لا مهنة أخرى

  • 1/10/2016
  • 00:00
  • 25
  • 0
  • 0
news-picture

دعيت إلى «لقاء غير معد» مع مجموعة مختلفة من طلاب كلية الإعلام، أتمنى أن أنقل هنا بعض ما ورد فيه، والأجوبة توضح مروحة الأسئلة: «لا. لست أدري إن كنت اخترت مهنة أخرى أم لا. فأنا لا أعرف مهنة أخرى. في أي عمل آخر كنت سوف أصاب بالملل أو التعب أو الشعور بالأسر. الصحافة أعطتني حرية الخيار وحرية المكان ونعمة الانتقاء». «لو لم أكن صحافيًا، لما أحببت أن أكون أي شيء آخر. مثل هذه الفكرة حتى على سبيل الافتراض، تشعرني بالضيق. ولكن إذا كان الغرض من السؤال هو السلوى، فحسنًا. كنت عملت أمين مكتبة». «لا أؤمن بفكرة اليمين واليسار. العقل البشري أوسع بكثير من القوالب التي يدعى إليها. والإنسان مراحل تغلب عليها الطبيعة البشرية. يقول الصادق النيهوم إن الشاب يريد أن يغير كل ما حوله، والكهل يريد أن يحافظ على كل ما حوله. أنا الآن في هذه المرحلة، لكن للآسف كل ما حولنا ينهار. فكري وقلبي هما عند من هم في جيلكم. في زمننا كانت الحياة أسهل، والدنيا أهدأ، والأيام أجمل. وكانت الأطايب أقل بكثير، لكنها أطيب. والحب كان يدوم أو يصانع. دائمًا أخاف عليكم من مرارات عالم اليوم وتقلّباته. وعندما أقارن بين السياسيين الذين عرفناهم وسياسيي اليوم، أشعر بالحزن. لا لست متفائلاً». «لا أستطيع الإجابة بدقة؟ السرعة ضد الدقة. ولكن تخطر في بالي أسماء كثيرة جدًا. هناك أناس كثيرون ساهموا في جعل هذا العالم بيئة أفضل. علماء وأدباء ومؤرخون وأهل إحسان. هناك خصوصًا الذين تعلموا في مدارس الاستعمار كيف يهزمونه: نهرو، والجنرال جياب في فيتنام، والحبيب بورقيبة، وكوامي نكروما في غانا. وهناك قادة الاستقلال الذين ربحوا الحرية بالقليل من الموت والعنف. وهناك خصوصًا الذين اخترعوا لنا (العجائب) التي نقلتنا من عصر إلى عصر: الكهرباء، والطائرة، والأسبرين، والنظارات الطبية، وتحلية المياه، واللقاحات، والبنسلين، والورق وقلم الحبر والمطبعة، والراديو، وكل ما أصبح شيئًا عاديًا في يومياتنا ولم يكن كذلك طوال آلاف السنين». «لا. ليس هناك كاتب مفضل. هناك كتّاب كبار أجمعت الناس على معظمهم. (سبينكا) من أيام روما لكني لم أكتشفه إلا قبل نحو 20 عامًا. وأعتقد أن دور النشر تجدد طبع كتبه بسببي. إذا أردت أن تكون صحافيًا جيدًا يجب أن تقرأ الكلاسيكيين، أو القدماء، وسوف تفاجأ بمدى الحداثة عندهم. لا تعرف أين يمكن أن تعثر على درس في الصحافة. ولكن في استطاعتك أن تعمل العمر كله من دون أن تقرأ الذين لم يجهدوا. تعلم خصوصًا من الذين تعبوا لكي لا تشعر أنهم تعبوا. هؤلاء هم المعلمون». «أتمنى ألا تصدقوا كل ما تقرأون. استسهال الأشياء ليس خيارًا نبيلاً. ولا تصدقوا الذين يستسهلون الكلام. هؤلاء يندمون فيما بعد، فلا ضرورة لأن تندموا أنتم أيضًا». شكرًا.

مشاركة :