أدت الاضطرابات الاجتماعية والتعليمية أثناء جائحة كوفيد-19 إلى تفاقم المخاوف بشأن الصحة النفسية للمراهقين والسلوك الانتحاري في الولايات المتحدة، حسبما ذكرت دراسة جديدة صادرة عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. ووفقا للدراسة التي نُشرت يوم الخميس في التقرير الأسبوعي للوكالة بشأن المرض والوفيات، فإن ما يقرب من ثلاثة أرباع طلاب المدارس الثانوية الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما قد أبلغوا عن تجربة سلبية واحدة على الأقل في مرحلة الطفولة أثناء الوباء. وقد أفاد من بينهم 53.2 بالمائة و12 بالمائة و7.8 بالمائة عن تجربة واحدة إلى اثنين، وثلاثة، وأربعة أو أكثر من تلك التجارب على الترتيب. وترتبط تجارب الطفولة السلبية بسوء الصحة النفسية والسلوك الانتحاري، وقد تم توثيق انتشار مرتفع لهذه التجارب أثناء الجائحة. وهذه التجارب يمكن منع حدوثها وخاصة تلك الأحداث الصادمة التي يمكن أن تكون مؤلمة وتحدث في مرحلة الطفولة مثل الإهمال أو تجربة العنف أو مشاهدته أو محاولة أحد أفراد الأسرة الانتحار أو الموت. وأوضحت الدراسة أن هناك جوانب من بيئة الطفل يمكن أن تقوض إحساسه بالأمان والاستقرار والترابط. ووجدت الدراسة أن تجارب الطفولة السلبية كانت شائعة بين المراهقين في الولايات المتحدة أثناء الوباء وغالبا ما كان لها تبعات وخيمة على الصحة النفسية والسلوك الانتحاري، حتى بين بعض المراهقين الذين أبلغوا عن تجربة واحدة إلى اثنتين من تلك التجارب السلبية. ولاحظت الدراسة أن معدل انتشار ضعف الصحة النفسية ومحاولات الانتحار في العام الماضي بين المراهقين الذين أبلغوا عن أربعة أو أكثر من تجارب الطفولة السلبية أثناء الوباء كان أعلى بمقدار 4 و25 مرة على الترتيب من أولئك الذين لم يكن لديهم تجارب طفولة سلبية. واستندت الدراسة إلى ردود أكثر من 4300 طالب في البلاد على استطلاع سلوكيات المراهقين وتجاربهم في العام 2021.
مشاركة :