تحت عنوان «موسم الحرث»، أطلق «معرض 421» برنامجه لخريف 2022، الذي يركز على البحث في إنتاج المعرفة، ويؤكد في تفاصيله أن إنتاج المعرض لا يقتصر على شكل أو مصدر معين، حيث كل ما يحيط بنا يعتبر مصدراً للمعرفة، ولطالما مثلت الطبيعة هنا المصدر الأهم، قبل سيطرة التقنيات الحديثة ومظاهر الاستهلاك، التي أنتجت الكثير من الحواجز بين الانسان والطبيعة من جهة، وبينه وبين الآخر من جهة أخرى، وهي الحواجز التي يسعى «معرض 421» في هذا الموسم لهدمها، لتحفيز الجمهور على التواصل من جديد مع الطبيعة باعتبارها المُعلّم الأول. وفي التفاصيل، افتُتح أخيراً، في أبوظبي، المعرض الجماعي «بحث وقطاف: المعرفة الغذائية والتصوّر البيئي في الطبيعة الجغرافية الإماراتية»، وهو النسخة الثانية من المعرض الذي أقيم لأول مرة في جناح الإمارات في «إكسبو 2020». ويستكشف المعرض العناصر الدقيقة لما يعنيه البحث المستمر عن الغذاء والرعاية من أجل الفرد والمجموعة في بيئات قد تبدو قاحلة، مستطلعاً التاريخ الطويل متعدد الأوجه للبيئة التي ظلت لمدة طويلة تنتج الغذاء لأجيال متعاقبة وتمد شعبها والشعوب الأخرى بالغذاء. ويكشف المعرض عن الجهد المبذول من أجل جني خيرات الأرض من خلال التقاء السرديات الشخصية والجماعية، كما يبرز المخزون الثري من المعرفة الثقافية والزراعية الذي تناقلته الأجيال، والذي مازال يُبنى عليه حتى اليوم، موضحاً ما يعنيه الإمداد بالغذاء على نطاقات عدة. فنانون وأعمال يتضمن المعرض أعمالاً لـ14 فناناً من الإمارات والوطن العربي والعالم، هم: أوغست نوميكايت، إيلين ‬فاسكويز، باولا ‬صقر، ريم ‬فلكناز، شيخة ‬المزروع، عمار العطار، عبدالله السعدي، عبير ‬مناصرية، ‬زينة ‬خياط، فيكرام ‬ديفيشا، طارق ‬الغصين، موزة المطروشي، محمد ‬أحمد ‬إبراهيم، نجوم ‬الغانم، نهلة الطباع. ويسعى الفنانون على اختلاف جنسياتهم ومدارسهم الفنية، لتسليط الضوء على مفاهيم متعددة مرتبطة بالغذاء والحصاد وما يرتبط بهما من تداعيات تركت آثارها على حياة الفرد والمجتمع، ومن بينها عمل للفنان الراحل طارق الغصين يتكون من سلسلة صور التقطها الفنان للزجاج الأمامي لحافلات كانت تقف في ساحة على كورنيش أبوظبي، ثم سأل الكاتب ديباك عن شعوره تجاه الصور، والذي قام بدوره بتدوين أفكار مرتبطة بالحافلة من أفكاره الشخصية أو من ثقافة شعبه. بينما حملت مشاركة الفنان عبدالله السعدي عنوان «بطاطا حلوة»، وتضمنت مجموعة من الرسومات بالفحم لثمار البطاطا الحلوة بأشكال وتكوينات مختلفة، قام برسمها خلال رحلات التخييم التي قام بها في أوقات سابقة. وعكس عمل «جريل» للفنان محمد أحمد إبراهيم، العلاقة الوثيقة التي تربط الفنان بالأرض، والتي ظهرت في معظم أعماله. «خلني أقلك شي» من ملاحظة على شكل رسالة ورقية تركها له الحارس على زجاج سيارته ينبهه فيها أنه أوقف سيارته في مكان خاطئ، والرسائل التي لم يرسلها قط إلى معلمته في الصف الثاني، والتي حاولت دفعه للكتابة باليد اليمنى، أو مجموعة من الرسائل الإلكترونية التي حاول من خلالها استعادة ممتلكاته، بعدما فقدها في إحدى الحافلات الأوروبية وبعد شهور لم يصل إلى نتيجة، استلهم الفنان الإماراتي محمد خالد معرضه الفردي الأول «خلني أقلك شي»، الذي افتتح أيضاً ضمن «معرض 421»، وبرنامجه لخريف 2022. وتناول خالد في معرضه فكرة البحث عن التواصل، ومحاولة العوامل التي تسهم في إنجاح الاتصال بصرف النظر عن الأسلوب المتبع في الرسالة، سواء الكتابة بخط اليد أو لوغاريتمات وسائل التواصل الاجتماعي أو مجرد قصاصات ورقية، كما اهتم خالد بالمباني والبيئة المحيطة به، وهو توجه عززته دراسته للهندسة المعمارية، حيث يرى المباني حوله باعتبارها مليئة بفرص التواصل، وهو الأمر الذي ينطبق على مَشاهد قد تمر في الواقع على كثيرين دون أن يلتفتوا إليها، مثل القطط التي توجد في الشارع وجسّدها الفنان في أعماله، والزي الموحد لموظفي إحدى شركات التوصيل، وغيرها. كذلك يظهر خالد عجز التقنيات الحديثة عن ترجمة ما نشاهده بصورة دقيقة. ■ «خلني أقلك شي» ينتبه للقطط في الشارع، ويُظهر عجز التقنيات الحديثة. ■ المعرض يسعى لترميم العلاقة بين الإنسان والطبيعة باعتبارها المُعلّم الأول. 7 أعمال يقدم معرض «خلني أقلك شي» سبعة أعمال جديدة تم إنتاجها هذا العام، تتضمن التصوير المفاهيمي، والتركيبات وسلسلة من الرسومات والمطبوعات المنفذة بأسلوب التعريض للشمس. وهي مستوحاة من حلقات من واقع الحياة لتواصل مفقود. وتمت كتابة نص المعرض من قبل الكاتبة ميليسا غرونلند. 35 فعالية يقدم «موسم للحرث» برنامجاً عاماً واسع النطاق يضم أكثر من 35 محادثة وورشاً وفعاليات خاصة، بالإضافة إلى ندوة وسوق خارجية مصممة في الهواء الطلق للتذكير بأن البيئة الطبيعية صاغت بشكل مباشر ثقافاتنا وتقاليدنا وأنماط حياتنا، وتقرّبنا من هذا المصدر الفعال للمعرفة. 14 فناناً من الإمارات والوطن العربي والعالم.  تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App