورونا. ورفض جويس، الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي للشركة منذ أكثر من 14 عاما، الدعوات المتكررة للاستقالة بسبب تراجع الأداء التشغيلي للشركة خلال العام الحالي.
مشاركة :