أعلنت لجنة القيم بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أمس حيثيات حكمهما ضد كل من السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا والفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا)، وأطلعتهما على الأسباب الكاملة لقرار إيقافهما لمدة 8 سنوات. وأشارت لجنة القيم إلى أن الغرفة القضائية التابعة للجنة القيم المستقلة برئاسة هانز يواكيم إيكرت أرسلت إلى بلاتر وبلاتيني الأسباب التي تقف وراء القرارات التي اتخذتها اللجنة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بشأن إيقافهما 8 سنوات. وكانت الهيئة القضائية في الفيفا أوقفت في 21 ديسمبر الماضي بلاتر وبلاتيني ثماني سنوات عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم، بسبب سوء استعمال منصبيهما في قضية «مدفوعات غير شرعية» لمبلغ مليوني دولار تلقاه الفرنسي من الفيفا في عام 2011 عن عمل استشاري لمصلحة الاتحاد الدولي بين 1999 و2002، لكن لم ينشر الفيفا حينها تفاصيل قرار الإيقاف. وسبق أن أوقفت لجنة القيم بلاتيني وبلاتر في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عن ممارسة جميع الأنشطة الكروية لمدة 90 يوما في إطار القضية نفسها. وتابع بيان الاتحاد الدولي أن «الغرفة القضائية تؤكد الوفاء بالتزامها بتقديم الأسباب التي أدت إلى اتخاذ قرار الإيقاف لبلاتر وبلاتيني في النصف الأول من يناير (كانون الثاني) 2016». وبإمكان بلاتر وبلاتيني الآن دراسة المستندات بمعرفة الوكلاء القانونيين لهما، وأمامهما ثلاثة أيام لتحديد إمكانية الاستئناف أمام لجنة الاستئناف التابعة للفيفا. وأكد بلاتر وبلاتيني أنهما سيطعنان على قرار الإيقاف الصادر بحقهما، حيث حاول الفرنسي أن يلجأ مباشرة إلى محكمة التحكيم الرياضي لكن تم إخباره من قبل الفيفا بأنه يتوجب عليه أولا أن يستأنف أمام الفيفا. وأكد تيبو دي أليس، محامي بلاتيني، أنه تسلم أسباب إيقاف موكله، مشيرا إلى أنه «سيستأنف أمام لجنة الاستئناف غدا». ومن المتوقع أيضا أن يستأنف بلاتر ضد عقوبة إيقافه في ظل سعيه لترؤس الكونغرس الاستثنائي للفيفا الذي يعقد في 26 فبراير (شباط) المقبل لانتخاب خليفته. وكان بلاتيني أبرز المرشحين لخلافة بلاتر في رئاسة فيفا، غير أن إيقافه حال دون مشاركته في الانتخابات الرئاسية للاتحاد الدولي التي ستجرى الشهر المقبل بمدينة زيوريخ السويسرية. ونفى بلاتر وبلاتيني انتهاكهما للوائح فيفا المتعلقة بتقديم وقبول الهدايا وتضارب المصالح والولاء والقواعد العامة للسلوك. وبالنسبة إلى بلاتر، فإنه كان أوضح بعد صدور قرار الإيقاف أنه سيطرق كل الأبواب لتبرئة نفسه، وقال: «سنستأنف العقوبة أمام لجنة الاستئناف ثم أمام محكمة التحكيم الرياضي ثم أمام القضاء السويسري»، معربا عن أسفه «لكرة القدم العالمية والفيفا». وأضاف: «أنا آسف لأنني كرئيس للفيفا محل اتهام، وآسف لكرة القدم العالمية وللاتحاد الدولي. يؤلمني قلبي عن كل الاتحادات وكل من يعمل في الفيفا، لكنني أشفق على نفسي كيف وقع التعامل معي ولم يحسبوا حسابا لمعاني الإنسانية». وأضاف بلاتر: «أنتم تتساءلون عما إذا كنت تعرضت للخيانة. والجواب هو نعم. طلبنا من لجنة القيم الحكم على السلوك الأخلاقي لكنها أنكرت الأدلة وتحاول بناء شيء غير صحيح». وأردف قائلا: «بعد كل الدلائل التي قدمتها للدفاع عن نفسي وفي كل ما يمت بصلة إلى الدفوعات، وفي ما يتعلق بعلاقتي مع بلاتيني، كنا نظن أننا سنحصل على حكم عادل وعلى قرار عادل، لأنه كان هناك اتفاق شفهي بين الرجال والسادة، هذا التفاهم قمنا به عام 1998، ولكن ما أدهشني هو أن لجنة القيم أنكرت ذلك التفاهم الشفهي». وتابع: «قالوا إنه ستتم معاقبتنا مدى الحياة، لكنهم أشفقوا علينا وعاقبونا بـ8 أعوام. لجنة القيم لم تذهب إلى الدلائل، وهذه اللجنة ليس لها الحق في أن توقف رئيس الفيفا. رئيس الفيفا لا يمكن إيقافه إلا من خلال المؤتمر العام للكونغرس الذي سينعقد في 26 فبراير المقبل. حتى بعد إيقافي فأنا رئيس الفيفا. لا أخجل مما حصل، لكنني رئيس الفيفا إلى حين انعقاد الانتخابات الرئاسية في فبراير».
مشاركة :